*فرات بوست | تقارير وتحقيقات
قالت قوات التحالف الأمريكي إنها ألقت القبض على صانع قنابل بارز لتنظيم الدولة في غارة قبل فجر الخميس، حيث قال شهود عيان إنهم شاهدوا إنزال جنود من طائرات هليكوبتر على منزل معزول في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال مراسلو وكالة “فرانس برس” إن طائرتي هليكوبتر عسكريتين هبطتا لبضع دقائق فقط، وتم إطلاق عدة رشقات نارية، في منطقة تسيطر عليها فصائل معارضة عسكرية، مدعومة من تركيا.
قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن “الشخص الذي تم القبض عليه هو صانع قنابل متمرس ومدير عمليات أصبح أحد كبار قادة تنظيم الدول في سوريا”.
ولم يذكر التحالف الهدف في البيان، لكن مسؤولاً في التحالف قال لوكالة فرانس برس إن الرجل الذي تم القبض عليه هو هاني أحمد الكردي، الذي كان زعيم تنظيم الدولة في الرقة عندما كانت العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة في سوريا.
مثل هذه العمليات التي تقوم بها القوات الأمريكية نادرة في أجزاء من شمال غرب سوريا تخضع لسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا والجماعات الجهادية غير التابعة لتنظيم الدولة.
وأدت غارة سابقة للقوات الخاصة في أوائل شباط إلى مقتل زعيم التنظيم “أبو إبراهيم القرشي“، الذي فجر سترة واقية من القنابل لتجنب القبض عليه.
ولم يتمكن ناشطون على الأرض، وإعلاميون من تأكيد هوية عميل تنظيم الدولة الذي تم القبض عليه يوم الخميس.
- وقال نشطاء محليون لوكالة فرانس برس إن مروحيتين عسكريتين هبطتا في قرية الحميرة بريف حلب، وأقلعتا بعد سبع دقائق، مضيفين أنه لم يتم إطلاق سوى بضع طلقات نارية.
وأضاف الناشطون أن “العملية الأمريكية كانت سريعة وسلسة”،وأنها جرت في قرية الحميرة شمال شرق حلب وعلى بعد أربعة كيلومترات (2.5 ميل) من الحدود التركية.
لم يتأذَ مدنيون في العملية
وقال التحالف إن ” المهمة تم التخطيط لها بدقة لتقليل مخاطر الأضرار الجانبية، لا سيما أي ضرر محتمل للمدنيين. و”لم يصب مدنيون خلال العملية ولا أي ضرر لطائرات التحالف أو أصوله.”
وقال محمد يوسف، وهو شاهد محلي على الغارة، إنها استهدفت منزلاً على مشارف القرية حيث يعيش نازحون من مدينة حلب السورية.
وقد أبلغ عن نشاط مزدحم في السماء أثناء عمليته الليلية. وقال:” حلقت حوالي ثماني طائرات لأكثر من ساعة ونصف”. “عندما غادرنا، توجهنا إلى المنزل ووجدنا النساء مقيدات والأطفال في حقل قريب.” وأضاف أن النساء أخبرنهن أن قوات التحالف اعتقلت “رجلاً يدعى فواز”.
وقال سكان آخرون لوكالة فرانس برس إن حوالي أربعة رجال وست نساء كانوا يعيشون في المنزل، لكنهم لا يعرفون ما إذا كانوا عائلة، وأنهم لم يختلطوا مع بقية القرية.
وقال شهود عيان آخرون لوكالة فرانس برس إن جماعة سورية موالية لتركيا اعتقلت الرجلين الآخرين بعد العملية.
مخابئ صحراوية
قال سكان لوكالة فرانس برس إن حوالي أربعة رجال وست نساء كانوا يعيشون في المنزل وأنهم لم يختلطوا مع بقية القرية
بعد أن خسر تنظيم الدولة آخر أراضيه في أعقاب هجوم عسكري مدعوم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في آذار/مارس 2019، تراجعت فلوله داخل سوريا في الغالب إلى مخابئ صحراوية.
ومنذ ذلك الحين، نصبت خلايا تنظيم الدولة كمينا للقوات التي يقودها الأكراد “قسد” وقوات نظام الأسد، أو القوات المتحالفة معها، كما نفذت هجمات مماثلة في العراق.
ومع ذلك، غالباً ما يحتمي كبار قادة التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها قوات أخرى.
قتل “أبو بكر البغدادي”، في غارة للقوات الخاصة الأمريكية في شمال غرب سوريا، بعيداً عن منطقة عمليات تنظيم الدولة. ولا يعرف الكثير عن الزعيم الجديد “أبو حسن الهاشمي القرشي”، ثالث زعيم للجماعة الجهادية منذ إنشائها.
قال ناشطون إن “العملية الأمريكية كانت سريعة وسلسة”،وأنها جرت في قرية الحميرة شمال شرق حلب وعلى بعد أربعة كيلومترات (2.5 ميل) من الحدود التركية.
لم يتم تأكيد تقارير وسائل الإعلام التي تفيد بأنه تم القبض عليه في إسطنبول الشهر الماضي، حيث قال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس فقط إنه تم اعتقال عضو كبير في تنظيم الدولة ولكن لم يتم الكشف عن هويته.
ويخشى المراقبون منذ فترة طويلة من عودة ظهور تنظيم الدولة في الأراضي الوعرة التي تمتد على الحدود العراقية السورية وتشكل قلب المناطق البدائية المترامية الأطراف للتنظيم.
ولكن مع الضغط المستمر للتحالف على قيادته ومصادر تمويله، لا يزال التنظيم لا يملك مواقع ثابتة في أي من البلدين، وظلت شدة هجماته دون تغيير إلى حد كبير منذ عام 2019.
