خاص فرات بوست _ سعى تنظيم داعش منذ سيطرته على محافظة دير الزور في عام 2014 للسيطرة على كلّ مصادر التمويل كالزراعة والتجارة والنفط والغاز والضرائب عن طريق أصحاب رؤوس الأموال من أبناء المنطقة أو تجّار الحروب.
ففي مدينة البوكمال برز رجل الأعمال “فواز الراوي” وبعض من أبناء عمومته أصحاب محلات “السلسلة الذهبية” كأحد أهمّ داعمي التنظيم بالمال والسلاح والمعلومات من خلال صفقات ومصالح متبادلة على حساب أبناء جلدتهم من سكّان المدينة. “الراوي” ذو الـ (45) عاماً والذي وجد في مدينته “البوكمال صيداً ثميناً بعد دخولها في مرحلة الفوضى فعاد إليها وعمل كمندوب لشركة “حنيفة للصرافة” والتي يقع مقرها الرّئيسي في مدينة حلب، مع الحفاظ على ارتباطاته القويّة ببعض الشخصيّات المتنفّذة داخل نظام بشار الأسد في دمشق، حيث بدأ بتكوين ثروته من خلال امتيازات حصل عليها من أمراء في جبهة النصرة بمدينة البوكمال وريفها، فعمل بتجارة النفط والتهريب من العراق من خلال تمويل صفقات عملاقة لبعض المهرّبين وفق اتّفاق على الأرباح يحصل من خلاله على حصّة الأسد. تقرب الراوي من خلال أقاربه من أمراء وشرعيي جبهة النصرة الأكثر نفوذاً وبدأ بمرحلة النهوض وعمل بتجارة السلاح من الشمال السوري إلى دير الزور ومحيطها، ليصبح صاحب الحظوة لدى اللجنة المالية التابعة لجبهة النصرة آنذاك، إلا أنّ إدراكه المبكّر لقرب سيطرة تنظيم داعش على دير الزور من خلال تواصله مع بعض أمرائهم جعله ينقلب على جبهة النصرة ويقنع سرّاً عناصر نافذة في جبهة النصرة كفراس السلمان وغيره من كتائب الجيش الحر بالبيعة للتنظيم ليعلنوا بالفعل خيانتهم للجيش الحر ومبايعته للتنظيم لاحقاً. دخل التنظيم البوكمال ووجد الأرض ممهّدة من كل النواحي لبسط سيطرته على المدينة، فخلايا التنظيم أصبحت تشكّل نسبة لا بأس بها، أما “فواز الراوي” فقد أصبح مقرباً من كبار القيادات في التنظيم ويقدم لهم ما تمليه المصلحة من مال ومعلومات عن أي طرف يمكن أن يصل إليه عبر علاقاته الواسعة. اعتقل في شهر أيّار الماضي على خلفيّة خلاف مالي مع التنظيم وأطلق سراحه بعد شهرين من الاعتقال بعد تسوية القضايا الماليّة ليعود إلى نشاطه أقوى من ذي قبل وبدعم أكبر من قبل التنظيم.