“مدنيون.. ليسوا دواعش”.. حملة جديدة بهدف التصدي لانتهاكات “قسد”

by admindiaa


مدنيون.. ليسوا دواعش، عنوان حملات جرت السنوات الماضية في شمال سوريا وشرقها، نفذها ناشطون وشبكات إعلامية، من بينها “فرات بوست”، وكان من أهداف إحداها إيقاف الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء دير الزور القاطنين في الشمال السوري الخاضع للمعارضة، عبر اتهام المدنيين النازحين من دير الزور أو الرقة وريفها، بأنهم من “الدواعش”.
كما شملت الحملات المشابهة المنفذة قبيل عامين أيضاً، التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، مع تكرار تنفيذه هجمات وقصف عشوائي طال مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين على مدار سنوات، وللتأكيد على أن ليس كل من يقطن مناطق التنظيم هو من المنتسبين إليه، بل هم من ضحاياه.
اليوم تعود هذه الحملة من جديد، لكن هذه المرة من أجل المطالبة بإيقاف الانتهاكات داخل مناطق سيطرة “قسد”، والتي طالت ما يقارب من ألفي مدني وفق ما وثقته “فرات بوست”، وهم الآن داخل معتقلات “قسد”، بحجة “داعش” وهناك من سُجن سابقاً لفترات متفاوتة وتم تعذيبهم أو ابتزازهم بالمال مقابل إطلاق سراحهم.
المعلومات التي وثقتها “فرات بوست” من مراسليها على الأرض ومن مصادرها في المنطقة، تشير إلى اتخاذ “قسد” شماعة “داعش” للانتقام من معارضيها، ولإسكات الأصوات المناهضة لها، ناهيك عن اتخاذها ذات “الفزاعة” لتبرير الانتهاكات والتجاوزات والجرائم المرتكبة من قبل إدارتها العسكرية وقادتها، أو من يقعون تحت حمايتهم.
وتنتشر السجون والمعتقلات في مختلف أنحاء المناطق الخاضعة لـ”قسد” في دير الزور والرقة، والتي تضاف إلى معتقلاتها في القامشلي والحسكة، وتشهد هذه السجون المزيد من انتهاكات بحق المعتقلين، ممن يلقى على أغلبهم تهمة الانتماء لـ”تنظيم الدولة”، رغم غياب الأدلة والبراهين التي تدين الكثير منهم.
التعذيب الممنهج الممارس بحق المعتقلين، أدى إلى وفاة العديد منهم داخل سجنه، ومنهم من خرج يحمل العديد من الأمراض والعاهات الجسدية، أو فقد عقله جراء قسوة التعذيب.
وكانت “فرات بوست” قد وثقت في وقت سابق العديد من جرائم “قسد” داخل معتقلاتها، ومن بينها ما حصل في يونيو/ حزيران 2018، عندما استشهد المهندس فهد عماش المعتقل في سجون “قسد”، وهو من أبناء بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، بسبب التعذيب الذي تعرض له أثناء فترة اعتقاله.
الحالة الأخرى لضحايا سجون “قسد”، ضحيتها الصيدلي صالح الأحمد الياسين من أبناء مدينة موحسن في ريف دير الزور الشرقي، واستشهد بعد فترة اعتقال دامت 26 يوماً في سجن الجزرة الذي تديره الاستخبارات الكردية.
حالة أخرى سجلت كذلك صيف العام الماضي، وكان مسرحها قرية أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، وضحيتها الشاب أحمد أبو مريم، الذي خرج من سجن “قسد” بعد فترة اعتقال دامت 6 أشهر، بتهمة أنه من “تنظيم الدولة”، وفوجئت عائلته بعد ذلك، وهو ملقى أمام منزله، لكنه يعاني من اختلال عقلي.
وبسبب الحالة التي وصل إليها أبو مريم جراء سجنه، لم يتمكن من التعرف حتى على زوجته وأطفاله الثلاثة.
وتشير المعلومات، إلى أن الشاب من الطبقة الفقيرة، ولم ينتسب مطلقاً للتنظيم، لكنه مع ذلك اعتقل بهذه التهمة، ليتم نقله إلى سجن الشدادي بريف الحسكة، ومنها إلى سجن جوكرين في القامشلي.
ومما يجدر ذكره في هذا الإطار، بأن عدد من المعتقلين السابقين لدى “قسد”، أكدوا وجود تعذيب داخل سجون “قسد” وبشكل مشابه لما كان عليه الحال في سجون “تنظيم الدولة” قبل طرده من معظم الأراضي التي أقام عليها “خلافته”، مع شهادات متطابقة من قبل بعض المعتقلين تؤكد وجود العديد من السجّانين والأمنيين الذين عرفوا بانتسابهم فيما مضى لصفوف “تنظيم الدولة”، وممن مارسوا التنكيل بحق المدنيين قبيل انحسار التنظيم وزوال “خلافته”
وهذه الحالات ليست استثناء، مع تكرار أمثالها خلال الأشهر الماضية، ما جعل إطلاق حملة لإيقاف الانتهاكات الجارية ضد المدنيين بحجة الانتماء للتنظيم ضرورة ملحة، خاصة وأنها أعداد ضحاياها في تصاعد مستمر.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy