“الأسد” والشيخ “هكَط” وسقف الوطن!

by admindiaa


– الضفة الرابعة

*أحمد بغدادي

* توطئة / من كتاب أخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي: · دخل الأحمق ابن الجصّاص يوماً على ابن الفرات الوزير الخاقاني، الذي كان من دهاة العرب ومن فصحائهم، وفي يده “بطيخة “، فأراد أن يعطيها الوزير ويبصق في دجلة، فبصقَ في وجه الوزير ورمى البطيخة في دجلة، فارتاع الوزير وانزعج ابن الجصّاص وتحيّر وقال: والله العظيم لقد أخطأتُ وغلطت وأردتُ أن أبصقَ في وجهكَ وأرمي البطيخة في دجلة. فقال الوزير: كذلك فعلتَ يا جاهل. فغلط في الفعلِ وأخطأ في الاعتذار. »
***
وهذه حال بعض من الذين يطلقون على أنفسهم شيوخَ عشائر الجزيرة أو (الأرياف) في سورية؛ لقد ظنّوا أنهم يفعلون خيراً ويقدّمون ((مشروعاً وطنياً)) لأبناء جلدتهم وللأجيال القادمة، لكن للأسف، لقد بصقوا على كل شعارات الحريّة، وعلى تضحيات السوريين في المعتقلات والشتات، وذكرى مئات ألوف الشهداء الذين قضوا لأجل الخلاص من الاستبداد. بل إنهم بصقوا في الصحن الذي أكلوا منه، حينما وضعوا رؤوسهم تحت مباضع مجرم العصر الحداثوي، “الدختور بشار الأسد”، واصطفوا إلى جانبه بذريعة (اللحمة الوطنية)!

– فهل الاعتذار لاحقاً سوف يصلح ما أفسدهُ الجزّارُ؛ شأنهم شأن مَن أيّدَ القاتل؟
في أغلب المناطق المعروفة بالجزيرة على ضفاف الفرات والخابور كمحافظات دير الزور والحسكة والرقة وأريافها، وأيضاً أرياف حمص وحلب، يتكوّن النسيج الاجتماعي هناك بنسبة كبيرة من العشائر، التي عمل على إقصائها نظام “الأسد الأب والابن”، علاوة على تجهيلها وإفقارها رغم الثروات الباطنية والزراعية التي تتمتّع بها تلك الجغرافيا؛ إضافةً إلى ذلك، كان يريد الطاغية الأب ومن بعدهِ “الموتور” ابنه، ضرب المكوّن العشائري _ القِبَلي _ بين العراق وسورية، وخاصةً العشائر “السنيّة” القريبة من حدود البلدين، التي تشكّل بنظر بريطانيا وأمريكا ” ونظر العملاء في النظامين السوري والعراقي حالياً _ خطراً متربّصاً _ مشروعاً للصحوة، يجب ألا يكتمل، أو حتى ينهض. لذلك، عمدَ نظام الأسد بكافة مراحلهِ إلى وسم تلك المناطق بالجهل، مُصدّراً لأهل المُدن السورية صورة نمطية تتمثّل في “سذاجة” أهل الجزيرة وأريافها، بطرق ممنهجة، من خلال التعليم في المدارس والجامعات، وبثّ روح الطائفية والعنصرية في المجتمع السوري، وأيضاً تنميط تلك المناطق بالبداوة عبر إعلامه بكافة وسائله.
فمنذ بداية الثورة السورية عام 2011 اصطفت أغلب العشائر السورية إلى جانب الحراك السلمي، باستثناء قسم منها فضّل البقاء في ظلال العبودية والتبعية للطاغية ونظامه؛ ويصنّف هؤلاء من المستفيدين أو الطامحين بسلطة تنفيذية ضمن مناطقهم، أو مكاسب مادية ومعنوية يمنحها لهم النظام السوري مقابل الولاء المطلق له مع تجنيد أبناء عشيرتهم أو أقاربهم لقمع المظاهرات. وهذا ما حصل فعلاً، فهنالك نسبة ليست قليلة من أبناء العشائر اشتركت في قمع الكثير من الاحتجاجات الشعبية، لا بل ابتعدت أكثر من ذلك، وأخذت تقوم بعمليات خطف وسرقة أموال، وقتل دون الرجوع إلى المسؤولين الأمنيين عنهم؛ مع غضّ النظر من قبل أسيادهم لزيادة الفوضى في البلاد، وإحداث شرخ في المجتمع وخاصةً بين العشائر العربية.
بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الرقّة، وأغلب مناطق دير الزور، تنازعت العشائر هناك على آبار النفط والحقول القريبة من أراضيها، إضافة إلى المحاصيل الزراعية، وهذا جعل النظام السوري مسروراً. إذ اقتسم النظام الولاءات والموارد بين شيوخ العشائر مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان مخترقاً بشكل كبير من النظام والمخابرات الروسية والإيرانية (العراقية)؛ وقدّ وظّف النظام السوري الكثير من الأبواق “العشائرية” للتطبيل له والمنافحة عن نظامه. ليخرج علينا بين كل فترة وحين، شيخ عشيرة لم نسمع باسمه من قبل، على شاشات الإعلام السوري الموالي للنظام مادحاً “سيادة الرئيس” بلغة عربية ركيكة، ومشيداً بذكائه وفطنته، مع إعطاء النصائح للسوريين وأبناء العشائر للعودة إلى حضن الوطن والالتفاف حول القيادة (الحكيمة)!
منذ فترة من خلال مسرحية هزلية نقلها إعلام النظام في ريف حلب، كان ضمنها الشيخ ” أحمد زحام الخرفان” كما عرّف نفسه من عشيرة النعيم، إذ قال فيها الأخير: “إن سيادة الرئيس سامح شعبه، ألا يكفي أن سيادة الرئيس يسامح شعبه؟!”
هذا الخرفان قولوا لنا من يُمثّل؟ ونحن نعرف أنّ عشيرة النعيم العربية الأصيلة لا تنجب عبيداً كهذا المستشيخ الأحمق!
فمن المضحك بعد هذه السنوات من القتل والتهجير والدمار بحق الشعب السوري، يمنحنا “سيادة الرئيس” صكّ السماح! يقتلنا ويسامحنا، تالله هذه من الخوارق والعجائب في العصر الحديث التي رواها هذا الوضيع.
وكون تعريف “مصطلح شاوي” يعود إلى “شواء اللحم والكرم وحسن الضيافة”، وهنالك من يذهب إلى تعريفه بأن “الشاوي” هو من يقطن في الأرياف؛ ونحن أبناء العشائر أدرى بأصولنا العريقة، ندعو جميع أحرار العالم الذين يتّصفون بالكرم وحسن الضيافة، وجميع من يقطن في الأرياف والمدن، إلى الاتحاد ضد الطغاة، وخاصة طاغية التاريخ القميء “بشار الأسد”؛ ولنصرخ بصوت عالٍ نحن السوريين: “يا شوايا العالم اتّحدوا” ولتكن الصحارى والفيافي مقابرَ لكل المجرمين والقتلة بعد محاسبتهم أمام الشعوب الحرّة.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy