تعرض العشرات من المرتزقة السوريين الذين جندتهم موسكو للقتال في ليبيا إلى حالات نصب واحتيال، وعدم التزام بالعقود التي وقعوها مع الجانب الروسي.
وأشارت معلومات حصلت عليها “فرات بوست”، إلى أن الشرطة العسكرية الروسية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وميليشيات إيران في دير الزور والميادين، نقضت شروط الاتفاق مع مرتزقة سوريين، ويُقدر عددهم بنحو 70 شخصاً.
ولم يتسلم هؤلاء سوى مبلغ الألف دولار أمريكي أثناء توقيع العقد، دون المبلغ الباقي والمُقدر بنحو 2000 دولار، وهو المبلغ المخصص لهم مقابل الفترة التي قضوها في ليبيا وهم يقاتلون إلى جانب صفوف ميليشيات حفتر.
وفي هذا الإطار، هددت مخابرات نظام الأسد المرتزقة في حال تكرار المطالبة بالمبالغ المتبقية لهم، بينما حمل المرتزقة عملاء القوات الروسية في المنطقة المسؤولية، لأنهم اقنعوهم بالانتساب، وتعهدوا بتحصل جميع حقوقهم.
يذكر في هذا المجال، بأن أغلب المرتزقة في ريف دير الزور كانوا من أبناء مناطق المسرب، الميادين، صبيخان، دبلان، غريبة.
يشار إلى أن روسيا صعدت مع بداية الصيف الجاري من عمليات تجنيد مرتزقة سوريين في دير الزور والحسكة للقتال في ليبيا تحت قيادة ميليشيات حفتر و”فاغنز” الروسية، ضد قوات الحكومة الشرعية في البلاد.
وحصلت “فرات بوست” في وقت سابق من مصدرين داخل مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشيات إيران، على معلومات تؤكد أن الروس اتخذوا مراكز شرطتهم العسكرية في مدينتي دير الزور والميادين كمقرات لتجنيد المرتزقة والقتال في ليبيا دون شروط مسبقة، باستثناء المنشقين سابقاً عن قوات الأسد، ممن عادوا عبر نظام التسوية.
ويتم تسجيل الشخص الراغب بالقتال عبر الوسطاء، وهم عادة قادة من ميليشيات “الدفاع الوطني” مثل تيسير الظاهر محمود عبد العزيز قائد ميلشيا “الحسن” في محكان، وعبد الهادي اللافي في ريف الميادين، وفراس العراقية في مدينة دير الزور.
وكان من بين المرتزقة 40 شخصاً من قريتي دبلان وغريبة بريف دير الزور، نصفهم تقريباً تقل أعمارهم عن 15 عاماً.
من المنتسبين الجدد كذلك، مقاتلون من جنسيات أفغانية وباكستانية وإيرانية في ميليشيات “الحرس الثوري” و”فاطميون” و”زينبيون”، وراتب العنصر منهم يزيد عن 3 آلاف دولار، لكون أغلبهم من القادة الميدانيين، ولهم خبرة كبيرة في القتال.