*فرات بوست: تقارير ومتابعات
وقّع الجناح السياسي التابع لقسد، “مجلس سوريا الديمقراطية” عقداً مع شركة محاماة وعلاقات عامة مقرها الولايات المتحدة للدفاع عن مصالح قسد في واشنطن، وفقاً لوثائق استعرضتها وكالة الأناضول (AA).
وكان العقد عبارة عن أداة ضغط لمدة ستة أشهر مع شركة العلاقات العامة “براونشتاين حياة فاربر شريك-Brownstein Hyatt Farber Schreck”. تم توقيعه مع شركة العلاقات العامة في 12 تشرين الأول، وفقاً للوثائق الرسمية المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA).
ويشمل العقد “خدمات العلاقات الحكومية والاستشارات الاستراتيجية بشأن المسائل المعروضة على الحكومة الأمريكية. وعلى وجه التحديد، تشارك شركة “براونشتاين” في مساعدة مجلس سوريا الديمقراطية على تحقيق وتوسيع مشاركته مع الإدارة الأمريكية كمحاور عند التعامل مع القضايا المتعلقة بشمال شرق سوريا”.
هذه الخطوة على وجه الخصوص يمكن أن تدق ناقوس الخطر في تركيا، التي حاربت منذ فترة طويلة الجهود التي تبذلها الجماعات الإرهابية مثل وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني لإنشاء “ممر إرهابي” في شمال سوريا، وهي منطقة لا تسيطر عليها دمشق وتقع على طول الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا.
مقاتلون من وحدات حماية الشعب يقفون بالقرب من لافتة تصور زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان خلال عرض عسكري في القامشلي السورية في 28 آ1ار 2019. (صورة أرشيفية من رويترز)
في السنوات الأخيرة، نفذت أنقرة عدة عمليات عسكرية عبر الحدود لضمان سلامة السكان المحليين السوريين ومنع أي تشكيل إرهابي على طول حدودها. ومن المعروف أن حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب يرسل أعضاء للتسلل إلى تركيا لتنفيذ هجمات إرهابية وأحياناً هجمات صاروخية تستهدف البلدات التركية على الجانب الآخر من الحدود. ومن المعروف أيضاً أن الجماعة الإرهابية تنقل أفرادها بين سوريا والعراق عبر الحدود البرية للبلدين. ويختبئ كبار كوادر حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية في شمال العراق، بالقرب من الحدود التركية أيضاً.
الوصول إلى “قاعات السلطة”
وتشير الوثيقة أيضاً إلى أن جهود شركة العلاقات العامة “ستشمل تثقيف صانعي السياسة في الإدارة الأمريكية بأن مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو الحل الأفضل لتحقيق الهزيمة الدائمة للإرهاب وحل دائم للأزمة السورية”، في إشارة إلى ما يسمى بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أو المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني.
- وتشمل الخدمات التي سيتم تقديمها ترتيب الاجتماعات والتواصل مع قيادة مجلسي النواب والشيوخ، ولجان العلاقات الخارجية والاعتمادات والخدمات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ، وكبار مسؤولي الإدارة في وزارتي الخارجية والدفاع والتجارة، ووكالات الأمم المتحدة.
كما تم التعاقد مع “براونشتاين” للضغط على الوكالات الفيدرالية لتشجيع المزيد من الاستثمارات في شمال شرق سوريا.
تم إدراج “نديم الشامي” من “براونشتاين”، وهو رئيس الأركان السابق لـ”نانسي بيلوسي“، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة التي خدمت لفترة طويلة، على أنه الشخص الذي سيضغط نيابة عن وحدات حماية الشعب / حزب العمال الكردستاني الإرهابية.
جنود أمريكيون يتجمعون أثناء قيامهم بمناورة عسكرية مشتركة مع عناصر حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب بالقرب من بلدة القامشلي في شمال شرق محافظة الحسكة، سوريا، 18 آب 2023. (صور AA)
تبلغ قيمة الاتفاقية 50,000 دولار شهرياً من تشرين الأول حتى نهاية آذار. يتم تجديد العقد تلقائياً لمدة ستة أشهر أخرى ما لم يتفق الطرفان بشكل متبادل على شروط جديدة.
حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية محظورة في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وتركيا. يعمل جناح وحدات حماية الشعب تحت اسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) كشريك لواشنطن في جهود مكافحة “تنظيم الدولة” في سوريا، على الرغم من الاعتراضات الشديدة من قبل تركيا، التي تقول إن استخدام جماعة إرهابية لمحاربة أخرى لا معنى له.
وأدى الدعم الأمريكي لحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب، بما في ذلك شحنات الأسلحة والتدريب، إلى توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة منذ فترة طويلة. وقد امتنعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن تصنيف وحدات حماية الشعب كجماعة إرهابية، على الرغم من اعتراضات تركيا المتكررة.
تعاقدت وحدات حماية الشعب مع أول جماعة ضغط لها في العاصمة الأمريكية واشنطن العاصمة في نيسان 2021. وفقاً لتقرير صادر عن موقع اللوبي الأجنبي، وقّع حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب اتفاقية مع شركة “جيم دورنان-Jim Dornan” لاستراتيجيات الضغط.
يعيش ما يقدر بنحو 3 ملايين شخص في المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في سوريا. وتقوم الجماعة الإرهابية، التي تدعو إلى كيانات كردية مستقلة، بتجنيد أعضاء من السكان الأكراد السوريين، لكنها تحظى بدعم محدود بين الأكراد السوريين. يشكل العرب الأصليون معظم السكان في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، ومعظمهم يريدون خروج المجموعة من الإقليم.
ومن المعروف أن حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب يستمد أمواله من آبار النفط، وهي الأكبر في سوريا، في المناطق التي احتلوها بعد رحيل تنظيم الدولة.
وقد وضعت القوات الأمريكية في المنطقة إرهابيين من حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب لحراسة حقول النفط هذه عندما انتقلوا إلى الأراضي بعد أن أطلقت تركيا عملية نبع السلام في تشرين الأول 2019 ضد حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة.
