رقية عبادي _ فرات بوست
بدأ الجيش التركي وفصائل سورية معارضة معركة “غصن الزيتون” شمال سوريا في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، ومن أبرز أهدافها السيطرة على مدينة عفرين.
وأكدت تركيا، أن المساحة الإجمالية التي تم السيطرة عليها تقدر بنحو ألف و100 كم مربع، وذلك بعد الدخول على 18 نقطة جديدة الأحد، ليصل عدد النقاط منذ بدء العملية إلى 189 نقطة بينها 5 بلدات، و151 قرية، و33 نقطة استراتيجية.
كيف سارت العملية؟
يقول نافع جمعة حمشو المسؤول العسكري الأول بالفرقة الأولى و الفيلق الأول بالجيش الوطني، إن عملية “غصن الزيتون” كانت بطيئة بهدف حماية المدنيين، لكنها سارت بخطوات ثابتة ومدروسة، وتنسيق كامل بين القوات التركية على الأرض وفصائل الجيش الحر.
وأضاف في تصريحات لـ”فرات بوست”، بأن العملية عمدت إلى تجنت “الأخطاء الفادحة التي ارتكبت في عملية درع الفرات عند تحرير مدينة الباب، والتي استهدفت خلالها عدة مواقع للمدنيين بالخطأ”.
وحول الأساليب الدفاعية التي اتبعها المقاتلون الأكراد، أكد حمشو، أن الميليشيات الكردية كانت تتحصن في الخنادق والأنفاق. لكنه نوه إلى أن ما أثار القوات المهاجمة، وجود ألغام مشابهة للألغام التي كانت يستخدمها تنظيم داعش في مدينة الباب بريف حلب في معركة “درع الفرات”.
ولم يستبعد حمشو، وجود تعاون بين المقاتلين الأكراد من جهة، وعناصر تنظيم داعش الذين تم أسرهم في معركة الرقة من جهة أخرى، عبر إطلاق عناصر التنظيم من السجون وزجهم في المعارك.
وبين القائد العسكري، أن “الخطة الدفاعية التي اتبعتها الوحدات الكردية أعاقت سير تقدم الجيش الحر نوعاً ما، لكن يوجد الكثير من المقاتلين الذين قاتلوا داعش في مدينة الباب ضمن صفوف الحر، وأصبحت لديهم تجربة سابقة في تفكيك الألغام، أما بالنسبة الخنادق والأنفاق التي رصدت من قبل الطيران الحربي التركي بشكل جيد، فجرى قصفها بشكل مباشر”.
خسائر بشرية كبيرة
في إجابة عن التساؤل المتعلق بحجم الخسائر البشرية في عملية “غصن الزيتون”، ذكر حمشو، بأنه في بداية المعارك، لاحظنا مقاومة كبيرة من قبل “وحدات الحماية”، لكن بتقدم ” الحر” والقوات التركية بخطوات ثابتة، بدأت سلسلة انهيارات في صفوف المقاتلين الأكراد، “حتى بدأنا لا نرى سوى مقاتلين اثتين أو ثلاثة عند التقدم إلى بعض القرى، ما يدل على خسائرهم الكبيرة”.
أما فيما يتعلق بأهمية المناطق التي سيطر عليه الجيش التركي وفصائل المعارضة حتى الآن، فأكد القائد الميداني، بأنها تعد من أهم التلال والنواحي، إضافة إلى أنها تصل طريق مدينة اعزاز في محافظة إدلب، ناهيك عن وصل النواحي والمناطق بين بعضها البعض، مبيناً في السياق ذاته، بأن هناك بعض النواحي مثل ناحية جنديرس التي كانت تضم عدد كبير من مقرات الميليشيات الكردية، والكثير من المعسكرات التي تم تحريرها، ولها اهمية استراتيجية مثل المعسكر 135 في ناحية كفرجنة”.
غياب الكر والفر
حول أسباب عدم وجود معارك كر وفر كما هو معتاد في المعارك العسكرية التي جرت بسوريا، رأى حمشو بأن ذلك يعود إلى خشية المقاتلين الأكراد من الهجمات التي يقوم بها الجيش الحر، ومن استهداف الطيران الحربي التركي لتحركاتهم، وعمليات الرصد المستمرة.
ومن الأسباب أيضاً، بحسب كلام المسؤول العسكري، هو أن سكان المناطق التي تمت السيطرة عليها، قلت ثقتهم بالميليشيات الكردية، خاصة وأن سير المعارك اثبت كذب ادعاءاتهم السابقة التي حاولوا من خلالها تشويه صورة “الجيش الحر”، وبأن الأخير سوف يقوم بقتلهم وذبحهم، هذا عدا عن السياسات الجائرة التي فرضتها الإدارات الكردية على السكان، وأجبرتهم على دفع الضرائب القوة، وغير ذلك من التجاوزات بحق المدنيين.
متى ستتوقف المعارك؟
يقول حمشو فيما يتعلق بموعد انتهاء “غصن الزيتون”، إنها “مرتبطة بتقدم الجيش الحر، لكن من المتوقع انتهاء العملية خلال 30 يوماً.. المعارك سوف تتوقف لفترة قصيرة جداً عند إطباق الحصار بشكل كامل على مدينة عفرين، والتقدم على جميع القرى والمحاور”.
وختم حمشو حديثه بالتأكيد على أن “المرحلة الاولى كانت لتأمين الحدود، وتأمين الطريق بين اعزاز وادلب تقريباً. وهناك نجاح بهذه المرحلة في قرية الشيخ حديد، وبسبب تواجد بعض الألغام وما زالت هناك بعض التلال التي تسيطر عليها المليشيات الكردية مطلة على الطريق وسوف يكون هناك عمل قريب عليها لتأمين الطريق بشكل كامل”.
وتابع: “أصبحنا في بداية المرحلة الثانية، وهي حصار مدينة عفرين من كافة المحاور، وبدأت من محور جنديرس ومحور عزاز، وصولاً إلى أطراف عفرين، وسوف تكون العملية بطيئة خلال التقدم الى مدينة عفرين وذلك بسبب تواجد اكبر عدد من المدنيين”.