- الضفة التاسعة والثمانون
*أحمد بغدادي
بات من الجلي والبديهي عند جميع السوريين، معارضين ومؤيدين لنظام الأسد أن إيران وميليشياتها الطائفية التي دفعت بها طهران إلى سورية للقتال مساندة للطاغية بشار الأسد، لن تخرج في الوقت المنظور، حتى تحت الضغط الغربي والأمريكي، والقصف الإسرائيلي شبه الأسبوعي، الذي يستهدف مقراتها العسكرية، وقادتها الكبار!
نرى رغم هذا الضغط العسكري، والمطالبة اليومية من خلال المؤتمرات، والمفاوضات مع الجانب الإيراني، أن إيران متمسكة بنواجذها في سورية، وتفعل الأفاعيل، والمستحيل كي تُبقي على أقل تقدير ميليشياتها متغلغلةً في النسيج السوري؛ هكذا يرى صاحب العمامة “الأفعى” علي خامنئي (الهلال الشيعي) يتقلص ليصبحَ “قرنَ ماعز” لا يصلح لحكّ عفن وجرب ولاية الفقيه، إن لم تبقَ إيران مستحوذةً جغرافياً في سورية. فالملف السوري بالنسبة لإيران، هو البوابة الوحيدة والعصب الرئيس لتحقيق حُلم الفُرس، في لبنان والعراق، واليمن.
الأمريكيون باتوا على يقين، أن عصا التأديب في الشرق الأوسط وهي “إسرائيل”، لم تعد قادرة على مواجهة فكر ونضوج الشعوب العربية والإسلامية، لا الأنظمة؛ الأخيرة بلا شك عميلة ووظيفيّة، وهي قائمة ما بقيت إسرائيل! لذلك، بدأت واشنطن بتجهيز إيران بشكل علني لتأخذ مكان إسرائيل في الشرق الأوسط، كفزّاعة للعرب والمسلمين (الشعوب)، وبعض الأنظمة التي تحاول التحرر من سطوة الرأسمالية الغربية بذهابها إلى المعسكر الشرقي المتمثل في روسيا والصين.
كل فترة نسمع أو نشاهد وفداً إيرانياً مبعوثاً إلى سورية، متمثلاً في وزارة الثقافة الإيرانية، وهذه ذريعة تشبه القول “إن الثعلب يتكاثر عن طريق الإباضة“؛ الثقافة، يعني أن إيران تتذرع بالتعاون الثقافي مع الجانب الأسدي، وتعمل بستائر عديدة تغطي فيها مشروعها الاحتلالي الإيديولوجي، الذي يستهدف “تشييع” أكبر عدد ممكن من السوريين، وهذا حصل جزءٌ منه!
طبعاً، عدا عن استنزافها العسكري والبشري، اللذين يفضيان إلى الاستنزاف الاقتصادي في الداخل الإيراني، تحاول إيران حتى هذه اللحظات أن تفاوض الجانب الأمريكي بما يتعلق في وجودها في سورية، المرتبط عضوياً وجذرياً بوجودها داخل العراق، الذي كان بفضل الأمريكان عقب احتلال العراق، ومنحه للإيرانيين كهدية ذهبية بعد أن ساعدت طهران واشنطن في احتلال أفغانستان وتطويع الجغرافيا العراقية لصالح الغزو الأمريكي البريطاني من خلال أجهزة الاستخبارات الإيرانية، إضافةً إلى العمل بشتى الوسائل لتتمكن أمريكا من إسقاط حكم صدام حسين!
من الجنوب في درعا إلى الشمال الشرقي في دير الزور، تتساقط خراف حزب الله، وتنحر نعاج إيران، إما عن طريق الاغتيالات، أو بفعل القصف الإسرائيلي المستمر كل حين!
ولما يزل أولئك الأغبياء (الموالون لولاية الفقيه) شباباً وشيباً وغيرهم من خصيان كسرى 2021 (الخامنئي)، يتراكضون نحو هلاكهم في سورية واليمن، وفي العراق، فداءً لنعلي الولي الفقيه، وحباً وكرامة من أجل “آل البيت” كما يظنّون!
لم يدرِ هذا القطيع من الخراف، وتلك النعاج، أنهم عبارة عن وقود حرب أيديولوجية إيرانية، وحطب لنار السياسة الغربية والأمريكية، والصهيونية، يقتادونهم أنى شاءوا نحو المهلكة، تحت شعارات الثأر للحسين، وحماية “زينب” من السبي مرة أخرى!
- أية خرافة هذي، وأي جنون تمشي خلفه هذه القطعان التي أصبحت أدنى من حيوانات الحظائر؟!
فلتكن قيامة إذن؛ سورية أصبحت عبارة عن ثقب أسود، سوف يبتلع إيران وكل غازٍ ومحتل، وستنطلق الزغاريد والهلاهيل عندما نرى الخامنئي معلقاً من خصيتيه في إحدى ساحات الشام.