633
عاد حديث النفط إلى ساحة الحدث السوري، بعد استهداف مواقع لتكريره في منطقة “درع الفرات” الخاضعة لتركيا، شمال سوريا، أمس الأول الاثنين.
هذا الاستهداف الذي يعد الأول من نوعه، آثار تساؤلات حول المسؤول عنه، وأسبابه؟ وإن كانت هناك دلالات على ودجود تصعيد قادم في هذا الإطار؟
جزء من هذه الأسئلة أجاب عنها النظام، عبر إقراره بمسؤوليته عن الهجوم، وزعم عبر الوكالة الناطقة باسمه “سانا”، أن قواته “دمرت مجموعات من الصهاريج ومراكز تكرير النفط”، مشيراً إلى أن “سيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق أي عملية تهريب للنفط المسروق من الأراضي السورية إلى خارج سوريا”.
هذا الاستهداف، جاء وسط أزمة محروقات خانقة تشهدها سوريا، وتحديداً في مناطق سيطرة نظام الأسد، وبشكل أشد وطأة في مناطق سيطرة كل من “قسد”، والمعارضة السورية، و”تحرير الشام”.
تعددت التحليلات والتوقعات حول أسباب هذا الاستهداف، وبعض الناشطين طرح تساؤلات حول إن كان هذا الاستهداف مقدمة لهجمات أخرى شبيهة؟ أو أن الهدف منه إضعاف المنطقة اقتصادياً ومعيشياً، حتى لا تكون أفضل من واقع مناطق سيطرة النظام التي تسوء أحوالها يوماً بعد يوم، أو بهدف انهاكها، تحضيراً لعمل عسكري قادم ضدها.
العديد من السكان المحليين رأى بأن الهجوم يحمل رسائل خطيرة، وأهمها أن لا منطقة مستثناة من قصف النظام وعملياته العسكرية، مع التأكيد على أن هذه العملية لم تحصل دون علم من الداعم الروسي الحليف الرئيس للنظام، وربما بإيعاز منه، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في وقت سابق، حول حرمان النظام من الوصول إلى منابع النفط، ما يشكل ضربة اقتصادية لا قدرة للنظام على تحملها.
مركز “جسور للدراسات”، وفي تعليقه على الحدث، قال إن روسيا، هي المسؤول عن استهداف الحراقات في ريف حلب الشمالي، منوهاً إلى أن هذه هي المرّة الأولى التي تقصف بها روسيا مناطق العمليات العسكرية التركية، أي درع الفرات وغصن الزيتون، منذ بدء إنشائها عام 2017.
ورأى المركز، أنّ روسيا تتخوف من وجود تفاهم أولي بين تركيا وأمريكا يقضي بحرمان نظام الأسد من النفط مقابل حصول المعارضة السورية فقط على مشتقاته. ومن شأن التوصل لاتفاق أوسع، أن يؤثر على مستقبل النظام والمكاسب العسكرية والسياسية التي حققها، لا سيما وأنّ الرئيس رجب طيب أردوغان قد لوّح بوجود عروض على بلاده حول مستقبل النفط في سوريا.
وبحسب تحليل “جسور”، فإن القصف الروسي يعني “إمّا أن يستفيد الجميع من النفط أو لن يستفيد أحد حتى لو اضطر ذلك إلى تجاوز خطوط تعتبرها تركيا حمراء”، وأن المناطق التي تعدّها تركيا والمعارضة آمنة، يُمكن أن تكون في أيّة لحظة غير آمنة وتصبح ضمن نطاق عمليات روسيا.