“بابا نويل” روسيا.. يوزّع الهدايا من السماء لأطفال إدلب ..!

by admindiaa

 

  • الضفّة الأربعون

 

*بقلم: أحمد بغدادي

***

لم يرضَ “بابا نويل” هذه المرة الهبوط  عبر مدخنة المدفأة، فكان الطريق الأقصر له هو سماء إدلب، بعد أن عطّر ثيابه ببخور القساوسة في كنائس “موسكو”، وحمل في جعبته وعلى ظهرهِ كيساً يزدحمُ بالألعاب النارية! وبكافة الأعيرة والأنواع: قنابل مضيئة –قنابل عنقودية – صواريخ حرارية وفراغية – عبوات غاز مسموم- صواريخ موجّهة للعبة الغميضة– وهدايا أخرى، كفيلة بإسكات الأطفال للأبد..!!

 

أما أعضاء الأمم المتحدة ومنظمة”اليونيسيف”للطفولة فأخذوا يصفقون بكل حرارة لهذا الكرم والبذخ اللذين يتحلّى بهما “سانتا كلوز- بابا نويل“، وقاموا بمنح الصحف العالمية والقنوات التلفزيونية تصريحات مهمة حول هذا الإنسان النبيل، الذي آثر أن يترك أطفال الغرب ليذهب إلى إدلب ويقوم بتوزيع هداياه بعشوائية على الأطفال هناك، وحتى الكبار من الشباب والنساء والشيوخ، فقد أعطاهم حصصاً وأبى أن يمضي دون منح الجميع السعادة النهائية!

 

النظام السوري بدوره ساعد “بابا نويل” بتوزيع الهدايا، وكذلك إيران، وقد أقسم “فلاديمير بوتين” أن يعطي أهالي إدلب “إجازة” خارج مناطق “الجولاني“. فرأينا آلاف الناس سعداء وهم يركبون السيارات ويحملون حوائجهم ومقتنياتهم ومستلزمات الرحلة، ويتوجهون نحو البراري الشاسعة، كي يشرعوا بافتراش الأراضي ويقوموا بالشواء، والدبك والرقص على أنغام الرصاص، وإيقاع الصواريخ، وطبول الراجمات ومزاميرها!

ولكي تكمل سعادة أهالي إدلب، قامت قناة الجزيرة وغيرها من قنوات عربية وغربية بنقل رحلتهم السعيدة من إدلب نحو البراري، وعبّرت تلك القنوات عن سعادة “الأدالبة” والنازحين بنزهتهم الشتائية تحت الأمطار وأمام المناظر الخلابة في ربوع الوطن.

ولم يكتفِ “بابا نويل الروسي” بسماء إدلب، فقد أدار لجام غزلانه ومضى بعربته السريعة نحو الأهالي الذين يستمتعون بنزهتهم وقام بتفريغ ما تبقى في جعبته من الهدايا فوق بعضهم وعاد إلى “كوخه” في قاعدة “حميميم” ليملأ كيسه بالمزيد من الهدايا والحلوى والأجراس!

 

أما بالنسبة “للجيران” الأتراك، فهم يشاهدون النزهة الجميلة لأهالي إدلب، ويحوقلون فقط! وبحسب مصادر مقربة من “امرئ القيس” يقفون على تلة “هيديرليك” في أنقرة،أن الإخوة الأتراك طلبوا من “بابا نويل” في موسكو إيقاف توزيع الهدايا لمدة 24 ساعة فقط، ريثما يتسنى للأطفال اللعب تحت المطر والتنزّه جيداً بين السهول والبراري!

ومن الجميل أيضاً، أن ملوك الروث والبعران في الخليج، وخاصةً (السعودية والإمارات) قد أبدوا امتعاضهم وندّدوا بسخاء وكرم “بابا نويل”، وطلبوا منه عبر الأثير، وهم “يَحِكّون” خصاهم المتدلّية من دفء “المكيّفات” الأمريكية، عدم توزيع الهدايا في الليل، لئلا يفزع الأطفال من صوت أجراس الغزلان، أما في النهار، فيبدو جميلاً هذا الفعل!

 

لكنّ “الجولاني” كان له رأي مغاير، وأصرّ على أهالي إدلب أن يكملوا نزهتهم بلا عودة، فهو يريد أن يمدّد جسمه ويفتح ساقيه كعادته، في كل حي وشارع، وينظر إلى السماء، ليتخيّل وهو يبتسم أنه ” أمير المؤمنين الجديد“، والمهدي المنحظر، الذي سوف يقود الأمة الإسلامية إلى الخلاص، ويستعيد إرث الأنبياء في العدالة وإعمام السلام والسعادة… تلك التي تشبه سعادة سكان إدلب الآن في البراري والسفوح وتحت الهدايا والمطر!

 

  • “بابا نويل” الآن يهبط عبر مدخنة مدفأة في أحد بيوت إدلب الفارغة ويحتسي كأساً تنضحُ بالدماء الساخنة!

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy