*فرات بوست: تقارير ومتابعات
الهجوم الشرس الذي شنته جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على موقع عسكري تركي، والذي أسفر عن مقتل 12 جندياً في كانون الأول، لم يؤدِ إلا إلى تأجيج عمليات تركيا الانتقامية خارج حدودها.
قامت تركيا “بتحييد” ما يصل إلى 36 إرهابياً الأسبوع الماضي، بما في ذلك أولئك الذين يختبئون عبر الحدود في العراق وشمال سوريا، حسبما ذكرت وزارة الدفاع التركية يوم الخميس. تم استهداف ما مجموعه 2237 إرهابياً منذ 1 كانون الثاني 2023 ، حسبما قال مسؤول في الوزارة للصحفيين في العاصمة أنقرة. تستخدم السلطات التركية مصطلح “تحييد” للإشارة إلى أن الإرهابيين المعنيين استسلموا أو قتلوا أو أسروا.
غالباً ما يختبئ إرهابيو حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب عبر حدود تركيا في شمال العراق وسوريا، حيث يخططون لهجمات على القوات التركية أو السكان المحليين. وقال المسؤول إنه منذ 1 كانون الثاني 2023، نفذت الجماعة الإرهابية 526 هجوماً في المناطق التي تقع ضمن عمليات مكافحة الإرهاب التركية، وتم “تحييد” 1529 إرهابياً.
يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية “هاكان فيدان” للصحفيين إن تركيا تحظى بالتعاون الكامل من حكومة إقليم كردستان، التي تسيطر على أجزاء من العراق حيث يختبئ حزب العمال الكردستاني وينفذ هجمات ضد القوات التركية.
*مواد ذات صلة:
وزير خارجية تركيا: أنقرة وأربيل تنسقان بشأن محاربة “حزب العمال الكردستاني”
“لدينا تعاون كامل مع أربيل في الحرب ضد الإرهاب. إنهم يشاركوننا حساسياتنا، خاصة فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني. نصل إلى نقطة أفضل كل يوم في تعاوننا”. وأكد فيدان مجدداً أن تركيا والعراق عقدا اجتماعاً أمنياً مشتركاً قبل الهجوم في شكل جديد شارك فيه دبلوماسيون وجنود ومسؤولون استخباراتيون.
دخان يتصاعد بعد عملية عسكرية تركية، في القامشلي، شمال شرق سوريا، 25 ديسمبر/كانون الأول 2023. (صورة من وكالة الصحافة الفرنسية)
“لكل شخص عالمه وأولوياته الخاصة. في الواقع، لم يكن من الممكن تحقيق وعي حزب العمال الكردستاني في بغداد إلا في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية. حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية تأسست ضد تركيا. إنهم لا يملكون متراً مربعاً من الأراضي في تركيا. ومع ذلك، في العراق، لديهم مساحة كبيرة من الأراضي. هناك وجود لحزب العمال الكردستاني في “مخمور وسنجار والسليمانية وزاخو وقنديل”، مشيراً إلى أن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديداً للعراق وسيادته بقدر ما يشكل تهديداً لتركيا.
وأضاف “السبب الوحيد لوجودنا هناك هو القتال ضد حزب العمال الكردستاني. إذا تقبلتم القتال ضد حزب العمال الكردستاني، فلن نحتاج إلى فعل أي شيء”.
«المعابر غير القانونية»
فيما يتعلق بالعبور غير القانوني إلى تركيا، قال مسؤول وزارة الدفاع إنه بفضل الإجراءات الأمنية الفعالة، تم القبض على 13758 شخصاً يحاولون عبور حدود تركيا بشكل غير قانوني منذ 1 كانون الثاني 2023. ومنع ما مجموعه 209,402 شخص من عبور الحدود.
كانت تركيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يرغبون في العبور إلى أوروبا لبدء حياة جديدة، وخاصة أولئك الفارين من الحرب والاضطهاد. وتتخذ البلاد، التي تستضيف بالفعل 4 ملايين لاجئ، أكثر من أي بلد آخر في العالم، تدابير جديدة على حدودها لمنع تدفق جديد للمهاجرين.
«الحياد هو السائد»
في غضون ذلك، نفت مصادر وزارة الدفاع التقارير التي تفيد بأن تركيا سمحت بمرور سفن كاسحة الألغام التي أرسلتها المملكة المتحدة إلى أوكرانيا عبر مضيق البوسفور.
وقالت المصادر “الادعاء بأن تركيا تصرفت بما يتعارض مع “اتفاقية مونترو” من خلال السماح بمرور كاسحات الألغام التي أرسلتها المملكة المتحدة إلى أوكرانيا عبر المضيق لا يعكس الحقيقة”.
وقالت المصادر إن تركيا كانت أول دولة تصنف الوضع على أنه حرب وتتخذ تدابير فعالة منذ بداية الهجمات الروسية على أوكرانيا.
- “وفقاً لاتفاقية مضيق مونترو التي التزمت بها بدقة منذ عام 1936، علقت تركيا مرور الأطراف المتحاربة عبر المضيق.
“وفي هذا النطاق، لم يسمح بمرور السفن الحربية التي تحمل أعلام الأطراف المتحاربة منذ بداية النزاع.
“في الوقت نفسه، حافظت تركيا على موقفها المحايد منذ بداية الحرب. نحن نرفض رفضاً قاطعاً الادعاءات التي من شأنها أن تقوض موقفنا المحايد”، أوضحت المصادر.
وشددت المصادر على الالتزام بالتعايش السلمي والحوار والهدوء والازدهار في البلدان الساحلية في البحر الأسود، وقالت: “نعتقد أنه ينبغي الحفاظ على التوازن الأمني القائم في إطار “مبدأ الملكية الإقليمية” والوضع الراهن الذي أرساه اتفاق مونترو، حيث طبقناه بشكل محايد وعادل ومنضبط النفس حتى الآن”.
