عوامل متعددة تعيق إيصال المساعدات إلى مناطق الزلزال في سوريا

by editor2

*فرات بوست: أخبار ومتابعات 

المساعدات الأممية و”الأسد”

 بلغ عدد قتلى الزلازل التي ضرب أجزاء من جنوب تركيا وشمال سوريا الأسبوع الماضي أكثر من 41 ألفاً، وتقول جماعات إغاثة إن المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة في سوريا كانت بطيئة.

ومع وفاة أكثر من 5,800 شخص جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة في سوريا وحدها، هناك العديد من العوامل التي تعيق إيصال المساعدات إلى المحتاجين هناك.

شمال غرب سوريا، المنطقة الأكثر تضرراً من الزلازل، تخضع إلى حد كبير لسيطرة قوات المعارضة المناهضة لنظام بشار الأسد الدكتاتوري. طوال فترة النزاع في البلاد، حدّ نظام الأسد وداعمته الرئيسية روسيا من الوصول إلى ذلك الجزء من سوريا إلى معبر حدودي واحد فقط مع تركيا.

بعد زيارة المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا وسوريا، قال رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “مارتن غريفيث” خلال عطلة نهاية الأسبوع إن المجتمع الدولي “خذل حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا“، مشيراً إلى أنهم “يشعرون بحق بأنه تم التخلي عنهم. البحث عن مساعدة دولية لم تصل”.

يوم الاثنين، “وافق” نظام الأسد على فتح معبرين حدوديين إضافيين مؤقتا يسمحان بوصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” في بيان بذات اليوم نفسه “إن فتح نقاط العبور هذه – إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتسريع الموافقات على التأشيرات وتسهيل السفر بين المراكز – سيسمح بدخول المزيد من المساعدات بشكل أسرع”.

فريق البحث والإنقاذ الحضري الإماراتي يهدي معدات الإنقاذ لنظرائهم السوريين استجابة لزلزال مميت، في جبلة ، سوريا ، 16 شباط 2023.

  • وأطلق غوتيريس نداء لجمع 397 مليون دولار يوم الثلاثاء للاستجابة للزلزال في سوريا.

المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد يمكن الوصول إليها.

ويقول خبراء إنه في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا، يمكن للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية العمل بحرية داخلها.

“يمكن توفير تمويل ودعم الإغاثة من الزلزال من خلال هذه القنوات الحيوية”، قال “نيكولاس هيراس“، الخبير في الشأن السوري في “معهد نيولاينز” للاستراتيجية والسياسة في واشنطن. “لقد انخرطت الحكومة التي يقودها الأسد بحرية مع وكالات الأمم المتحدة طوال الحرب في سوريا، وليس هناك حد لقدرة النظام على القيام بذلك الآن”.

مواد ذات صلة:

صعوبات في إيصال المساعدات إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف

وقال هيراس إن النفوذ الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جعل من الصعب على المساعدات الإنسانية دخول المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا قبل الزلزال، وفي أعقاب الزلزال مباشرة.

وأضاف: “لقد تم تخفيف هذا الوضع جزئياً الآن بسبب الضغط الدولي لفتح المزيد من نقاط الوصول لمساعدات الإغاثة من الزلزال من خلال نقاط التفتيش غير الخاضعة لسيطرة النظام، ولكن ليس هناك ما يضمن أن خطوط الدعم الحيوية هذه ستبقى مفتوحة إلى أجل غير مسمى”.

الإعفاء من العقوبات الأمريكية

أصدرت “وزارة الخزانة الأمريكية” الأسبوع الماضي إعفاء يسمح بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال في سوريا لمدة 180 يوماً، والتي لولا ذلك لكانت محظورة بسبب العقوبات المفروضة على حكومة الأسد منذ عام 2011 بسبب قمعها للمتظاهرين السلميين والجرائم المرتكبة ضد المدنيين.

وقال نائب وزير الخزانة “والي أدييمو” في بيان “بينما يحشد الحلفاء الدوليون والشركاء في المجال الإنساني لمساعدة المتضررين، أريد أن أوضح تماماً أن العقوبات الأمريكية في سوريا لن تقف في طريق الجهود المنقذة للحياة للشعب السوري”.

الألم والخسارة والبرد وعدم وجود مكان تذهب إليه. الفيديو من حساب أنتوني بلينكن “تويتر”

وتقول جماعات إغاثة تعمل على الأرض في سوريا إن العقوبات ليس لها تأثير على المساعدات الإنسانية.

“تستهدف العقوبات مجرمي الحرب لنظام الأسد الذين يمنعون المساعدات عبر الحدود إلى المناطق الأكثر تضررا في سوريا” ، قال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لفرقة عمل الطوارئ السورية.

مصطفى، ناشط مقيم في واشنطن، موجود حالياً في بلدة “جنديرس“، وهي واحدة من أكثر البلدات تضررا في شمال غرب سوريا. ومجموعته هي واحدة من عدة منظمات شاركت في جهود الإغاثة في تلك المنطقة.

ويقول خبراء إن ضغوط العقوبات أثرت سلباً على الحياة اليومية في النظام وفي بعض المناطق غير التابعة له – خاصة في شمال شرق سوريا – بسبب انخفاض قيمة العملة السورية.

  • “لكن المساعدات الإنسانية نجت بشكل عام من هذا الضغط، وإلى أقصى حد ممكن، حاول النظام استخدام المساعدة التي قدمتها الأمم المتحدة كنقطة ضغط على المناطق غير التابعة للنظام قبل وقوع الزلزال”، قال هيراس من معهد نيولاينز.

قناص


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy