*فرات بوست: تقارير ومتابعات
ساعدت هيئة الاستخبارات الوطنية التركية قوات المعارضة السورية في القبض على عضوة في الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وحدات حماية الشعب، بينما كانت تحاول التسلل إلى تركيا، حسبما ذكرت مصادر أمنية يوم الجمعة.
واكتشف جهاز الاستخبارات التركي أن “هيلين إيشينمي“، المعروفة أيضاً بعدة أسماء مستعارة، التي كانت جزءاً من “شبكة استخبارات”منبج“، كانت تخطط للعبور إلى تركيا من شمال سوريا. وبناء على معلومات استخباراتية، اعتقلت قوات المعارضة السورية إيشينمي. وتم تسليمها إلى السلطات التركية. كان لدى إيشينمي، التي انضمت إلى الجماعة في عام 2016، مذكرة توقيف معلقة صادرة عن محكمة في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا في عام 2017.
في السنوات الأخيرة، كثفت وكالة الاستخبارات التركية عملياتها في الخارج للقضاء على الأنشطة الإرهابية في العراق وسوريا، وهما جارتان لتركيا في الجنوب الشرقي. في عام 2022 وحده، تم القضاء على 23 من كبار الشخصيات في الجماعة المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا في عمليات جهاز الاستخبارات الوطني في البلدين، في حين تم نقل العديد من أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى تركيا. منذ عام 2018 ، “قضت قوات المخابرات التركية على أكثر من 100 إرهابي”. وفي شباط/فبراير، قتل أحد أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي كان وراء هجوم إرهابي على شارع الاستقلال في اسطنبول العام الماضي في عملية ل «جهاز الاستخبارات» في سوريا.
مقاتلون من حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق ــ الصورة وكالات.
- لأكثر من 40 عاماً، كان حزب العمال الكردستاني – المدرج كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي – مسؤولاً عن مقتل أكثر من 40000 شخص، بما في ذلك النساء والأطفال والرضع.
منذ عام 2016، أطلقت أنقرة ثلاث عمليات ناجحة لمكافحة الإرهاب – درع الفرات (2016) وغصن الزيتون (2018) ونبع السلام (2019) – عبر حدودها في شمال سوريا وشمال العراق لمنع تشكيل ممر إرهابي وتمكين الاستقرار السلمي للسكان.
وفي مكان آخر، أعلنت وزارة الدفاع الوطني يوم الجمعة أنه تم “تحييد” اثنين من إرهابيي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، باستخدام مصطلح لوصف الإرهابيين الذين قتلوا أو أسروا أحياء في العمليات. وكتب حساب الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي على تويتر أن الجنود “يحاصرون” الإرهابيين في شمال العراق.
قوات المعارضة السورية تشارك في تدريب عسكري في تادف، سوريا، 23 مايو/أيار 2023. (صورة من وكالة الصحافة الفرنسية)
وجاء في التغريدة “تم تحييد اثنين من الإرهابيين من قبل قواتنا الجوية في منطقة عملية المخلب القفل“.
وكانت تركيا قد أطلقت عملية “المخلب-القفل” في نيسان/أبريل الماضي لاستهداف مخابئ جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في مناطق “ميتينا وزاب وأفاسين-باسيان” في شمال العراق، بالقرب من الحدود التركية. وقد سبقتها عمليتان – المخلب النمر والمخلب النسر – تم إطلاقهما في عام 2020 لاجتثاث الإرهابيين المختبئين شمال العراق والتخطيط لهجمات عبر الحدود في تركيا.
- ويهدف الجيش التركي إلى قطع الإمدادات ومنطقة العمليات عن الجماعة الإرهابية، التي تختبئ قيادتها في جبال قنديل في شمال العراق. وقد ضربت الغارات الجوية التركية منطقة قنديل بشكل متكرر في العقود الماضية، ومع ذلك، كانت العمليات البرية نادرة بسبب المخاطر الأمنية المباشرة.
مواد ذات صلة:
محكمة العدل الأوروبية ترفض استرحام “حزب العمال الكردستاني” لشطبه من قائمة الإرهاب
أصبحت قنديل المقر الرئيسي لحزب العمال الكردستاني في تسعينيات القرن العشرين بعد أن استخدمت وادي البقاع في لبنان كساحات تدريب لسنوات عديدة. تم تنفيذ أول عملية واسعة النطاق ضد حزب العمال الكردستاني في أيار/ مايو 1983، عندما عبر 5000 جندي تركي الحدود العراقية وتقدموا 5 كيلومترات (3.11 ميل). وبعد عملية برية في جبال قنديل لتدمير مخابئ حزب العمال الكردستاني، تراجعوا. في منتصف تسعينيات القرن العشرين، تكثفت العمليات بسبب زيادة هجمات حزب العمال الكردستاني ومحاولات التسلل بالقرب من المدن الحدودية التي كلفت مئات الجنود الأتراك أرواحهم. في أيار/ مايو 1995، أطلق الجيش التركي عملية الصلب بمشاركة 35000 فرد. وأعقب العملية عملية المخلب التي انطلقت في 27 أيار/ مايو 2019 للقضاء على وجود التنظيم الإرهابي في شمال العراق.
ويحتفظ الجيش التركي بعدة مواقع عبر الحدود وفي شمال العراق بما يتماشى مع حقوقه في الدفاع عن النفس بموجب لوائح الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وفي مواجهة التضاريس وتدهور الأحوال الجوية في المنطقة، المعروفة بفصول الشتاء القاسية، يتلقى الجنود المساعدة من تصميمهم وأنظمة الاستطلاع الحديثة والأسلحة المصنوعة محلياً.
