أدلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” خلال مؤتمر صحفي تصريحات هامة حول جميع الأصعدة في سوريا بما فيها الوضع الحالي في محافظة إدلب وأيضا التطورات الأخيرة شمال شرقي سوريا
بالنسبة لسوريا، التقينا مع المجموعة المصغرة بشأن سوريا وهي مجموعة من الدول من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وكان الاجتماع في لندن يوم الثلاثاء للحديث عن الخطوات التالية. ثم بالأمس، التقينا بالقادة السياسيين للتحالف والمسؤولين على مستوى الحكومة الفرعية في كوبنهاغن للحديث عن كيفية مواصلة عملياتنا لهزيمة داعش، وعلى وجه الخصوص، كيف سنرد على دعوة البرلمان العراقي لسحب القوات الأمريكية.
دعوني أبدأ من سوريا. لقد شعرنا جميعا بالفزع والرعب، كما أشار وزير الخارجية بومبيو وآخرون في واشنطن، من هجوم نظام الأسد المستمر على إدلب بدعم من روسيا وإيران. يمثل ذلك انتهاكا لاتفاقات وقف إطلاق النار رقم 2254 وهو قرار يعود إلى العام 2015، وكذلك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة التي وافقت عليها روسيا ولكنها تتجاهلها الآن. يشير ذلك إلى أن النظام لا يريد حلا وسطا، بل انتصارا عسكريا.
وفي الوقت عينه، حققت المعركة ضد داعش نجاحا في شهر آذار/مارس بعد هزيمة الخلافة على طول نهر الفرات في سوريا، ولكننا نشهد على عودة داعش كتمرد، كعملية إرهابية، مع ما يقارب 14 إلى 18 ألف إرهابي بين سوريا والعراق يعتبرون كلا البلدين جبهة واحدة كما كان الحال دائما. نحن نعمل مع كل من الحكومة العراقية والسلطات المحلية في سوريا لمكافحة هذه الآفة. واجهنا انتكاسة مؤقتة في سوريا في شهر تشرين الأول/أكتوبر مع التوغل التركي، ولكننا عاودنا القيام بعمليات كاملة مع شريكنا المحلي، قوات سوريا الديمقراطية.
يختلف الوضع قليلا عن الاضطرابات في العراق، بدءا من الهجوم على منشآت التحالف من قبل عناصر تدعمها إيران، ورد فعل الولايات المتحدة على ذلك، ثم قرار البرلمان العراقي الداعي إلى انسحاب القوات الأمريكية مؤخرا. ونحن نعمل مع العراق ومع شركائنا في التحالف حاليا. لا يزال ثمة حاجة إلى التحالف، وإلى البلد الرائد فيه، أي الولايات المتحدة. لا يزال ثمة تهديد من داعش. يدرك العراقيون ذلك، ونحن نتطلع إلى العمل من أجل التوصل إلى سبل مثل التخفيض المحتمل للقوات… فقد أشار الرئيس ترامب إلى أن ذلك قد يكون خيارا اليوم… وكذلك الدفع نحو دور أكبر لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي لديه أصلا مهمة في العراق ويبحث بجد عن طرق لتوسيع مسؤولياته هناك.
سأكتفي بهذا القدر ويمكننا طرح الأسئلة الآن.
مدير الحوار: حسنا. شكرا لك على ذلك، وسننتقل الآن إلى أسئلتكم. تم تقديم السؤال الأول… إنه سؤال مقدم مسبقا من وائل العلي من راديو الكل، وهي إذاعة إخبارية سورية مقرها في تركيا. يسأل: “وفقا لما تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي، كنتم ستناقشون مع الاتحاد الأوروبي أمر العقوبات والإجراءات الاقتصادية الأخرى لمواصلة الضغط على نظام الأسد. ما كانت نتائج تلك المناقشات؟” ويسأل أيضا: “ما هي نتائج الاجتماعات مع المجموعة المصغرة لسوريا وخاصة في ما يتعلق بالحل السياسي المعلق؟”
السفير جيفري: لم ننه مناقشاتنا مع زملائنا في الاتحاد الأوروبي، ولكننا سعداء جدا بالسجل الطويل من العقوبات القاسية ضد نظام الأسد التي يفرضها الاتحاد الأوروبي. يسعدنا أن الاتحاد الأوروبي عارض منح مساعدات إعادة الإعمار إلى هذا النظام من قِبل دول في الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى على اعتبار أنها تخاطر بفرض عقوبات عليها من الاتحاد إذا فعلت ذلك. نحن أيضا سعداء جدا بسجل الاتحاد الأوروبي حيال دعم المساعدات الإنسانية. نحن نحدث فارقا كبيرا في هذا المجال. المساعدة الإنسانية مهمة وضرورية، حتى بالنسبة إلى مناطق النظام، ولكن مساعدات إعادة الإعمار لإعادة بناء سوريا التي دمرها الأسد بشكل أساسي خط أحمر بالنسبة إلينا وستظل كذلك للاتحاد الأوروبي. إذن نحن نتحدث إليهم حول طرق تحسين تدفق المساعدات الإنسانية. تمنعنا روسيا من استخدام بعض المعابر من خلال الأمم المتحدة، ولكننا سنجد طرقا لحل ذلك. نحن نتحدث أيضا مع الاتحاد الأوروبي حول المساعدة المحتملة لتحقيق الاستقرار في الشمال الشرقي حيث تتمتع المنطقة بالسلام بشكل أساسي ويساعدنا حلفاؤنا فيها على محاربة داعش كما ذكرت.
فيما يتعلق بالمجموعة المصغرة والعملية السياسية، كان جير بيدرسن في المنطقة لإجراء محادثات… في بيروت ودمشق. إنه المفاوض الخاص للأمم المتحدة للقرار رقم 2254، والذي يركز بشكل خاص على اللجنة الدستورية التي أطلقت في جنيف في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر ولكن تم حظرها منذ ذلك الحين من قبل نظام الأسد. يعمل بيدرسن على مدار الساعة لمحاولة إيجاد حل لذلك. سنعمل معه غدا لنرى إلى أين وصل وما هي الخطوات التالية. نحن ندعمه 100 في المئة.
مدير الحوار: شكرا لك. يأتي سؤالنا التالي من راجيب سويلو من The Middle East Eye في المملكة المتحدة. يسأل: “ما الذي ستفعلونه على وجه التحديد لوقف هجمات روسيا ونظام الأسد في إدلب ضد المدنيين؟ يعيش نصف مليون شخص بالفعل في خيم بالقرب من الحدود التركية. هل ستتخذ أي خطوات ملموسة لتخفيف هذه الأزمة الإنسانية”؟
السفير جيفري: نحن نتخذ خطوات وسنتخذ خطوات أخرى. في البداية، نحن لا نفكر في القيام بعمل عسكري ما لم يستخدم نظام الأسد الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى، فكل الخيارات مطروحة، وكما يعلم الجميع، لقد قمنا بعمل عسكري مرتين ردا على استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل هذا النظام . هذا أحد الأمور.
نحن ندعم أيضا بشدة جهود تركيا لدعم مواقعها الأمامية. للأتراك عدد كبير من القوات في إدلب. إنهم حلفاء الناتو. نريد أن نتأكد من ألا يحصل لهم أي شيء. نحن نراقب ذلك عن كثب.
ونعمل حاليا على تكثيف جهودنا لفرض العقوبات وتنسيقنا الدبلوماسي الدولي لضمان أن روسيا وإيران، وكذلك نظام الأسد، يعرفون أن هذا غير مقبول على الإطلاق. هذه أزمة إنسانية. هذا هجوم مدمر على المدنيين بشكل كبير لدرجة أن الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق للنظر في الهجوم المتعمد على المدنيين، وبخاصة الهجوم المتعمد على المناطق المحمية من قبل الأمم المتحدة والتي تم تحديدها للروس والنظام ولكن تم ضربها على أي حال، ونحن نعتقد أن ذلك كان متعمدا.
إذن نحن نواجه وضعا فظيعا. سنبذل قصارى جهودنا حيال العمليات العسكرية الكبرى لنحاول دفع موسكو وطهران ودمشق إلى التحلي ببعض العقلانية.
مدير الحوار: شكرا لك. لتذكير مستمعينا لمشاهدينا، يرجى التصويت على الأسئلة التي تريدون أن نجيب عليها.
يأتي سؤالنا التالي من ديغر أكال من الخدمة التركية في Deutsche Welle. سألت: “لقد رد الرئيس أردوغان على هجوم إدلب الذي شنته الحكومة السورية، متهما روسيا بعدم احترام الصفقات السورية. ثمة تقارير تفيد بأن الجيش التركي يرسل تعزيزات عسكرية جديدة. هل يمكن أن يؤدي هذا التوتر إلى مواجهة عسكرية؟ “
السفير جيفري: ثمة مواجهة عسكرية في إدلب أصلا. كما قلت، للأتراك مجموعة من المواقع العسكرية هناك وقد تم قطع الطريق عن العديد منها من قبل قوات النظام. وثمة خطر بمحاصرة المزيد من المنشآت التركية. لا شك في أن الرئيس أردوغان قد مر بالعديد من الصراعات. إنه قائد متمرس من ناحية التعامل مع الوضع في سوريا، وهو شريكنا وحليفنا في حلف الناتو ونحن نقف إلى جانبه. ولكننا مع ذلك قد أوضحنا له أن جهوده لمحاولة التعامل مع الروس في الشمال الشرقي وفي الشمال الغربي، وصولا إلى الرئيس أردوغان… لقد قلنا له، وقلت له شخصيا إنه لا يمكن الوثوق ببوتين وهو يشهد على نتائج ثقته به الآن.
مدير الحوار: شكرا لك. لدينا بعض الأسئلة من كلير سادلر من صحيفة فورسز نيوز. تسأل: “لقد تحول التركيز من الأنشطة العسكرية إلى حماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف. ما مدى انتشار الهجمات على تلك القواعد؟” وسألت: “هل تعتقد أن القوات الأجنبية ستضطر في نهاية المطاف إلى مغادرة العراق؟ ما سيكون تأثير ذلك؟ وفي ما يتعلق بالعراق، ما تأثير توقف الأنشطة العسكرية ضد داعش في البلاد؟”
السفير جيفري: تتمثلالأخبار السارة في ما يتعلق بالعراق في أن الجيش العراقي يواصل عملياته ضد داعش وقد حقق نجاحا كبيرا مؤخرا من خلال ما نسميه الأسلحة المشتركة، وباستخدام طائرات من طراز إف-16 وأنواعا مختلفة من القوات بشكل فعال للقضاء على وحدات داعش. تحصل البعض من العمليات المماثلة وهذا أمر مشجع. ولكن مع ذلك، ثمة سبب لوجود أكثر من 5000 جندي أميركي والآلاف من قوات التحالف في العراق، ألا وهو جعل الجيش العراقي أكثر فاعلية في القتال ضد داعش. نحن مقيدون في إمكانية القيام بذلك في الوقت الحالي لأن تركيزنا ينصب على حماية القوات، ولكننا متفائلون جدا بأننا سنتمكن مع الحكومة العراقية من إنهاء هذه الفترة المخصصة لحماية القوات والتي توقفت فيها عن العمل المشترك أو عمليات الشراكة فنتمكن من العودة إلى الميدان بكفاءة 100 في المئة.
الهجمات على القواعد الأمريكية… ليست هذه قواعد أمريكية، بل قواعد عراقية وعلينا أن نذكر أنفسنا بذلك لأن العديد من العراقيين قد قتلوا وكان عدد من قتل منهم أكثر من عدد الجرحى بين صفوف جنود التحالف. لم نشهد عددا كبيرا من الهجمات عليها في الأسبوع الماضي، إذ كانت هذه الهجمات عشوائية. لسوء الحظ، شهدنا هجومين على السفارة الأمريكية، وقد أدى أحدهما إلى إصابة شخص. لقد أثار هذا قلقنا الشديد في سياق ثنائي مع الحكومة العراقية. ونحن نطالب الحكومة العراقية باتخاذ المزيد من الإجراءات، وسنرى ما سيحدث.
مدير الحوار: عظيم. سؤالنا التالي من وائل من جريدة الاتحاد. يسأل: “أعلن الرئيس ترامب هزيمة داعش في سوريا بنسبة 100 في المئة. هل يعني ذلك أن هذا التنظيم الإرهابي لم يعد يمثل تهديدا في سوريا؟ وقالت وزارة الدفاع إن سبب بقاء الجنود الأمريكان في سوريا هو حماية حقول النفط من داعش. إذن متى تتوقعون انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟”
السفير جيفري: لسنا نخطط لأي انسحاب للقوات الأمريكية من سوريا في المستقبل القريب. تتمثل مهمتهم في نهاية المطاف بتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش، وسيستغرق ذلك بعض الوقت كما سأشرح بعد قليل من خلال الإجابة على الجزء الأول من السؤال. يتمثل جزء كبير من جهودنا لهزيمة داعش في سوريا في المقام الأول في إبعاد داعش عن حقول النفط التي مولت رعب التنظيم لسنوات، والتأكد من أن المجتمعات المحلية التي تعمل معنا ضد داعش لديها ما يكفي لمواصلة القتال وللحفاظ على نفسها، لأنها لا تتعرض لضغط داعش فحسب، بل لضغوط نظام الأسد أيضا.
أصاب الرئيس ترامب تماما عندما قال في العام الماضي إن داعش قد هزم بنسبة 100 في المئة ككيان إقليمي، كخلافة. كان هذا ما يدعيه التنظيم، وكان هذا بصمته: الخلافة. على عكس تنظيم القاعدة، سيطر داعش على أراض وكان لديه جيش من 35 ألف جندي. احتجز أكثر من 7 ملايين شخص. لقد قضينا على ذلك. ومع هذا، لا يزال داعش يمثل تهديدا كبيرا جدا كتمرد أو كجماعة إرهابية. لديه في العراق وسوريا ما بين 14 و18 ألف شخص. عندما تحدث الرئيس ترامب مع وزراء التحالف في شباط/فبراير من العام الماضي، أوضح أنه يدرك أن هناك تهديد خاص ناشئ عن داعش المعاصر ، وقد كان كلامه هذا مسجلا وفي العلن.
مدير الحوار: شكرا لك. سؤالنا التالي من المجر، من klubRadio في المجر مع جوديت سيرنايانزسكي. تسأل: “كيف ستعمل إستراتيجيتكم الأخيرة على تغيير أزمة الهجرة في أوروبا في المستقبل القريب وعلى المدى الطويل؟”
السفير جيفري: هذا سؤال جيد، ولكن بصراحة، يعتبر التعامل مع الهجرة مسألة بالغة الأهمية، فقد يقول البعض إنها مسألة هامة لا بل وجودية هنا في أوروبا، وأيضا في الولايات المتحدة. كانت سببا رئيسيا أو مسألة رئيسية في انتخابات العام 2016 طبعا. لا تتمثل وظيفتي أو مهمتي في الولايات المتحدة بإصلاح أزمة الهجرة في أوروبا. للهجرة أسباب عدة، وتأتي من العديد من المصادر، وأوروبا مضطرة إلى القيام بشيء حيال ذلك.
في ما يتعلق بسوريا، نقوم أولا وقبل كل شيء قمنا بجهد إنساني هائل للاجئين الذين غادروا البلاد. قدمنا 10.5 مليار دولار للاجئين السوريين والمشردين داخليا أو النازحين منذ العام 2011. هذا المبلغ أكبر مما قدمته أي دولة أخرى في العالم. ولكن علي الاعتراف بأن الاتحاد الأوروبي كمؤسسة وكافة دوله قد قدمت بالفعل المزيد من الأموال. إذن ثمة جهد دولي ضخم لدعم اللاجئين بشكل أساسي أينما كانوا. أعتقد أن العديد من المشاهدين يعرفون عن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. لقد بذلت تركيا جهودا أكبر من أي دولة أخرى لإيواء اللاجئين وفيها أكثر من 3 ملايين لاجئ. هذا عبء ثقيل. لقد أنفقوا عشرات المليارات من الدولارات ويحصلون على بعض الدعم من الاتحاد الأوروبي. هذا أمر جيد.
ولكن في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى حل النزاع السوري من أجل حل مشكلة اللاجئين القادمين من سوريا. يقوم نظام الأسد، المدعوم من روسيا وطهران، بتسليح تدفقات اللاجئين الهائلة للضغط على أوروبا وتركيا وعلينا. هذا أمر غير مقبول. نحن بحاجة إلى حل هذا الصراع الآن.
مدير الحوار: شكرا لك. كتذكير لمشاهدينا، إذا كنتم ترغبون في طرح سؤال، يرجى كتابته في أي وقت في برنامجنا على الإنترنت وتحديث الأسئلة التي ترغبون في طرحها.
يأتي سؤالنا التالي من كارل فريد كليبرغ من التلفزيون الوطني السويدي. يسأل: “قيل إنكم تضغطون من أجل زيادة العقوبات من الشركاء الأوروبيين على الحكومة السورية. هل تعتقدون أنه يمكن أن يؤثر ذلك على سلوك الحكومة السورية؟ وهل تواجهون أي تردد من ناحية الشركاء الأوروبيين؟”
السفير جيفري: لقد كان شركاؤنا الأوروبيون ممتازين من ناحية السياسة الشاملة تجاه سوريا. وكان ذلك على المستوى الفردي، مع بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تشارك معنا في ما يسمى المجموعة المصغرة، والاتحاد الأوروبي كمؤسسة، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل عام. لذلك، نحن سعداء جدا من الاتحاد الأوروبي.
لا شك في أننا نريد دائما فرض المزيد من العقوبات. لقد حصلنا للتو في الولايات المتحدة على سلطتين جديدتين من صلاحيات فرض العقوبات: وكانت الأولى على شكل أمر تنفيذي استخدمناه خلال التوغل التركي، ولكنه أوسع بكثير ويشتمل الأشخاص الذين يعرقلون عملية التفاوض في سوريا، وما يسمى قانون سيزر الذي يحمل الاسم الرمزي للبطل الذي التقط صورا لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب في سجون الأسد. هذه مجموعة صعبة جدا من العقوبات. نحن نطلع الاتحاد الأوروبي على ذلك. ونأمل أن نعمل معه لرؤية المزيد من قرارات فرض العقوبات الأوروبية من قبل الاتحاد.
هل لدى العقوبات تأثير؟ في البداية، يصعب على الأسد وأصدقائه اتباع استراتيجية النصر العسكري. هذا الأمر مبرر كاف في حد ذاته بالنسبة إليهم. ولكن كما نرى مع الانهيار الكامل لليرة السورية في الوقت الحالي ومؤشرات أخرى، مثل نقص الغاز وأنواع الوقود الأخرى، يتعرض نظام الأسد لضغوط اقتصادية هائلة لأنه يضع وحلفاؤه كل أموالهم في هذه الحملة المريعة في إدلب وغيرها من الجهود لشن الحرب ضد شعبه بشكل أساسي. نعتقد أن العقوبات ستأخذ الأموال بعيدا عن آلة الحرب في نهاية المطاف.
مدير الحوار: حسنا. حسنا. شكرا جزيلا. سؤالنا التالي من بورزو داراغاهي من ذي إندبندنت. يسأل: “هل لاحظتم أي تغيير في أنشطة الميليشيات السورية أو العراقية أو اللبنانية المدعومة من إيران في سوريا؟ هل أصبحت أكثر أو أقل عدوانية أو استفزازية؟ ما هو الدور الذي تلعبه في هجوم النظام على إدلب، وهل من أي دلائل عملية على أن العقوبات الأمريكية قد أضرت بها؟”
السفير جيفري: لقد أضرت العقوبات الأمريكية بها. أكرر كما في إجابتي على السؤال الأخير أن كل دولار أو كل ليرة سورية أو روبل روسي ليس تحت تصرفهم هو بمثابة قيد مفروض على الفوضى التي يمكن أن يخلقوها، وبخاصة في صفوف الشعب السوري.
في ما يتعلق بالميليشيات المدعومة من إيران وأفراد فيلق القدس الإيراني بأنفسهم، يظلون على المدى الطويل خطرين للغاية في كل من العراق وسوريا، في كلا البلدين، وكذلك في لبنان. كما رأينا، يختبئون في نسيج المجتمع والسياسة. ينشئون مؤسساتهم البديلة المسؤولة أمام أسيادهم في طهران، وليس في دمشق أو بغداد أو بيروت. يتسللون إلى المنظمات، وينسفون احتكار القوة الذي تضطلع به الحكومات، ويحاولون أن يصبحوا دولة داخل دولة تتلقى أوامر من المرشد الأعلى خامنئي.
هل ما زالوا خطرين؟ نعم. ولكن في الوقت الحالي، وبما أننا تخلصنا من زعيمهم قاسم سليماني… ولا يسعني التأكيد بما يكفي على مدى أهميته في حملتهم الشريرة لتوسيع النفوذ الإيراني في مختلف أنحاء المنطقة… لم يكونوا بلا قائد، ولكنهم فقدوا بوصلتهم لدرجة كبيرة لم نشهدها منذ فترة طويلة. أنا متأكد من أن ذلك سيتغير إلى حد ما عاجلا أم آجلا لأن لديهم قائد جديد لفيلق القدس وسيعيدون في نهاية المطاف اتصالاتهم مع مجموعاتهم. ولكن في الوقت الحالي، لقد تم إضعاف هذه المجموعات ونحن نراقبها عن كثب وعلى استعداد للتحرك مرة أخرى إذا هددتنا.
مدير الحوار: شكرا لك. سؤالنا التالي من إيس غوكسيديف مع الخدمة التركية من بي بي سي. يسأل: “تقول موسكو إنهم يقاتلون الإرهابيين في إدلب، ولكن بحسب أنقرة، المقاتلون في إدلب ليسوا إرهابيين بل يقاتلون من أجل حريتهم. ما موقف الولايات المتحدة من ذلك؟”
السفير جيفري: يتمثل موقفنا في أنه ثمة مجموعات قد أدرجناها أو أدرجتها الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية في إدلب. لقد قمنا بعمليات عسكرية ضد العديد منها والعديد من عناصر تنظيم القاعدة وزعيم داعش البغدادي قبل عدة أشهر كما يعلم الجميع. إذن نحن ندرك أنه ثمة إرهابيين في إدلب.
وثمة أيضا مجموعة كبيرة جدا، وهي جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وهي مجموعة فرعية تابعة لتنظيم القاعدة. تعتبر منظمة إرهابية، ولكنها تركز بشكل أساسي على محاربة نظام الأسد. تدعي… لم نقبل مزاعمها بعد، ولكنها تزعم أنها من مقاتلي المعارضة الوطنيين، وليست من الإرهابيين. لم نرهم يطلقون تهديدات دولية منذ بعض الوقت على سبيل المثال.
لم يهدد أحد منهم الروس أو الجيش السوري خارج إدلب بأي شكل من الأشكال. نراقب عن كثب مزاعم الروس بأن هؤلاء الأشخاص يشنون هجمات والروس ينتقمون ليس إلا، أو أن النظام السوري ينتقم. هذا ليس صحيحا. يتم شن عدد قليل من الهجمات غير المنطقية من وقت لآخر باستخدام طائرات بدون طيار وما شابه ذلك خارج إدلب، ولكنها بسيطة جدا ونادرة وتحدث أضرارا طفيفة، مما يتسبب في خسائر قليلة أو معدومة. تستخدم هذه الهجمات كذريعة لهذه الحملة الهائلة.
لقد شهدنا 200 غارة جوية للنظام الروسي والسوري في الأيام الثلاثة الماضية، وكانت ضد المدنيين بشكل رئيسي. كما قلت، يشعر الأمين العام بقلق بالغ لدرجة أنه أنشأ مجلس تحقيق في الهجمات على المدنيين. وثمة حركات هائلة من القوات تصد مئات الكيلومترات المربعة ودفعت 700 ألف شخص حتى الآن إلى النزوح الداخلي فعليا وهم يتحركون مرة أخرى باتجاه الحدود التركية، مما من شأنه أن يخلق أزمة دولية.
مدير الحوار: شكرا لك. السؤال التالي من سنجر هاميداف من فويس أوف أميركا. يسأل: “هل يمكن أن توضح بالتفصيل دور القوات الأمريكية في سوريا ومناقشة آخر التفاعلات مع القوات الروسية بالقرب من مدينة القامشلي السورية؟”
السفير جيفري: تتواجد القوات الأمريكية في سوريا بناء على أوامر من رئيس الولايات المتحدة، وتقوم بالمهمة العسكرية كجزء من التحالف الدولي لهزيمة داعش، أو تقوم بما يلي بالتحديد: ضمان الهزيمة الدائمة لداعش في سوريا، تماما كما نحاول أن نفعل في العراق. هذه مهمتها الأساسية. للمهمة عناصر معينة. تحدثنا قبل قليل عن تأمين حقول النفط. نعتقد أنها فعالة في هذه المهمة. لا يمكننا تحديد موعد للانسحاب. إنها متواجدة هناك الآن وتنفذ مهامها.
مدير الحوار: حسنا، شكرا لك. السؤال التالي من نيك تورس من ذي إنترسبت في الولايات المتحدة. لديه بعض الأسئلة في الواقع. يسأل: “ما هو العدد الإجمالي الحالي لفروع داعش في مختلف أنحاء العالم بحسب الحكومة الأمريكية؟ هل يمكنك تقديم تفاصيل عنها بحسب المنطقة الجغرافية؟” ثم يسأل بشكل أكثر تحديدا عن إفريقيا، وعما إذا كنت تستطيع تقديم تقييم للدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، لا سيما في ما يتعلق ببوركينا فاسو، وجهود الولايات المتحدة لمواجهة هذه المجموعة، ثم مناقشة القوة التي اكتسبها داعش في القارة الأفريقية على الرغم من تصريح الرئيس ترامب بأن داعش قد هُزم بنسبة 100 في المئة.
السفير جيفري: حسنا. سبق أن تحدثنا عن بيان الرئيس ترامب. لقد هزموا التنظيم بنسبة 100 بالمئة كخلافة، ولكنهم ما زالوا موجودين كتمرد إرهابي. لسنا قلقين في أي مكان أكثر مما نحن قلقين بشأن غرب إفريقيا والمنطقة المحيطة ببوركينا فاسو. كانت تلك قضية رئيسية ناقشناها في اجتماع القادة السياسيين للتحالف يوم أمس. وأصدرنا إعلانا في نهايته لفتنا فيه الانتباه إلى تلك المنطقة من غرب إفريقيا على وجه التحديد.
تقوم الولايات المتحدة بتنظيم اجتماع للتحالف في وقت لاحق من هذا العام للنظر في الكيفية التي يمكن أن يساعد فيها التحالف حلفاءنا الفرنسيين الذين يتصدرون المعركة ضد داعش، وكذلك تنظيم القاعدة، في ذلك الجزء من أفريقيا. الأمم المتحدة متواجدة هناك أيضا كما العديد من الدول الأخرى. ونحن ملتزمون جدا بضمان وجود قواتنا هناك وكذلك دعم الفرنسيين وتنفيذ عملياتنا الخاصة. هذا تهديد كبير ونعتقد أنه يتطلب جهدا دوليا وأن هذا الجهد يحتاج إلى تعزيز.
مدير الحوار: شكرا لك. يأتي سؤالنا التالي من وكالة إنترفاكس للأنباء. تسأل فالنتينا: “هل يمكنك التعليق على التنسيق مع روسيا بشأن إنهاء النزاع في سوريا؟”
السفير جيفري: نعم، لقد تم طرح هذا السؤال بالفعل على قواتنا الأمريكية. نحن نخفف التصعيد كل يوم مع الروس في سوريا ونقوم بذلك منذ عدة سنوات منذ أن بدأت كل من الطائرات الأمريكية والروسية العمل في سوريا في مناطق مغلقة.
قنوات تخفيف التصعيد فعالة جدا وتعمل على كافة المستويات. الأشخاص ذوو المهارات اللغوية في تنسيق مستمر. لقد وقعت حوادث اقتربت فيها القوات الأمريكية والروسية على الأرض. تم ذكر حادثة القامشلي وهي منطقة حيث نحن، والروس، وقوات النظام، وشركاؤنا، وقوات سوريا الديمقراطية، ولسوء الحظ، بعض عناصر داعش قريبون فيها. إنها منطقة قتال نشطة، لذلك لا شك في أنه ثمة حاجة إلى تخفيف التصعيد فيها من وقت إلى آخر. لقد حصلت حالات سوء تفاهم بسيطة. نحن سعداء جدا بآليات تخفيف التصعيد حتى الآن.
مدير الحوار: شكرا لك. لدينا وقت كاف لطرح سؤال واحد، وسيكون سؤال نيكولاس فيورينزا من جاينز ديفنس ويكلي. يسأل: “ما هو الدور الموسع لحلف الناتو في الشرق الأوسط، وهل سيكون تولي مهام التدريب لفرادى الدول الأعضاء في الحلف؟”
السفير جيفري: هذا سؤال جيد. يبحث حلف الناتو في سلسلة كاملة من الاحتمالات بعد اقتراح الرئيس ترامب بأن يلعب الناتو دورا أكبر، ليس في العراق فحسب، ولكن في الشرق الأوسط بشكل عام. ثمة فرص مع العديد من بعثات التدريب أو حفظ السلام، ومهام الرصد، بما في ذلك في الخليج وأيضا غرب إفريقيا كما ناقشنا للتو. يتم النظر في إمكانية أن يلعب الناتو دورا أكبر هناك.
يبحث حلف الناتو في مختلف هذه الاحتمالات الآن. لدينا كاي بيلي هتشيسون سفيرتنا في الناتو. تعمل بجد على هذه القضية، وكذلك الأمين العام ستولتنبرغ. نحن نعمل معهم عن كثب وكنت على اتصال دائم مع سلطات الناتو.
للحلف في العراق مهمة تدريب عسكري تركز على بناء القدرات رفيعة المستوى وتدريب العاملين في وزارة الدفاع. يحاول الناتو توسيع قدراته والقوات الموجودة للقيام بمهمته الحالية. كما أنه يبحث في تولي بعض التفويضات التي يقوم بها التحالف الآن استجابة لطلب العراق انسحاب القوات الأمريكية. ولكن بشكل أساسي، يرغب في لعب دور دولي أكثر للجهود المبذولة لهزيمة داعش إلى جانب شركائنا العراقيين.
1.2K
المقال السابق