*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

أبلغت الولايات المتحدة تركيا يوم الجمعة، قبل ساعات قليلة من بدء الضربات، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر لموقع “ميدل إيست آي”.

ربما يكون الإخطار الأمريكي في وقت متأخر من يوم الخميس قد ساهم في منع أي توترات محتملة بين تركيا وإسرائيل، اللتين دخلتا مؤخرًا في خلاف في سوريا بسبب تزايد الوجود التركي فيها.

يُعتقد أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجالين الجويين السوري والعراقي لاستهداف مواقع في أنحاء إيران. منذ كانون الأول، دمرت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جميع أنظمة الدفاع الجوي في سوريا، مما ترك البلاد فعليًا بلا دفاع.

• قدمت وزارة الخارجية العراقية، يوم الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن استخدام طائرات إسرائيلية المجال الجوي العراقي لضرب إيران.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة أن وزارة الخارجية الأمريكية أرسلت مذكرة دبلوماسية إلى عدد من الحلفاء الإقليميين في الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر، لإبلاغهم بالضربات الإسرائيلية الوشيكة على إيران.

هاكان فيدان (وزير الخارجية التركية)، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين (يسار)، ورئيس الأركان العامة التركية الجنرال متين غوراك (يمين) يحضرون اجتماعًا أمنيًا في أنقرة، 13 يونيو/حزيران 2025 (وزارة الخارجية التركية/وكالة الصحافة الفرنسية)

تصاعدت التوترات بين تركيا وإسرائيل مع بدء أنقرة ودمشق محادثات لإنشاء عدة قواعد عسكرية في سوريا للمساعدة في تدريب الجيش السوري المنقسم.

إلى جانب لبنان والعراق والأردن، تهدف تركيا إلى مساعدة دمشق في محاربة فلول “تنظيم الدولة” (داعش)، وتسعى للسيطرة على قاعدة تياس الجوية، المعروفة أيضًا باسم “تي فور”، شرق سوريا.

ورغم أن أنقرة بدأت عملياتها في القاعدة في أبريل/نيسان الماضي، إلا أن الأنشطة تقدمت تدريجيًا بفضل محادثات خفض التوتر بين تركيا وإسرائيل التي عقدت في باكو، بحسب مصادر مطلعة على القضية.

من أبرز مخاوف إسرائيل إمكانية سيطرة تركيا على المجال الجوي السوري، واحتمال نشرها أنظمة دفاع جوي روسية الصنع من طراز إس-400 هناك.

*مواد ذات صلة: 

أردوغان: “إسرائيل” تسعى إلى “تفجير الأوضاع” في سوريا

صرح مسؤول إسرائيلي على مواقع إخبارية الشهر الماضي بأن إسرائيل لا ترغب في أن تراقب أنقرة عن كثب التحركات الجوية الإسرائيلية، خاصة في حال وقوع هجوم على إيران.

كما صرح مصدر تركي بأنه من غير المرجح أن تنشر أنقرة أنظمة إس-400 في سوريا، نظرًا لمعارضة واشنطن لهذه الخطة. وبدلاً من ذلك، من المتوقع أن تنشر تركيا أنظمة دفاع جوي تستهدف التهديدات المباشرة، مثل الطائرات المسيرة والهجمات على ارتفاعات منخفضة.

منذ أن شنت إسرائيل هجومها على إيران، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة مكالمات هاتفية مع قادة المنطقة، بمن فيهم رؤساء الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة وروسيا، داعيًا إلى اعتماد الدبلوماسية كوسيلة وحيدة لحل النزاع.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أبلغ أردوغان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني هي الحل السلمي الوحيد لإنهاء الصراع، وعرض على تركيا دور الوسيط في عملية السلام.

ووفقًا لمصادر مطلعة في أنقرة، وُضعت القوات الجوية التركية في حالة تأهب قصوى، حيث عقدت الحكومة سلسلة من الاجتماعات الأمنية لدراسة سيناريوهات الطوارئ المحتملة ومخاطر امتداد النزاع في أعقاب بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وفي مكالمته الهاتفية مع “الرئيس السوري” أحمد الشرع نهاية الأسبوع، نصح أردوغان سوريا بعدم الانخراط في التصعيد بين إيران وإسرائيل، والبقاء في حالة تأهب لمواجهة المزيد من المخاطر والهجمات من قبل الجماعات الإرهابية.