*فرات بوست: أخبار ومتابعات
مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، تواجه مدارس ريف دير الزور أزمة خانقة لم يتم حلّها حتى الآن من قبل سلطات الأمر الواقع “قسد”؛ ومن البلدات التي تعاني من المشاكل، بلدة الشحيل، التابعة إدارياً لناحية البصيرة في ريف دير الزور الشرقي.
فالإهمال والتخريب الممنهج، وغياب الاهتمام الكافي من وزارة التربية، كل هذه العوامل، حولت معظم المدارس إلى مستنقعات مائية مليئة بالحشرات المعدية، مما يجعلها غير صالحة لاستقبال الطلاب.
تشير المصادر إلى أن الأهالي والمدرسين يطالبون –من باب السخرية- “بتأمين زوارق” لنقل الطلاب بسبب الأوضاع السيئة وفقدان البنية التحتية، التي حولت الطرقات إلى بحيرات آسنة. بالإضافة إلى ذلك، يقول سكان المناطق المنكوبة، إن هناك حاجة ملحة لتوفير الأساسيات التعليمية مثل المقاعد وألواح الدراسة.
وأضافت المصادر، أن قسد تسيطر على بعض المدارس؛ حيث حولتها إلى مقرات عسكرية، مما أدى إلى طرد مئات الطلاب منها.
وتتفاقم الأزمة أيضاً، بفعل نقص الكادر التعليمي، إذ يعاني المعلمون من مشكلات مالية ولوجستية، مثل تكاليف السفر المرتفعة للوصول الى المدارس بسبب عدم تطبيق التوقيت الشتوي، مما يؤثر على جودة التعليم.
وأكدت المصادر، رغم افتتاح بعض المدارس، لا تزال العديد منها في حالة مدمرة أو مخربة، وتظل المطالبات بالإصلاح والتطوير مستمرة من قبل الأهالي والمعلمين دون تحقيق نتائج ملموسة.
اقرأ/ي .. أيضاً:
تفاصيل ما جرى في مدينة الشحيل ليلة أمس
مسلحون يشتبكون مع أهالي مدينة “الشحيل” بعد رفضهم دفع أموال لتنظيم الدولة
إنزالٌ جديد للتحالف في مدينة الشحيل والهدف مُيسِّر أسلحةٍ “لتنظيم الدولة”
وفي سياق منفصل، بريف دير الزور الشرقي، لا يزال أبناء المنطقة يعانون بشدّة للحصول على مياه الشرب النظيفة، وذلك بسبب توقف معظم محطات المياه عن العمل، جرّاء انقطاع التيار الكهربائي عن خط الخدمة، ووفق مصادر محلية، أن مرد ذلك يعود لتجاوزات من قبل بعض السكان، وهذه ذريعة تضعها قسد للتهرب من المسؤولية.
وقد طالب سكان المناطق التي تعاني من أزمة مياه الشرب الشيوخ والمسؤولين بإعادة “التوربينات-العنفات” التي “تم أخذها من حقل العمر النفطي قبل عدة سنوات وإعادتها إلى الحقل لتوليد كهرباء تكفي ديرالزور بشكل كامل طالما أنها متوقفة عن العمل في حقول الشدادي”.
كما أنهم تساءلوا عن سبب تهميش مناطق ريف دير الزور الشرقي، من حيث كافة الخدمات. وطالبوا أيضاً، وفقاً للمصادر بمحاسبة الفاسدين الذين يسعون إلى زيادة الاحتقان بين أبناء المنطقة.
هذا وقد قطع المسؤولون والشيوخ وعوداً للأهالي خلال ما يسمى “مؤتمر العشائر” بتحسين الوضع المعيشي والقضاء على البطالة وإيجاد حلول فعّالة وإسعافية لازدهار المناطق التي تعاني من سوء الخدمات، لكن حتى هذه اللحظة، لم يفِ المسؤولون ووجهاء العشائر بوعودهم، بل ازدادت الأمور سوءاً، أكثر من قبل.