السعودية تعيد فتح السفارة السورية في الرياض

by editor2

 

*فرات بوست: تقارير ومتابعات

بعد ما يقرب من عشر سنوات من إغلاقها، أعيد فتح السفارة السورية في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. ويأتي ذلك بعد أشهر من تحسن العلاقات بين البلدين.

وتأتي إعادة فتح السفارة بعد إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، وتشير إلى تحول في المشهد السياسي في الشرق الأوسط. وينظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من جهود أوسع لإعادة دمج سوريا في القوى الإقليمية، بعد سنوات من الصراع والعزلة السياسية.

«إعادة بناء الجسور الدبلوماسية»

تم الإعلان عن استئناف الأنشطة الدبلوماسية في السفارة السورية بعد وصول القنصل السوري “إحسان رامان” إلى الرياض. وأعرب رامان عن ارتياحه لتوليه مهامه وأكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يعيّن نظام الأسد مساعد وزير الخارجية والمغتربين “أيمن سوسان” سفيراً لها لدى المملكة العربية السعودية.

السفارة السورية

وتعني إعادة فتح السفارة نهاية الخلاف الدبلوماسي الذي بدأ في عام 2011، بعد اندلاع الحرب في سوريا. أدى الصراع إلى انهيار العلاقات، حيث قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية ودعمت المعارضة السورية. ومع ذلك، ومع تعزيز بشار الأسد سيطرته بمساندة روسيا وإيران على معظم أنحاء البلاد، بدأ جيران سوريا في اتخاذ خطوات نحو التقارب.

«التداعيات الإقليمية والاستجابة الدولية»

تأتي استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في منعطف حاسم في سياسة الشرق الأوسط. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتفاق تاريخي توسطت فيه الصين لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي للأسد. ويشير هذا التطور إلى تحول كبير في التحالفات الإقليمية، بالنظر إلى أن إيران والمملكة العربية السعودية قد دعمتا تاريخيا أطرافاً متعارضة في الصراع السوري.

ولي عهد السعودي محمد بن سلمان يصافح الطاغية بشار الأسد قبل قمة جامعة الدول العربية في جدة، السعودية، 19 مايو/أيار 2023. بندر الجلود / بإذن من الديوان الملكي السعودي / الصورة عبر رويترز

وعلى الرغم من هذه التطورات، عارضت الولايات المتحدة، حليفة المملكة العربية السعودية، تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد. وتستشهد الولايات المتحدة بسلوك حكومة الأسد خلال الصراع والحاجة إلى إحراز تقدم نحو حل سياسي كأسباب لمعارضتها. كما تشاطر بعض الدول العربية هذا الشعور.

«الطريق إلى الأمام: هل هناك استقرار وتعاون؟»

بحسب محللين سياسيين عرب، إن إعادة فتح السفارة السورية في الرياض أكثر من مجرد لفتة دبلوماسية. وهو يمثل خطوة هامة نحو الاستقرار الإقليمي والتعاون المتبادل. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن القرار يهدف إلى ” تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.”وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار جامعة الدول العربية بإعادة عضوية سوريا، مما يؤكد على التحول في الديناميات الإقليمية.

*مواد ذات صلة:

اختتام قمة الجامعة العربية بحضور “الأسد وزيلينسكي”

  • علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي استئناف العلاقات الدبلوماسية إلى استئناف رحلات الطيران بين البلدين. 

في حين أن الطريق نحو الانتعاش الكامل والمصالحة قد يكون طويلاً وشاقاً، فإن إعادة فتح السفارة السورية في الرياض هي بلا شك خطوة لتعويم نظام بشار الأسد الذي قتل السوريين.

خلال الحرب السورية، سحبت العديد من الدول العربية سفراءها وفرضت عقوبات اقتصادية على سوريا بسبب فشلها في تلبية مطالبهم لصالح المعارضة. ومنذ ذلك الحين، أعادت بعض الدول، بما فيها البحرين والإمارات العربية المتحدة وعمان، فتح بعثاتها الدبلوماسية في دمشق. تأثر قرار المملكة العربية السعودية بإعادة فتح سفارتها بجهود سوريا لتطبيع العلاقات مع الدول العربية الأخرى.

في العقد الذي أعقب اندلاع الحرب، قتل أكثر من 350,000 سوري، وفقاً للأمم المتحدة. وتقدر المنظمات غير الحكومية العدد بأكثر من ذلك، ما يقرب من مليون شخص، مع 91 في المائة من وفيات المدنيين الناجمة عن نظام الأسد، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

السفارة السورية


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy