علمت “فرات بوست” من مصادر متطابقة، أن الأسابيع الأخيرة شهدت هروب قيادات من الصف الأول في صفوف “تنظيم الدولة” إلى خارج مناطق سيطرته.
وبحسب ما أفادت به مصادرنا، فإن أعضاء ما يسمى “اللجنة المفوضة” التي كانت تقود التنظيم إداريا وعسكرياً في ظل غياب واضح لقائد التنظيم “أبو بكر البغدادي” منذ أكثر من عام، ويبلغ عددهم نحو 30 قيادياً، أغلبهم من الجنستين السورية والعراقية، فروا خارج مناطق سيطرة التنظيم.
ووفق المعلومات الخاصة التي حصلت عليها “فرات بوست”، فإنه بتاريخ الـ16 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هرب بعض هؤلاء القادة وسلموا أنفسهم إلى “قسد” مدعين أنهم من المدنيين العراقيين، ومن أبرزهم الأشقاء محمد (حمودي) عكاب خضر ناصر الغذامي، وناجح وسيف عكاب (من قضاء هيت)، ويتواجدون حالياً في مخيم الهول للنازحين.
كما فر قادة آخرين عبر طرق التهريب بين بلدة الشعفة في الجزيرة والسيال في الشامية، وتم دفع مبالغ مالية كبيرة لأحد ضباط قوات نظام الأسد، وتم إيصالهم إلى عمق البادية.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست”، بأن من يقود التنظيم حالياً داخل ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرته، هم 3 أشخاص فقط: الوالي أو أمير اللجنة المفوضة، الملقب بـ”حج تيسير”، وهو عراقي الجنسية (50 عاماً) من تلعفر، إضافة إلى أبو حمزة العراقي (42 عاماً)، وأبو عمر الشامي (سوري الجنسية) مسؤول التنسيق في صفوف التنظيم، ويتنقلون ما بين السوسة وبساتين المراشدة والسفافنة والعرقوب والباغوز فوقاني.
أما حول خارطة السيطرة الجديدة، فإن “قسد” بعيد تمكنها بدعم من التحالف من السيطرة على مدينة هجين كبرى معاقل “تنظيم الدولة”، تابعت تقدمها وسيطرت على قرية الكشمة، ومن ثم على بلدة الشعفة، لتصل عقب ذلك إلى أطراف قرية البوبدران التابعة لناحية السوسة.
أما من جهة الحدود العراقية، فقد وصلت “قسد” الى جسر البوكمال على نهر الفرات، قرب قرية الباغوز فوقاني، وبالتالي يبقي للتنظيم حالياً فقط ناحية السوسة، وقرى البوبدران، العرقوب المقابلة لقرية السكرية، المراشدة وبساتينها، السفافنة، الباغوز فوقاني.
وكان نحو 600 من عناصر “تنظيم الدولة” وعائلاتهم استسلموا عند وصول “قسد” إلى أطراف الشعفة، وذلك ضمن اتفاق نص على عدم دخول الأخيرة إلى الشعفة وباقي مناطق سيطرة التنظيم، والسماح بخروج المدنيين وإدخال “قسد” للمواد الغذائية الى السوسة، ولكن “قسد” نقضت الاتفاقية واستمرت في المعركة.
ومن جانب آخر، فأن “تنظيم الدولة” عمد إلى تجميع ما لديه من معتقلين في بلدة السوسة، تم تجميعهم على مدار 3 أعوام سابقة من سجونه في دير الزور والعراق، ويرفض أمنيي التنظيم إطلاق سراحهم دون محاكمة وقرار من القاضي الشرعي، وهو ما لا يتوفر حالياً، ما يجعل مصير المعتقلين في خطر، وسط مخاوف من عملية إعدام جماعي، أو مصير مجهول كما حصل في مدينة الرقة قبل أكثر من عام.
يشار إلى أن “تنظيم الدولة” أطلق في 6 من يناير/ كانون الأول الجاري سراح المعتقلين من أصحاب المخالفات البسيطة، أو ما يسمى لدى “الهيئة الشرعية” التابعة للتنظيم بمخالفات التدخين واللباس، مما لم يمضي على اعتقالهم أسابيع أو شهرين كأقصى تقدير.
84