أثارت مشاركة بعض من يحسبون أنفسهم من المعارضة السورية في مؤتمر سوتسي المنعقد اليوم، حفيظة واعتراض وسخرية أغلبية المعارضين لنظام الأسد، ووصف الاعتصام الذي نفذوه في مطار سوتشي بأنه ليس أكثر من “كوميديا سوداء”، لا يمكن من خلالها تبرير المشاركة في مؤتمر وضع على رأس أولوياته “تعويم” رأس النظام بشار الأسد، وضمان استمرار بقائه في السلطة.
القرار الاستعراضي الذي قام به وفد أدعى أنه ممثل للمعارضة، والمتمثل في رفض الدخول إلى قاعة المؤتمر حتى إزالة علم النظام من شعاره، أثار سخرية المعارضين السوريين، الذي تساءلوا إن كان وجود العلم في شعار المؤتمر وقاعته هو المعضلة الأساسية في سوتشي، أو السبب الأساسي لمنتقدي المؤتمر ورافضيه.
لعل من أهم ما خرج به ما حصل في مطار سوتشي، هو إظهار مدى النظرة الدونية التي تعامل معها الروس مع من قبلوا الحضور إلى مؤتمرها، وأكد هذه النظرة قول من شارك من المعارضة أنها كذبت وعودها بإزالة الشعار. رغم بساطة الطلب قياساً بالقضايا الأخرى الجوهرية التي من المفترض مطالبة الروس بها، وعلى رأسها وقف القصف والمجازر المنفذة بحق المدنيين.
النظرة الدونية والإهانة للمعارضين المشاركين، كانت من تركيا أيضاً، والتي أظهرت بحسب وصف البعض، عدم قدرة على تلبية أبسط المطالب لمن أرسلتهم كمفاوضين عن المعارضة، لتتزامن إهانة هذه الدولة وتلك، مع إهانات ونظرات دونية من قبل السوريين، الذين اتهموا المشاركين بخيانة دماء وتضحيات الشعب السوري.
معظم المشاركين من المحسوبين على المعارضة، عرفوا عبر تاريخهم المليء بالإساءة للثورة السورية، والإضرار بهم، رغم إدعائهم حبهم وولائهم لها، خاصة المحسوبين منهم على دير الزور، بل أن أحد المشاركين معروف عنه بأنه من المبايعين لتنظيم داعش في فترة ما، قبل أن يتنصل من هذه المبايعة، مدعياً انتسابه للثورة.
من الأسئلة البديهية التي تطرح على “المعارضين” الذين وصلوا إلى مطار سوتشي اليوم، هي: لماذا رفضت أغلبية الشخصيات المعارضة وإن لم نقل جميعها المشاركة في المؤتمر..؟ ولماذ لم توجه الدعوة لعدد كبير آخر من النخب الثورية المعارضة؟. أليس من الواجب الحصول على إجابة حول أسباب عدم توجيه الدعوة لهؤلاء، لتوجه إلى أشخاص أغلبهم يقف في الصفوف الخلفية للمعارضة، وممن يعدون من الشخصيات الموجودة على هامش القرار المعارض، وليس في متنه؟.
“كوميديا سوداء” في مطار سوتشي.. تثير سخرية المعارضين
337
المقال السابق