بعد غيابه مرئيا منذ عام 2014، ظهر زعيم “تنظيم الدولة” اليوم الاثنين بشكل مفاجئ في تسجيل مرئي صادر عن مؤسسة الفرقة التابعة للتنظيم، وحمل الإصدار اسم: “في ضيافة أمير المؤمنين”.
وظهر البغدادي في الفيديو الذي كان بحدود 18 دقيقة، وهو يخاطب 3 رجال أخفيت وجوهم، وتحدث فيها عن معركة الباغوز التي قال إنها انتهت “ولكن معركتنا مع الأعداء مستمرة”، متوعداً بالثأر من هزائم التنظيم الأخيرة، والتي أقر بها عبر قوله “إن الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر”.
كما أشاد البغدادي بقيادات التنظيم التي قاتلت في المعارك الأخيرة شرق سوريا، وتحدث أيضاً عن بيعات لبعض المجموعات في دول إفريقية، ليتختتم بالإشادة بمنفذي هجمات سيرلانكا، والدعوة لتكثيف الهجمات خاصة في فرنسا.
وفي الفيديو، يظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ومحناة على الأطراف، واضعا منديلاً أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين، ونوه في حديثه إلى تنفيذ مناصري التنظيم 92 عملية في 8 بلدان انتقاماً لما يحصل حصل لمقاتليه في سوريا.
وبدأ البغدادي بصحة جيدة، ولا تظهر عليه دلائل المرض أو التعب، وهو ما ينفي روايات سابقة عن إصابات خطيرة، والتي تبنتها روسيا وقوى أخرى مشاركة في الحرب بسوريا. وأعلنت “قسد” في 20 مارس/ آذار الفائت، السيطرة على مخيم الباغوز، آخر الجيوب التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة” شرقي ديرالزور.
وكان التنظيم يسيطر على مساحات شاسعة في مختلف مناطق سوريا لتنتهي مناطق سيطرته بعد إطلاق عمليات عسكرية ضده مكثفة من قبل قوات “قسد” مدعومة بالتحالف الدولي.
ولعل أبرز نتائج الهزيمة العسكرية للتنظيم في سوريا هي الخلافات بين القيادات والتيارات كما أن دعوات عديدة داخل التنظيم لخلع أميرهم “البغدادي” من منصبه وتحميله مسؤولية الفشل والهزيمة التي لحقت بالتنظيم.
وبوقت سابق أصدر “أبو محمد الهاشمي”، يعتقد أنه من أقارب البغدادي، كتاباً بعنوان “كفو الأيادي عن بيعة البغدادي” دعا بشكل أساسي من خلاله إلى نقض بيعة البغدادي وخلعه من منصب الخليفة.
وذكر الكتاب ممارسات التنظيم وخفاياه الداخلية حيث يبدو أن الكاتب كان قريباً فعلاً من موقع القرار في التنظيم ويعرف ما يجري بداخله من خفايا، كما أن الكاتب تحدث عن سيطرة ما اسماهم “الغلاة العراقيين” على السلطة في التنظيم من خلال سيطرتهم على اللجنة المفوضة وهي أعلى سلطة في “تنظيم الدولة”.
يذكر بأن البغدادي، البالغ من العمر 46 عاماً، عراقي الجنسية، واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، وانشق عن تنظيم القاعدة في 2013، أي بعد عامين من مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقبل ظهوره المصور اليوم، يعود آخر تصوير علني للبغدادي، أثناء اعتلائه منبر جامع النوري الكبير بالموصل، 2014 ليعلن قيام “دولة الخلافة” وينصب نفسه “خليفة”.
4.4K
المقال السابق