هذه عودة قسرية ولا علاقة لها بـ «المغادرة الطوعية». يجب على الأمم المتحدة ألا تترك وراءها أشخاصاً لا يستطيعون العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد لأسباب أمنية، مع العلم أنه لا يمكنهم الوصول إلى أي نوع من المساعدات.

وقد زعم نشطاء أن الشاحنات التابعة للأمم المتحدة وصلت بغرض إجبار اللاجئين السوريين على نقلهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام.

وبحسب فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، كان الهدف من قافلة الشاحنات هو “المساعدة في المغادرة الطوعية للأشخاص من الركبان” كجزء من تعامل المنظمة مع الأطراف المشاركة في النزاع السوري “لتحديد حلول دائمة وآمنة وكريمة” للمدنيين النازحين.

وقال إن 88 شخصاً سجلوا أنفسهم للعودة، بعد المشاركة لإبلاغ المدنيين في الركبان بالظروف التي ينبغي أن يتوقعوها عند المغادرة، بما يتماشى مع موقف الأمم المتحدة بأن أي مغادرة يجب أن تكون مبدئية وطوعية”.

وأكد المتحدث أن الشاحنات الخمس دخلت المخيم ” بهدف وحيد هو دعم هذه العائلات المسجلة لمغادرة الركبان طواعية ومعها أمتعتها”.  وورد أن تلك الخطة تغيرت عندما “عرقلت مجموعة صغيرة من الأفراد القافلة واعتدت على سائق“. ونتيجة لذلك، ألغيت البعثة وغادرت القافلة الركبان على الفور.

وشددت الأمم المتحدة على أنه “لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن يتعرض أي فرد يشارك في أنشطة إنسانية للترهيب أو التهديد أو الاعتداء”. وعلى الرغم من الحادث المزعوم، أعربت المنظمة عن نيتها “مواصلة إشراك الأطراف بشكل كامل لتحديد الحلول الدائمة والآمنة والكريمة للمدنيين الذين يعيشون في الركبان والتحرك نحوها”.

وأضاف حق أن الأمم المتحدة “ستواصل الدعوة إلى الوصول الكامل إلى الركبان لتقديم المساعدات الإنسانية المنتظمة… بما في ذلك السعي للحصول على ضمانات أمنية ضرورية لموظفي المساعدة الإنسانية”.

وقد تسربت خطط الأمم المتحدة الواضحة لنقل سكان المخيم إلى حمص الأسبوع الماضي. وقد أدى ذلك إلى حثّ منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على عدم المضي قدماً في هذه الأفاعيل.

طوال النزاع السوري المستمر منذ عقد من الزمن، تعرضت الأمم المتحدة لانتقادات من قبل نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان لتنسيقها مع نظام الأسد في دمشق. كما تعرض تعاونها مع الهلال الأحمر العربي السوري، الذي أفادت التقارير بأن أجهزة الأمن التابعة للأسد تسيطر عليه وهو مخترق، مما أدى إلى تحويل مسار المساعدات الدولية.