حصلت “فرات بوست” على معلومات من داخل مخيم “إيواء هجين” في ريف دير الزور الشرقي، تؤكد قيام عناصر من “قسد” بابتزاز مدنيين خرجوا حديثاً من مناطق سيطرة “تنظيم الدولة”، ليتم حجزهم داخل المخيم، ورفض إطلاق سراحهم قبل دفع مبلغ ألف دولار عن كل شخص.
وتشير المعلومات، إلى أن بعض المدنيين الذين تم احتجازهم عقب خروجهم من منطقة هجين الخاضعة لسيطرة التنظيم، تم اقتيادهم مباشرة إلى أحد “مخيمات الإيواء” المخصصة للخارجين من مناطق “تنظيم الدولة”، بهدف التحقق من هوياتهم كما جرت مع من سبقهم في فترات سابقة، لكن مع مرور الأيام، وانتهاء عمليات التحقيق، أخبر عناصر “قسد” المتواجدين في المخيم، بأن كل من يرغب بالخروج، عليه دفع ألف دولار، وإلا سيبقى في مكانه، دون السماح لهم بمتابعة طريقهم نحو مناطق البحرة والشعيطات القريبة، أو غيرها من المناطق.
ولم تقتصر التجاوزات والانتهاكات بحق المدنيين في مخيم هجين الذي أنشئ منذ نحو 3 أسابيع على الابتزاز المادي، لتمتد إلى المعاملة السيئة، وسط حالة من شبه انعدام للخدمات، خاصة الصحية منها، ما يعكس صورة مخالفة لما تروجه “قسد” في وسائل الإعلام المحلية والغربية عن واقع النازحين القابعين في مخيماتها.
وكانت “قسد” قد عمدت قبيل انطلاق عمليتها العسكرية الأخيرة الهادفة إلى طرد “تنظيم الدولة” مما تبقى من مناطق خاضعة له أقصى شرق دير الزور، إلى إنشاء مخيمات إيواء للنازحين المدنيين، وتوزعت هذا المخيمات في المناطق المجاورة لدرنج، أبو حمام، ذيبان، الشحيل، هجين، والأخير تقطنه أكثر من 60 عائلة حالياً.
وما يجدر ذكره في هذا المجال، أن حالات الفساد داخل مخيمات إيواء النازحين لم تقتصر على ابتزاز المدنيين الراغبين بالخروج منها، بل سجلت حالات الإفراج عن العديد من المنتسبين لـ”تنظيم الدولة” وعائلاتهم، عقب دفع مبالغ مالية كبيرة.
يذكر بأن “قسد” انشأت على مدار السنوات الماضية، عشرات المخيمات داخل الأراضي التي تسيطر عليها في الرقة ودير الزور وريف الحسكة، وضمت عشرات الآلاف من المدنيين الفارين من مناطق سيطرة “تنظيم الدولة”.
وعرفت هذه المخيمات منذ نشوئها بسوء خدماتها وسوء معاملتها، إضافة إلى التشدد في منع قاطنيها من الخروج منها، لتصبح ما يشبه مخيمات اعتقال، ما دفع العديد ممن إجبروا على المكوث فيها، إلى دفع مبالغ مالية ضخمة لعناصر “قسد” أو لسماسرة مرتبطين معهم، مقابل السماح لهم بالمغادرة.
ويقيم داخل ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة” شرق دير الزور نحو 50 ألف مدني، إضافة إلى نحو 4 آلاف مقاتل من التنظيم يعمدون إلى التضييق على المدنيين، ويمنعونهم من المغادرة.
88