“رفعت.. وآل الأسد” من منظور  السوريين والغرب؟

by admindiaa

 

 

  • الضفة الخامسة والتسعون

أحمد بغدادي

يشترك رفعت الأسد مع شقيقه الطاغية ” حافظ الأسد” بالجينات ذاتها، طبعاً، كيف ولا؟ وهما من ذات السلالة الخائنة، والعميلة للصهاينة، والفرنسيين إبان الانتداب الفرنسي، حيث طلب والده علي سليمان الوحش عبر رسالة (وثيقة) من قادة فرنسا وبالأخص ليون بلوم  الذي قاد ثلاث حكومات في فرنسا آنذاك بين عامي 1936 و1946، بإقامة “دولة علوية” بذريعة الخوف من المكوّن السني السوري، مع التباكي على اليهود في فلسطين بداعي أن المسلمين “السُنة” يشنّون حرباً مقدسة ضد اليهود، ويمنعون يهود دمشق من إرسال المساعدات إلى يهود فلسطين، الذين أتوا بالحضارة والسلام للعرب والمسلمين هناك، ولم يغتصبوا الأرض!

إذن؛ العائلة منذ تواجدها (آل الأسد أو الوحش) في جبال الساحل، كانت على تواصل دائم مع الصهاينة والفرنسيين وحتى البريطانيين؛ ولم يكتفِ والد رفعت وجدّ الوريث الأحمق بشار الأسد بالخيانة المعلنة، بل إنه طالب بتقسيم سوريا إلى دويلات، وأقاليم، ورفع  الوصاية الاجتماعية والسياسية عن العلويين من قبل الدولة السورية، ليكونوا مستقلين بقراراتهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والدينية؛ فالأخيرة، مفروغٌ منها، وإلى الآن، طوائف عديدة منها المراجع الشيعية الكبرى، تنبذ العلويين ولا ينسبونهم إلى “آل البيت” كما يزعم الشيعة بأنهم من سلالة الرسول!

صورة متداولة لهوية “علي سليمان الأسد/الوحش”


عاد رفعت الأسد إلى سوريا بعد عقود من الرحلات الترفيهية والاستجمام بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، ودول غربية أخرى! فهو لم يكن منفياً كما يروّج كثيرون وخاصةً الإعلام العربي والغربي.. إنما خرجَ بصفقة ثلاثية بين الاتحاد السوفيتي وليبا وحافظ الأسد، لتقويض تهديده العسكري على حُكم شقيقه حافظ، حيث حمل معه ملايين الدولارات من البنك المركزي السوري، حتى أعلن البنك إفلاسه وقتها، بالإضافة إلى مبلغ 200 مليون دولار قدّمها القذافي على هيئة شيكات تصرف لحاملها  – أي رفعت، جاء بها اللواء محمد الخولي، الثعلب الوفي لدى حافظ الأسد.

رفض الاتحاد السوفيتي عودة رفعت إلى دمشق، بعد أن منع حافظ عودته، وقام بحلّ سرايا الدفاع  ودمج عناصرها في ألوية أخرى، وتم تغيير اسمها إلى “الفوج 555“؛ عُطبَ أملُ رفعت بالعودة، فغادر موسكو إلى فرنسا، ومن هناك بدأت رحلة الدلال والغنج، والسمسرة، وغسيل الأموال، والتجارة بالقضايا السامية، ونهب الناس. فاشترى عشرات العقارات والقصور، في إسبانيا وفرنسا، وبريطانيا، وعمل على دفع مئات ألوف الدولارات لرجاله الذين رافقوه كرواتب ورشاوى والذي تخلّى عنهم لاحقاً، ودعم -مالياً- حتى مؤيديه الكبار في سوريا، من ضبّاطه القدامى في سرايا الدفاع، بشكل سري أو بمعرفة حافظ الأسد!

وظلّ “المجرم” طليقاً، بعد أن ارتكبَ جرائم عديدة، أشهرها مجزرة سجن تدمر عام 1980 التي راح ضحيتها عن طريق القنابل اليدوية والإعدامات الميدانية في الزنازين أكثر من ألف شخص؛ وكذلك مجزرة حماه الشهيرة في شباط 1982، آنذاك قُتل أكثر من أربعين ألف مدني، بعد حصار دام 27 يوماً من قبل سرايا الدفاع التي يقودها رفعت، وقوى رديفة من الجيش والأجهزة الأمنية! كل هذا، وفرنسا التي تتغنّى بالحريات وحقوق الإنسان، لم ترَ في رفعت المجرم الدموي، ولا حتى الغرب وأمريكا، وبقي يسرح ويمرح، ويستجم ويتلذذ بنقود السوريين وهدية القذافي؛ والمضحك والمبكي في آنٍ واحد، أن المخابرات الفرنسية خصصت له حماية شخصية على قصره، في شارع الشانزليزيه الراقي، ولم تُثر ضده أية قضية جنائية، حتى من قبل “الإخوان المسلمين” الذين يدّعون معاداته وحافظ الأسد ووريثه بشار، وهم على كثرتهم في باريس وبريطانيا، يكتفون بالنقيق على شاشات الإعلام، ويمجدون شهداء حماه وسجن تدمر، وحتى شهداء الثورة السورية!

عقب هذه العقود من السفر والترفيه، والأمجاد، والممتلكات، يبدو أن رحلة رفعت الأسد الفارهة قد انتهت، وعاد من إجازته الطويلة، بصفقة روسية أيضاً، لكن هذه المرة مع المخابرات الفرنسية، وبقبول من ابن أخيه الدكتاتور القزم بشار الأسد، ليتحول هذا المجرم إلى أيقونة مجدداً عند “العلويين”، بعد أن أفنى بشار الأسد أبناءهم، في حرب إبادة ضد الشعب السوري الثائر ضده، ولم يتبقَ أي أمل لدى الطائفة العلوية سوى رفعت كما يظنون، كي يعيد ماء الوجه لهم، لكن، هيهات، فالمجرم رفعت لم يرَ يوماً ما إلا مصلحته، ويستخدم أبشع الطرق الملتوية والإجرامية بحق أي كائن كان، حتى ضد العلويين أنفسهم لتمرير مآربه.. وهذا ما شهدناه وخبرناه أيضاً عبر بشار، كما ذكرنا أنه شبه أنهى سلالة الشباب العلويين في حربه الدموية على شعب أراد النجاة والخلاص من الاستبداد!

نهايةً… لم يكن رفعت الأسد إلا قناةً  من أقنية تبييض الأموال، ورجل مخابرات غربي، تتلقفه الدول، وتستخدمه متى تشاء، كورقة ضغط أو لمصالح اقتصادية، والآن، قد يبست هذه الورقة، وحان لها أن ترمى في القمامة؛ لأجل هذا، تمت إعادته دون محاكمة، ولا حتى جلسة توبيخ، وها هو الآن يتمشى “بكلسونه الشرعي” في قصره بالقرداحة، حيث لا يوجد شيء شرعي عند هذه العائلة، ولا حتى طريقة إنجابهم، إلا إذا جاز التعبير أنهم “مجرمون شرعيون” ومعترف بهم من قبل “إسرائيل” وأمريكا، ولديهم أضابير وملفات عمالة في مقرات المخابرات والغرف السوداء التي تديرها مافيا الأرض بقيادة الصهيونية العالمية!


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy