قتل العشرات من ميليشيا “الدفاع الوطني” في ريف دير الزور الشرقي على يد ميليشيا “حزب الله”، إثر تطور الخلافات بين ميليشيات النظام المحلية، والميليشيات الإيرانية في المحافظة.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست” من مصادرها في ريف دير الزور، فإن “حزب الله” نفذ هجومه اليوم الخميس ضد “الدفاع الوطني”، بعد ساعات من مقتل 5 من عناصره على يد الأخير، وكانت منطقة الاشتباكات والهجمات هذه المرة في العشارة وأطراف صبيخان، ما أسفر عن مقتل 25 من “الدفاع الوطني”.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الخلافات تشهد المزيد من التصعيد في ظل التصريحات الصادرة من مسؤولي دول إقليمية ودولية، والمطالبة بانسحاب القوات الإيرانية وميليشياتها من كامل الأراضي السورية.
مراسل “فرات بوست” في ريف دير الزور الشرقي، قال إن سبب الاشتباكات ليست بالضرورة مرتبطة بدعوات الانسحاب الإيراني من سوريا، مشيراً إلى وجود عوامل ميدانية مساعدة على تصاعد الخلافات والاشتباكات بين القوى المتصارعة في المنطقة.
وبحسب مراسلنا، فإن الخلاف على مناطق النفوذ، وإدارتها والسيطرة عليها أمنياً خاصة في البوكمال وريفها، من أسباب الاشتباكات العنيفة التي شهدها ريف المحافظة، ناهيك عن ضعف السيطرة الأمنية للنظام على المنطقة.
كما أشار مراسلنا، إلى أن الخلاف على إدارة المعابر المائية التي يتم من خلالها الحصول على أموال طائلة عبر الرشاوى والأتاوات، تدفع إلى بعض المشاحنات التي تتطور إلى اشتباكات مرات عدة، وذات الأمر ينطبق على عائدات الحواجز الأمنية.
ويعد “الدفاع الوطني”، من أكبر الميليشيات التابعة للنظام في دير الزور، ويضم عناصر من أبناء المدينة، إضافة إلى عناصر آخرين من قرى الريف، وعلى رأسها قرية الجفرة.
يذكر بأن ميليشيات مدعومة من إيران، شنت هجمات واسعة على مقرات قوات النظام وميليشيات محلية تابعة لها في مدينة البوكمال بداية الشهر الجاري، ما أسفر عن مصرع أكثر من 20 عنصراً، وذلك إثر مقتل ضابط إيراني وعناصر آخرين، في اشتباكات بين عناصر من النظام وميليشياته من طرف، وميليشيات “الحشد الشعبي” و”الحرس الثوري”، و”لواء فاطميون” الأفغاني، من طرف آخر.
وتخضع مدينة البوكمال وريفها لسيطرة الميليشيات الإيرانية، واتخذت من بعضها مناطق أمنية لعناصرها وعائلاتهم، ويمنع سكان المنطقة أو عناصر النظام وميليشياته من دخولها.
أما فيما يتعلق بريف البوكمال (الصالحية، الجلاء، السيال، البقعان، حسرات، عشاير)، فمنعت الميليشيات الإيرانيين جميع المدنيين من العودة إليها، مع السماح للراغبين بزيارة منازلهم وتفقدها لساعات محددة فقط، وبعد دفع مبلغ 25 ألف ليرة لكل حاجز يمرون منه.