*فرات بوست: تقارير ومتابعات
نفى “مظلوم عبدي” صلة “قسد/قوات سوريا الديمقراطية” بهجوم دموي بالقرب من أنقرة تبناه مسلحو “حزب العمال الكردستاني“، بعد أن قتلت الضربات التركية على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا أكثر من عشرة أشخاص رداً على ذلك.
نفذت تركيا ضربات جوية ضد أهداف مرتبطة بمسلحين أكراد في العراق وسوريا بعد هجوم انتحاري يوم الأربعاء الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في شركة الدفاع الجوية “توساش” قرب العاصمة التركية أنقرة.
وزارة الدفـاع التركية تنشر تسجيلاً مصوراً للضـربات التي وجهتها لـ”قسد” خلال اليومين الماضيين
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المهاجمين تسللوا من سوريا المجاورة، متعهداً بأنه لن يكون هناك تهاون في القتال ضد المسلحين “الأكراد.”
«فتحنا تحقيقاً داخلياً وأستطيع أن أؤكد أن أياً من المهاجمين لم يدخل تركيا من الأراضي السورية»، قال مظلوم عبدي، قائد “قسد” لوكالة “فرانس برس.”
*مواد ذات صلة:
بعد قصف 40 هدفاً في سوريا.. أردوغان يتعهّد “باستئصال حزب العمال الكردستاني”
“قسد” أو ما تسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” هي قوة مدعومة من الولايات المتحدة قادت القتال ضد “تنظيم الدولة” في آخر معاقله في سوريا قبل هزيمته الإقليمية في عام 2019.
وقال عبدي في وقت متأخر خلال يوم السبت من الحسكة، وهي مدينة رئيسية تديرها الإدارة الكردية شبه المستقلة في شمال شرق سوريا: “ليس لدينا أي صلة بهذا الهجوم الذي وقع في أنقرة”. وأضاف: “ساحات معاركنا داخل الأراضي السورية”.
وأضاف عبدي أن الضربات التركية على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا منذ يوم الأربعاء أسفرت عن مقتل 15 مدنياً ومقاتلين اثنين.
مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام تركية تظهر لحظة الهجوم على شركة الدفاع الجوية “توساش” قرب العاصمة التركية أنقرة.
وقالت مصادر محلية، إن تركيا شنت أكثر من 100 ضربة، معظمها باستخدام طائرات بدون طيار، منذ يوم الأربعاء. وأضافت المصادر، أن البنية التحتية المدنية بما في ذلك المخابز وصوامع الحبوب ومحطات الطاقة أصيبت إلى جانب منشآت عسكرية ونقاط تفتيش تستخدمها القوات الكردية.
وقال عبدي “يبدو أن هدف (تركيا) ليس فقط الاستجابة للأحداث التي وقعت في أنقرة، ولكن أيضاً استهداف المؤسسات ومصادر العيش للسكان”.
وقال “الهدف الرئيسي هو إضعاف الإدارة (شبه) الذاتية والقضاء عليها وإجبار السكان على الهجرة”.
وقال عبدي إنه منفتح على الحوار لتهدئة التوترات لكنه طالب بإنهاء هجمات تركيا التي قال إنها “مستمرة” وتشير إلى عملية أوسع نطاقاً.
وقال عبدي “نحن مستعدون لحل القضايا مع تركيا من خلال الحوار، ولكن ليس تحت ضغط الهجمات، لذلك يجب وقف هذه العمليات حتى تستمر جهود الحوار”.
تسيطر القوات التركية وفصائل “المعارضة” المتحالفة معها على مساحات شاسعة من شمال سوريا بعد هجمات متتالية عبر الحدود منذ عام 2016، معظمها يستهدف “قسد”.
وقال عبدي إن “الدولة التركية تستغل الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، حيث تتجه الأنظار نحو غزة ولبنان والهجوم الإسرائيلي على إيران” لشن هجمات جديدة على سوريا.
وانتقد عبدي حلفاءه الأمريكيين لعدم حمايتهم القوات الكردية، قائلاً إن موقف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “يبدو ضعيفاً”.
وللولايات المتحدة نحو “900 جندي” في سوريا في إطار تحالف مناهض للجهاديين.
وأضاف أن “ردهم ليس بالمستوى المطلوب لوقف الهجمات، ويجب الضغط على تركيا”، مضيفاً أن الضربات على سوريا “لا تهمنا فحسب، بل تؤثر أيضاً على قواتهم”.
كما أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر يمكن أن تضعف الدعم لقسد إذا تم انتخاب “دونالد ترامب“، وفقاً لعبدي.
في عام 2019، أعلن ترامب قراراً بسحب الآلاف من القوات الأمريكية من سوريا التي يسيطر عليها الأكراد، مما مهد الطريق أمام تركيا لشن غزو هناك في نفس العام.
“في عام 2019، كانت لدينا تجربة فاشلة مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب”، قال “عبدي قائد قسد”. وأضاف “لكننا واثقون من أن الولايات المتحدة… تتخذ قراراتها بناء على “المصالح الاستراتيجية في المنطقة.