كيف حوّلت إيران سوريا إلى وكر “كبتاغون”

by editor2

*فرات بوست: تقارير ومتابعات – “ترجمات”

المصدر: arabnews

كل من زار سوريا قبل الحرب رأى لافتات كتب عليها “عرين الأسد” و”الأسد السوري” وغيرها من الشعارات التي تهدف إلى إظهار قوة النظام وتحويل كل شيء في البلاد تحت سيطرة عائلة الأسد.

كانت هذه هي الصورة التي أراد نظام الأسد تقديمها عن البلاد إلى حد تحولها إلى نوع من الهوية التي حددت سوريا داخلياً، وخارجياً.

ولكن بعد اندلاع الحرب، أصبحت هوية سوريا مرتبطة تدريجياً بالدمار والقتل وجرائم الحرب، وآخرها المخدرات. استخدم نظام الأسد وبعض الجماعات المتطرفة المخدرات لتحفيز المقاتلين، وجعلهم مدمنين على مخدر يسمى الكبتاغون. وهذا بدوره جعلهم مدمنين على القتال.

وبرز تعاون بين مجموعة من الميليشيات الإيرانية وحلفائها، مثل حزب الله اللبناني، وبعض قادة الجيش السوري والقوات التابعة له. وركز هذا التعاون على إنتاج أرخص أنواع المخدرات في العالم وتهريبها بتكلفة محدودة إلى خارج سوريا (في عدة اتجاهات)، مع إمكانية عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا.

في هذه الصورة في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، يتم عرض مخدرات الكبتاغون التي ضبطتها “السلطات السورية” وهي شحنة متجهة إلى المملكة العربية السعودية. (أ ف ب)

  • لم يكن تهريب المخدرات لأغراض مالية فحسب، بل أيضاً لتهديد “الدول المعادية”، كما يراها نظام الأسد.

إن حقيقة أن تهريب المخدرات لم يتوقف حتى عند حدود الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دمشق دليل على العقلية الخبيثة لهذا النظام، الذي يحركه مالياً ولا يتردد في الانتقام من الطيش في الماضي.

مواد شبيهة:

من سوريا إلى غامبيا.. إمبراطورية المخدرات الإيرانية تعبر الحدود العالمية

ويعتقد بعض الذين كانوا في صفوف النظام قبل أن ينشق مؤخراً أن هناك تفككاً في قدرته على اتخاذ قرارات مركزية. ووفقاً لهم، فإن بعض الميليشيات الموالية لإيران لن تمتثل لأي من مطالب النظام بوقف تهريب المخدرات إلى دول معينة لا يريد إزعاجها.

ومع ذلك، وبالنظر إلى الصراع داخل مكونات النظام، سواء كانت جماعات عسكرية أو شبه عسكرية أو إيران والموالين لها، فإن استمرار تهريب المخدرات السورية سيكون عشوائياً ولا يقتصر على أي سوق.

وبغض النظر عن أهداف النظام في تهريب الكبتاغون – سواء لجمع الموارد المالية أو تهديد بلدان أخرى – فإن مخاطر هذه المادة، المعروفة تقنياً باسم “فينيثيلين” وهي نسخة محسنة من “الأمفيتامين“، تعززها حقيقة أنها تصنع في مصانع بدائية صغيرة. وقد يسهم ذلك أيضاً في الضرر غير المسبوق الذي يلحق بالمستخدمين والمجتمعات التي يستهدفها نظام الأسد.


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy