خاص – فرات بوست
تشهد أحياء مدينة دير الزور التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها خلال الأيام الماضية، عمليات سرقات ممنهجة، شملت أكبال خطوط التوتر العالي، خاصة النحاسية منها، والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الليرات السورية.
وتفيد المعلومات الواردة في هذا الإطار، بأن عناصر من ميليشيا ما يطلق عليها “قوات النمر”، تشرف على عمليات سرقة هذه الأكبال، وشحنها بعد ذلك إلى محافظة حمص ومنها إلى معامل في حلب مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأفاد شهود عيان من داخل حيي الجورة والقصور، بأن سحب من الدخان بدأت تظهر في سماء الأحياء المسيطر عليها حديثا في وسط المدينة وجنوبها، ومن جهة شارع بورسعيد، حيث يقوم عناصر “التعفيش”، بقص وتقطيع وحرق الكابلات الكهربائية، للحصول على مادة النحاس الموجودة فيها.
كما أفاد الشهود، بأن شاحنات وآاليات (قاطرة ومقطورة) كانت تحمل المسروقات بشكل علني، وهي تخرج من أحياء المدينة باتجاه طريق حمص، بعد مرورها من جميع الحواجز العسكرية والأمنية.
ويتوقع أن تسهم عمليات السرقة هذه، في زيادة فاتورة إعمار المدينة شبه المدمرة وبنيتها التحتية، ومن ذلك تأهيل الشبكة الكهربائية.
يذكر بأن قوات النظام وميليشياتها دأبت على ممارسة “التعفيش” وسرقة الممتلكات في المناطق التي يسيطرون عليها بسورية، لتشهد الأعوام الماضية عمليات كبيرة، خاصة في أحياء حلب الشرقية، إضافة إلى مناطق أخرى من سوريا.
وكانت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها قد تمكنت الجمعة الماضي من السيطرة على ما تبقى من أحياء خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، بدير الزور بعد أن أسهم القصف الذي استهدفها منذ سنوات إلى تدمير ما يقرب من 95 بالمئة من أبنيتها.
ونزح أغلب من تبقى من المدنيين في الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في الأشهر الماضية بسبب شدة القصف الجوي الذي استهدف مناطقهم، وبقى عدد يقدر بنحو 900، لم يتمكنوا من الخروج، ليحاصرهم النظام والميليشيات بعد سد جميع منافذ المدينة، وتم اعتقال البعض منهم وإرسالهم إلى حيي الجورة والقصور، دون معرفة مصيرهم بعد ذلك.
وكان الجيش السوري الحر قد تمكن من طرد قوات النظام من عدد من أحياء مدينة دير الزور في يونيو/ حزيران 2012، واستمر في التقدم إلى أحياء أخرى خلال عامين ونيف وتقليص سيطرة النظام، قبل أن يهاجم عناصر داعش دير الزور ريفاً ومدينة، ويطردوا فصائل المعارضة منها منتصف عام 2014، وتمكن النظام من استعادتها في الأيام القليلة الماضية بعد معارك لم تستمر أكثر من أسبوعين.
275
المقال السابق