“خاص فرات بوست”
يبدو أن أهالي ديرالزور لم يعودوا يأمنون العيش لأيام أخر، فداعش التي تلاحقهم على الأرض وتنكل بهم، وطيرانٌ من كل أصقاع الأرض جاء ليخطف أرواحهم تحت كافة الذرائع الواهية.
إذا شهدت ديرالزور مدينةً وأريافاً حملة همجية في الأيام الماضية، كان هدفها المدنيين الأبرياء بالدرجة الأولى، حيث كانت أولى المجازر في بلدة السكرية المتاخمة لمدينة البوكمال في الريف الشرقي من ديرالزور، فمع فجر يوم الإثنين أغارت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، أغارت على منزل يؤوي نازحين من مدينة سفيرة في ريف حلب لتحصد أرواح 10 من الأبرياء، تصيب وتجرح عدداً كبيراً من المدنيين في المنطقة، غير أن أحداً لم يبرر سبب هذا القصف الهمجي.
وبعد هذه المجزرة مباشرة، توجهت الأنظار مجدداً نحو ديرالزور المدينة، ليرد داعش على هزائمه باستهداف المدنيين كما المعتاد في مناطق سيطرة النظام وميليشياته في حي الجورة بوابلٍ من قذائف الهاون.
حيث ارتقى 6 شهداء في حي هرابش المتاخم للمطار العسكري وأصيب عدد آخر من المدنيين بجراح جرّاء قصفٍ عشوائي بقذائف الهاون، ولم تكد المحافظة تمسح الغبار عن جبينها عقب مجزرة السكرية وهرابش، حتى صدم المدنيون بمجزرةٍ أخرى في ريف ديرالزور الغربي وبالتحديد قرية الحسينية.
وقد قال مراسلنا إن سبعة شهداء ارتقوا وجرح عشرات بعد استهداف طيران النظام محيط مبنى الزراعة في القرية، كما أضاف قائلاً إنه لا صحة لأي أنباء تشير إلى أن المبنى “مقر لتنظيم داعش” وأن من كانوا يقطنونه هم مدنيون نازحون من قرى مجاورة.
ومع حلول مساء يوم الإثنين تعرضت مدنية البوكمال أيضاً لهجومٍ من سرب طيرانٍ يعتقد أنه عراقي بمساندةٍ من التحالف الدولي، قد أغار على عدة مناطق في المدينة ومحيطها، وأسفر عن غاراته ارتقاء 16 شهيداً وعشرات الجرحى، وذلك نتيجة استهداف خمسة مباني سكنية في حي “طويبة” داخل المدينة، أغلبهم نازحون من مدينة القائم الحدودية.
كما أضاف مراسل فرات بوست أن الغارات استهدفت أيضاً قرى وبلدات الهري وحسرات والسكرية في ريف البوكمال، ويبدو أن التحالف الدولي قد بدأ يأخذ دور نظام الأسد في استهداف المدنيين حيث غاب طيران النظام كلياً عن أجواء ديرالزور، فيما استمرت طائرات التحالف بقصف المدنيين بحجة القضاء على تجمعات داعش الإرهابي.