عملية منسّقة ودموية.. تنظيم الدولة يضرب بالمفخّخات سجن غويران في الحسكة

by admindiaa

فرات بوست | تقارير ومتابعات

 

أفادت الأنباء عبر مراسلي شبكة فرات بوست أن هجوماً مستمراً شنه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة الذي يضم الآلاف من أعضاء التنظيم المشتبه بهم أسفر عن مقتل العشرات من “قسد” ومقاتلي تنظيم الدولة.

قال بعض الناطقين عن “قسد” إن الهجوم على سجن غويران في الحسكة جاء بعد أن «تسللت خلايا من التنظيم نحو الأحياء المحيطة واشتبكت مع قوى الأمن الداخلي».

وقال مصدر عسكري في “قسد” لرويترز يوم الجمعة إن 23 من مقاتلي تنظيم الدولة، بينهم مقاتلون أجانب وسبعة من “أفراد قوات الأمن”، لقوا حتفهم خلال محاولة لإطلاق سراح سجناء.

“الخلايا النائمة”

بحسب مراسل شبكة فرات بوست، أن ما لا يقل عن 10 من مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا و 13 من “قسد” وحراس السجون، و 4 مدنيين.

وكما تزعم قسد أنها اعتقلت 89 من مقاتلي تنظيم الدولة وقالت إن الاشتباكات لا تزال تجري بالقرب من السجن.

  • وأشارت عدد من التقارير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية نجح في إطلاق سراح السجناء خلال العملية.

تصاعد الأدخنة في محيط سجن الصناعة بحي غويران ـ الحسكة ـ بعد استهداف تنظيم الدولة المكان بالمفخخات – فرات بوست.

وهذه هي ثاني محاولة جماعية للهروب من السجن من قبل مقاتلي تنظيم الدولة بعد محاولة سابقة في الليلة السابقة، وفقاً لشبكة فرات بوست.

وأدت العملية إلى إحداث حالة من الفوضى في الحسكة، مما أجبر الناس على الفرار من المنطقة المحيطة بسجن الصناعة في غويران.

“سيارة مفخخة”

وأضاف بيان لـ”قسد” أن مقاتلي تنظيم الدولة المتمركزين في حي بالقرب من السجن «يفتحون نيران كثيفة في محاولة لتعزيز أمل السجناء داخل السجن».

وقال فرهاد شامي المتحدث باسم قسد في تغريدة على تويتر إن الهجوم تزامن مع انفجار سيارة مفخخة بالقرب من السجن.

أحبطت قواتنا محاولة هروب جماعية من قبل عناصر تنظيم الدولة في سجن غويران/ مدينة الحسكة، وتمكنت من القبض على 89 في محيط السجن.
الاشتباكات مستمرة في محيط السجن.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (SDF)

وقال نشطاء لوكالة فرانس برس، إن هذا الهجوم يعتبر من الهجمات الكبيرة والدموية منذ هزيمة  تنظيم الدولة في 2019، وأضاف متحدث باسم المكتب الإعلامي لقوات قسد أن قوات الأمن “الكردية” في السجن ليست تابعة بشكل رسمي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) – القوات العسكرية الفعلية للإدارة الكردية شبه المستقلة.

قالت شخصيات من العشائر العربية على اتصال بسكان المنطقة إن طائرات التحالف الأمريكي شوهدت تحلق في سماء المنطقة بالقرب من السجن في أعقاب الحادث.

يقول أقارب المعتقلين إن العديد من السجناء أطفال صغار وآخرون اعتقلوا بتهم واهية أو لعصيان سياسة التجنيد القسري التي تنتهجها قسد بلا رقيب ولا مساءلة من قبل حلفائها أو المجتمع الدولي.

لم يعلق تنظيم بعد على الهجمات وليس هناك ما يشير إلى أنها منسقة، لكن وفقاً للمحللين، يشيرون بقوة إلى أن تنظيم الدولة يحاول تعزيز صفوفه وترسانته في محاولة لإعادة التنظيم في كلا البلدين (سوريا -العراق).

احتجزت خلايا التنظيم عشرات الأشخاص في حي الزهور (حوش الباعر) غربي سجن الصناعة كرهائن، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في سماء الحسكة والأحياء القريبة من السجن.

كما تحصّن مقاتلو التنظيم في منازل حول السجن، واستخدموا السكان في بعض الحالات كدروع بشرية، حيث استمرت قسد في القتال لاستعادة السيطرة الكاملة على الحي ومطاردة السجناء الطلقاء.

نفذ تنظيم الدولة هجمات منتظمة ضد أهداف كردية وأهداف لنظام  الأسد في سوريا منذ هزيمته الأولية على ضفاف نهر الفرات في آذار 2019. وكانت معظم هجماته منسقة على شكل حرب العصابات ضد أهداف عسكرية ومنشآت نفطية في مناطق نائية، لكن عملية الهروب من سجن الحسكة قد تمثل مرحلة جديدة في عودة ظهور التنظيم.

واعترف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تم تشكيله لمحاربة التنظيم بالهجوم، وأضاف أن قسد تكبدت خسائر في الأرواح، لكنه لم يذكر عددهم.

  • وقال التحالف إن تنظيم الدولة “لا يزال يشكل تهديداً وجودياً في سوريا ولا يمكن السماح له بالتجدد”.

ووفقاً لمنظمات حقوقية ونشطاء في حقوق الإنسان أن هناك أكثر من 50 جنسية في عدد من السجون التي يديرها الأكراد حيث يحتجز الآن أكثر من 12,000 مشتبه بهم من تنظم الدولة.
من فرنسا إلى تونس، كان العديد من الدول التي ينتمي إليها سجناء التنظيم مترددة في إعادتهم إلى أوطانهم، خوفاً من رد فعل شعبي عنيف في الداخل.

قدر تقرير للأمم المتحدة العام الماضي أن حوالي 10000 مقاتل من تنظيم الدولة ظلوا نشطين في جميع أنحاء العراق وسوريا، والعديد منهم في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
كانت عمليات الهروب من السجون جزءاً متكرراً من استراتيجية الجماعات الجهادية في كل من العراق وسوريا لأكثر من عقد.

قالت دارين خليفة، المحللة من مجموعة الأزمات الدولية إن “كانت عمليات الهروب من السجن وأعمال الشغب في السجون عنصراً أساسياً في عودة ظهور تنظيم الدولة في العراق وتشكل تهديداً خطيراً في سوريا اليوم”.


وأشارت إلى أن العديد من السجون في المناطق التي يديرها الأكراد في سوريا حيث يحتجز معظم «جيش» خلافة التنظيم السابق كانت مدارس غير مناسبة لاحتجاز المعتقلين لفترات طويلة.

منذ أن طردت “قسد” المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة آخر الجهاديين المتشددين الذين “صمدوا” في الباغوز عام 2019، يعيد التنظيم بناء صفوفه بصبر.
الفوضى والفساد المنتشران في الصحراء الشاسعة الممتدة على جانبي الحدود العراقية السورية سمحت لفلول تنظيم الدولة بالتمدد والتخطيط لخطواتهم التالية.


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy