خاص – فرات بوست
يدل الانهيار المتسارع والتفكك في صفوف تنظيم داعش على حالة التخبط الشديدة والفوضى والخوف وفقدان الثقة بالقيادات والكوادر الاحترافية القليلة ، التي بقيت في المجالين العسكري والإعلامي في صفوف التنظيم ، وذلك ملاحظ من خلال الانسحاب من المعارك والتسليم السريع المفاجئ : ( دبسي عفنان – دبسي فرج – فخيخة -السالمية – معيزيلة – بئر مليحان – مشرفة الصعب -الجريات – القصور …) والعديد من القرى والنواحي في ريف حلب الشرقي ، كان آخرها مدينة /مسكنة / ذات الموقع الاستراتيجي الكبير ، بالإضافة إلى كثرة الإعدامات التي طالت المدنيين البسطاء في دير الزور والرقة في الأسابيع الماضية ، فضلا عن رداءة المنتج الإعلامي الذي كان من نقاط القوة الجاذبة للتجنيد ضمن داعش .
لقد تجسدت حالة الهزيمة لدى داعش بشكل شبه علني بعد إرسال العديد من شيوخ ديوان العشائر في الرقة والوساطات الكثيرة إلى ممثلي (قسد ) بهدف إيقاف المعركة و الانسحاب الآمن لعناصر التنظيم والتسليم السريع لمدينة الرقة .
وتعقيبا على هذا الأمر ، يقول مراقبون : إن العقلية الإرهابية الداعشية ، على الأغلب ، لايمكن أن تعترف بالهزيمة ، وتعلن الانسحاب أمام عناصرها إلا في حالة واحدة وهي (فقدان معظم القيادات القديمة )التي تشكل حجر الأساس ومصدر الإلهام لدى المقاتلين الجدد .وهذا ماحصل فعليا مع التنظيم بعد مقتل الشرعي العام لداعش في سورية (تركي البنعلي ) يوم الأربعاء 31/5/2017 الذي كان مرجعا أساسيا لخليفتهم البغدادي المتواري عن الأنظار ، في كثير من الأمور ، وقد تزامن ذلك مع مقتل الإعلامي المحترف في داعش و مؤسس وكالة أعماق (محمد براء كادك ) المعروف باسم (ريان مشعل ) صاحب إصدارات الأكشن الجهادية بنظرهم ،والتي كانت تزيد من حماس وبطش إرهابيي التنظيم .
وبعد سلسلة الخسارات والانشقاقات التي تعرض لها تنظيم داعش أراد هذا التنظيم أن يحفظ ماء وجهه (السوبرماني ) أمام من يتابعون إصداراته المسرحية الهوليودية ، المرتكزة على عنصر الإثارة وجذب انتباه المشاهد بالكثير من البطش والقوة الخارقة الكاذبة التي تتبنى عمليات التفجير إن حصلت حتى بالمريخ ، وبحثهم عن أي نصر يسترون به عورة خلافتهم المزعومة التي قامت على أشلاء وجثث ودماء الثوار والمدنيين ، فما إن حصل الهجوم الانتحاري في إيران (ضريح الخميني – البرلمان الإيراني ) حتى سارع إعلاميو داعش بتبني هذا الهجوم ، مغازلين به عوام السنة الذين يعرفون مسبقا أن هذه الفقاعات الإعلامية لم تعد تساوي شيئا ، بعد أن كشف الوجه الحقيقي لهذه العصابة المتسترة بالدين ،والتي هي بالأساس أحد أذرع إيران والنظام الأسدي بالمنطقة .
64
المقال السابق