على وقع انهيار العملة السورية المتسارع، تستمر عملية ضخ الليرة التركية في شمال البلاد، سواء الخاضع منها لسيطرة أنقرة والفصائل السورية الموالية لها، أو الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام”.
واسفرت خطوة الغاء التعامل بالليرة السورية، إلى فقد الأخيرة لنحو 30 بالمئة من قيمتها في شمال البلاد، وسط إقبال كبير من سكان المنطقة لاستبدال ما لديهم من هذه العملة المحلية بالدولار الأمريكي، ومن ثم بالعملة التركية، وساعد في ذلك ضخ مراكز البريد الحكومي التركي (PTT)K كميات كبيرة من العملة التركية، خاصة الفئات الصغيرة منها.
وصباح اليوم الثلاثاء، شهدت الليرة السورية انهياراً كبيراً في سعر صرفها، لتتجاوز الـ3400 مقابل الدولار، وسط المزيد من التشدد والإجراءات الهادفة لعدم التعامل الليرة السورية في التبادل والعمليات التجارية.
ويؤيد أغلبية سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة التعامل بالليرة التركية، بدل العملة المحلية لأسباب عدة، منها ما هو اقتصادي مرتبط بالانهيار المتسارع لليرة السورية وفقد المزيد من قيمتها، وتأثير ذلك على الأسعار والمستوى المعيشي، إضافة إلى أسباب سياسية تتمثل في عدم منع ضخ العملات الصعبة للنظام لاستبدالها بالليرة السورية.
وبالمقابل توجد أقلية رافضة، لعدم تأثير هذا التبديل على واقعهم المعيشي، ناهيك عن إمكانية تأثيره على الأسعار التي يمكن أن تشهد المزيد من الارتفاع على ضوء التعامل بالعملة الجديدة، بحسب ما يراه العديد من متبني هذا الرأي.
وكانت السلطات المحلية في شمال البلاد قد اتخذت العديد من الخطوات في هذا المجال، من بينها قرار الحكومة السورية المؤقتة بيع ربطة الخبز بالليرة التركية، وتحديد بيع ربطة الخبز (600 غرام) بليرة تركية واحدة، كما وصلت الأسبوع الماضي كميات كبيرة من العملة التركية، وبدأ صرف رواتب فئات من الموظفين بهذه العملة.