94
خاص فرات بوست _ لايخفى على كل عاقل ، التمييز بين الاستبداد والحرية ولاشك في أن ” الشعارات ” التي يستتر خلفها أفراخ الاستبداد ، ماهي إلا فقاعات وأكاذيب وأوهام ، سرعان مايتضح مدى سخافتها أمام الحقائق .
وماإن نسمع كلمة ” شعارات ” حتى تتبادر إلى أذهاننا شعارات وحدات الYPG التي هي وحدات كردية انفصالية ( أنتجت في مطبخ المخابرات السورية – الإيرانية ) فلذلك هي مدللة عند النظام السوري ، ومبدعة في استنباط الشعارات والتسميات :
الجزيرة الفراتية ، أسموها ( روج آفا ) !
المقاتل الإرهابي القادم من جبال قنديل ، أو من بلاد بعيدة ، أسموه (مقاتل أممي ) !
التكريد الممنهج للمناطق العربية ، بعد طرد سكانها الأصليين ، أسموه ( إعادة هيكلة ) !
تسليم النظام السوري ، قوائم بأسماء المعارضين الأحرار ، أسموه (مصلحة روج آفا ) !
الدوريات المشتركة مع ” الدفاع الوطني ” ، في الحسكة ، والتي أشبعت الناس ذلا ، أسموها (وحدات حماية الشعب ) !
مصادرة بيوت ، كل من دعته النخوة للانخراط في الجيش الحر ، أسموها ( محاربة الإرهاب )!
وغيرها الكثير من التسميات والشعارات البراقة …
المليشيا الانفصالية YPG التي أعلنت عن تأسيسها ، بشكل رسمي عام 2011 م ، والتي ارتكبت عشرات المجازر ، بحق أبناء القرى العربية ، في محافظة الحسكة (منها في : تل خليل ، والحاجية ، والمتينية ، وتل براك ومحيطه ، وتل حميس …) لم تسلم منهم حتى القرى الكردية ، التي تعيش ضمن الحلم الرومانسي الكردي ، إضافة إلى قمعهم ، واعتقالهم لكل الناشطين ضدهم سياسيا ، ومدنيا .وليس (الشهيد مشعل تمو ) الشخص الكردي الوحيد الذي اغتالوه ؛ لأنه عارضهم بالرأي ..فالذي يتبنى إيديولوجيا الكراهية ، والانتفاخ القومي الكاذب ، كماهو موجود عند YPG لايتردد في العمالة ، والتطهير العرقي ، والسرقات ، وفرض الأتاوات على الحواجز ، واعتقال أشخاص تجاوزوا مئة عام في السن ، كماحصل قبل ثلاثة أشهر ، مع شخص اسمه (ذخيرة ) وهو أكبر معمري (تل حميس – الحسكة ) ، أماالتهمة ، فهي التحريض على الYPG ، في مقطع فيديو عابر قال فيه ، هذا الشخص المسن : ” هاي الكاع ماننطيها ، سبع مجنجل حارج بيها ” .
و(ذخيرة) المسن لن يكون وحيدا في سجنه ، فقبل سنتين ، أقدمت هذه الوحدات التي تسمي نفسها ( وحدات حماية الشعب ) على اعتقال وتعذيب شخص مسن آخر ، اسمه (خضر الصايل ) ومازال قابعا ، في سجونهم ، دون أي خبر عنه .
وهناك المئات ممن لم يرضوا بالذل والرضوخ والتبعية .
إن الذي يراقب ويتابع طبيعة العمل ” اليبكاوي “
سوف يدرك الحجم الهائل للدعاية ، والماكياج الإعلامي ، المسيطر على قنواتهم الإخبارية ، التي تحاول اختزال الصوت الكردي الثائر ضدهم بالأساس ، بالإضافة إلى محاكاتهم للبكائية الإيرانية ( فكرة المظلومية التاريخية ، التي أبدع فيها الإيرانيون الشيعة) ، فتارة يطرحون أنفسهم ك” أقلية متمدنة مظلومة ” ، وسط ، ” أغلبية عربية متوحشة ومتطرفة ” ، وتارة أخرى يصدرون أنفسهم إعلاميا ، على أنهم محاربون للإرهاب ، ومهمتهم الأساسية تكمن في محاربة التطرف ، رغم أن هناك وقائع أثبتت تناغمهم مع ” داعش ” ، التي عملت جاهدة ، على ابتلاع المناطق من فصائل الجيش الحر ، لتسلمها إياهم في معارك افتراضية (ريف الحسكة بالكامل ، مع حي غويران ) .
فهل يستمر هذا التناغم في الأسابيع القادمة ، في معركة الرقة ودير الزور ؟
وإذا أبعدنا سوء الظن من مخيلتنا ، هل من المنطق أن يتم استبدال إرهاب داعشي ، بإرهاب يبكاوي انفصالي ؟
وهل سيتفوق تنظيم الYPG في قادم الأيام ، على النظام (السوري – الإيراني ) في شعاراته الكاذبة ؟