فرات بوست : أخبار | تقارير
شهدت مدينة الشدادي جنوب الحسكة توتراً غير مسبوق مع تزايد وتيرة انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من قواعدها في دير الزور، وخاصة قاعدتي حقل العمر ومعمل كونيكو، بالتزامن مع بدء تفكيك تجهيزات ومعدات القاعدة الأمريكية في الشدادي.
وفي خطوة مفاجئة، أقدمت “قسد” على إغلاق مدخلي حي المساكن في المدينة باستخدام كتل إسمنتية ضخمة يزيد ارتفاعها عن أربعة أمتار، حيث تم إغلاق المدخل الغربي بالقرب من المشفى الوطني، والمدخل الشرقي من جهة الفرن القديم، مع ترك ممر ضيق لا يسمح بمرور الشاحنات.
ويُعد حي المساكن منطقة عسكرية تضم معظم مقرات قسد في المدينة، ويشكل الطريق الوحيد والمؤدي مباشرة إلى قاعدة التحالف الدولي ومهبط المروحيات والمطار العسكري، ما اعتبره مراقبون محاولة من قسد لتعطيل دخول الشاحنات وإبطاء عمليات الانسحاب الأمريكي.
وبحسب مصادر محلية، فقد أدى هذا الإجراء إلى خلاف حاد بين قوات التحالف وقيادات تابعة لجناح “كوادر قنديل” داخل قسد، المعروف بتشدده، حيث رفضت الأخيرة طلباً أمريكياً بإزالة الكتل وإعادة فتح الطريق، ما دفع التحالف إلى التهديد باستخدام القوة لفتح الطريق في حال استمرار العرقلة.
وفي تطور لافت، كانت القاعدة الأمريكية في الشدادي قد تعرضت يوم الخميس 15 أيار/مايو الجاري لاستهداف بثلاث قذائف هاون من مصدر مجهول، ما دفع القوات الأمريكية إلى رفع مستوى الجاهزية والاستنفار.
وقد لوحظ إطلاق قنابل مضيئة في سماء القاعدة خلال عدة ليالٍ متتالية، خصوصاً في ساعات المساء ومنتصف الليل، في محاولة لرصد أي تحركات مريبة في محيط القاعدة.
في موازاة ذلك، شهدت قاعدة الشدادي خلال الأيام الماضية حركة جوية مكثفة شملت طائرات نقل عسكرية ومروحيات شينوك، تواصلت على مدار اليوم والليلة لنقل المعدات والقوات باتجاه الأراضي العراقية.
كما دفعت قسد بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الشدادي، شملت مئات العناصر الذين تمركزوا في مقرات داخل حي المساكن ومديرية حقول الجبسة للنفط، حيث أفادت مصادر محلية ببدء أعمال حفر أنفاق في تلك المواقع، ما يشير إلى تحضيرات دفاعية محتملة.
وتعكس هذه التطورات تصاعداً في التوتر بين قسد والقوات الأمريكية، وسط مؤشرات متزايدة على أن جناح قنديل داخل قسد يتجه نحو خيار المواجهة كخيار استراتيجي في المرحلة المقبلة، في ظل الانسحاب المتسارع للتحالف من شمال شرق سوريا.