أصيب ما لا يقل عن 10 مدني بإطلاق نار مباشر من قبل عناصر “قسد” المتمركزين في مدرسة بلدة الحوايج في ريف محافظة دير الزور الشرقي، وقتل عنصر تابع لقسد ظهر اليوم، وذلك أثناء محاولة عناصر “قسد” قمع هؤلاء المدنيين الذين كانوا ينظمون وقفة احتجاجية على مقربة، تنديداً بالفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقة عموماً.
وقال مراسل فرات بوست في ديرالزور: إن سكان عدة مناطق من الريف الشرقي كمدينة الشحيل وبلدة الحوايج، نظموا صباح اليوم احتجاجات للمطالبة بالكشف عن منفذي عملية اغتيال الشيخ امطشر الجدعان الهفل أحد وجهاء عشيرة العكيدات، قبل أن يُجابهوا بالقوة، مضيفاً أن المحتجين اقتحموا مدرسة الحوايج على خلفية استهداف المدنيين، وسط حالة غضب عارم، وطردوا عناصر قسد المتواجدين فيها.
وأضاف مراسلنا: إن التوتر يسود الآن معظم بلدات ومدن الريف الشرقي لمحافظة ديرالزور الخاضع لسيطرة “قسد”، حيث سيطر الأهالي على مقرات قسد في كلٍ من مدينة الشحيل وبلدات الحوايج وذيبان والطيانة، فيما استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، كما رفع المحتجون شعارات منددة بممارسات قسد وتضامنوا مع أهالي بلدة الحوايج.
وفي السياق ذاته وجه نشطاء من المنطقة نداءً للمدنيين المحتجين بعدم الانجرار نحو السلاح، وأن هذا ما تريده قسد بالضبط بحسب تعبيرهم، موضحين أن قسد تريد استدراج المتظاهرين السلميين إلى مواجهة مباشرة مع قوات التحالف المتمركزة في مكانٍ ليس ببعيد عن نقاط الاحتجاجات.
يذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” لم تتوقف الاحتجاجات الشعبية فيها منذ العام 2018، ومن أبرز مطالب سكان هذه المناطق: تأهيل مناطقهم خدمياً، وضبط الوضع الأمني وملاحقة عصابات السطو المسلح المنتشرة، والكشف عن مصير المعتَقَلين لدى قسد، وإلقاء القبض على منفذي الاغتيالات وتحسين الواقع المعيشي وضبط الأسعار.
وقد أعلنت قسد عبر مؤتمرٍ صحفي في الثالث والعشرون من شهر مارس 2019 أعلنت النصر التام على “تنظيم الدولة” وطرده من كامل الضفة الشرقي لنهر الفرات، ومنذ ذلك الحين حتى الآن تشهد المنطقة اغتيالات متكررة وحالة من الفلتان الأمني بالإضافة لسياسة القمع المتبعة من قبل “قسد”.