*فرات بوست: تقارير ومتابعات
في بداية شهر تشرين الثاني من العام 2017 أعلن نظام الأسد إحكام سيطرته على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق والوصول الى الشريط الحدودي لأول مرة وطرد تنظيم الدولة من المنطقة وذلك بمساعدة ومشاركة مباشرة من الحرس الثوري الإيراني والحشد العراقي والطيران الحربي الروسي.
وحظيت البوكمال وريفها بمشاركة قوى واسعة في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة وذلك لما تتميز فيه هذه المدينة وريفها وباديتها من أهمية استراتيجية من خلال موقعها الهام ووجود معابر برية فيها تربطها مع العراق، وبالتالي ربط العراق بايران وسوريا ولبنان.
بعد السيطرة على المدينة أصبح الحرس الثوري الايراني هو صاحب القرار الأول والأخير فيها، والمتحكم بزمام الأمور، وبالتالي انسحبت روسيا من البوكمال وريفها وفق اتفاق مع إيران، كما تم تحجيم دور نظام الأسد بشكل كامل باستثناء بقاء الأفرع الأمنية والميليشيات المحلية مثل الدفاع الوطني والمخابرات الجوية. في حين عملت إيران على توسيع نفوذها من خلال إنشاء ميليشيات محلية مثل الفوج 47 ولواء هاشميون والذي يشكل أبناء عشيرة المشاهدة النسبة الأكبر له وأيضاً محاولة التقرب من الأهالي وإقامة الحسينيات وإضفاء الطابع الإيراني على المنطقة.
- «الاحتلال الناعم.. إيران تعزف على وتر المساعدات»
سيطرة نظام الأسد على البوكمال كان بمثابة إحكام قبضته رفقة روسيا وايران على المحافظة بشكل كامل (غرب الفرات) بدأ من ريف الرقة الشرقي وصولاً إلى البوكمال ومروراً بمركز مدينة دير الزور ومدينة المياذين الاستراتيجية.
ومع بدأ هذه السيطرة، سارع الحرس الثوري الإيراني إلى تنشيط عمل مايسمى المركز الثقافي الإيراني والذي كان مركزه مدينة دير الزور في البداية وقام بتعيين المدعو “حج أبو صادق” الإيراني مسؤولاً عن المراكز الثقافية في المنطقة الشرقية.
بدأ المركز الثقافي نشاطاته باستغلال سوء الوضع المعيشي والصحي وانعدام أي نوع من الخدمات لأهالي المحافظة وعدم قدرة نظام الأسد بتقديم أي شيء بحكم أن المنطقة خارجة من حالة معارك عنيفة ودمار شديد في المنازل والبنى التحتية ليبدأ المراكز باستغلال هذا الأمر بإنشاء نقاط ومشافي طبية تقدم معاينات وأدوية بشكل مجاني، إضافة إلى تقديم المساعدات العينية والسلل الغذائية لكسب ود الأهالي وتقديم خدمات للمزارعين وترميم المدارس والمشاركة في النشاطات.
*مواد ذات صلة:
التمدّد الإيراني بعد عقد من الاحتلال في سوريا.. الدوافع والمكاسب
مع عودة عدد كبير من الأهالي الى مناطق سيطرة النظام، توجه الحرس الثوري الإيراني إلى توسيع نشاط المراكز الثقافية حيث اعلن عن تعيين مسؤول جديد خلفاً للحج “أبو صادق” وهو “الحج رسول” الإيراني والذي شغل قبلها منصب مسؤول التسليح في مركز نصر الإيراني بمدينة دير الزور.
مع استلام حج رسول، أعطى أوامر إلى افتتاح مراكز ثقافية إيرانية في المدن الرئيسية في المحافظة لإدارة الشؤون الثقافية الخاصة بإيران، والوجود الدائم ضمن حياة أهالي المنطقة، والتقرب منهم، والإشراف على جميع النشاطات.
وقد تم افتتاح مركز جديد في حي القصور في مدينة دير الزور تحت إمرة حج رسول، وبعده “أبو رقية الأحوازي”، ومركز ثقافي إيراني في بلدة حطلة شرق الفرات تحت قيادة عامر الحسين وإنشاء مركز ثقافي إيراني في مدينة المياذين تحت قيادة “الحج حسين” الإيراني. أما في مدينة البوكمال فقد تم السيطرة على فيلا كبيرة تعود لأحد المعارضين وسط المدينة بالقرب من مشفى الهناء وتحويلها إلى مركز ثقافي إيراني تحت قيادة شادي وينحدر من حطله وقبله “حج مسعود” الايراني.
- أصدر الحج كميل الإيراني مسؤول المنطقة الشرقية قراراً منذ قرابة شهر بتعيين الحج “أبو رقية الأحوازي” مسؤولاً للمراكز الثقافية الإيرانية بدلاً من الحج رسول الذي تم إحالته إلى طهران للتحقيق في إدعاء فساد واختلاس.
حيث أصدر المسؤول الثقافي الإيراني الجديد في المنطقة الشرقية، أبو رقية الأحوازي عدة قرارات تشمل المناصب الجديد والنشاطات المتعلقة بعمل المراكز الثقافية في المحافظة.
أولى القرارت كانت إقالة المسؤول عن المركز الثقافي الإيراني في منطقة البوكمال، المدعو أبو سعيد الإيراني بسبب الإهمال وتراجع النشاطات الثقافية وتعيين المدعو شادي المنحدر من بلدة حطلة، والذي تم تزكيته من قبل “محمد أمين الرجا” المقرب من قادة الحرس الثوري في دمشق.
الرجا أيضاً، كان له دور في تجديد الثقة و إعادة تعيين المدعو “حاج عامر الحسين“، نائب مسؤول المراكز الثقافية ومسؤولاً للعلاقة العامة في المركز الثقافي الإيراني في المنطقة الشرقية.
الأحوازي أعطى أوامره إلى جميع المراكز الثقافية كي تستمر في نشاطاتها وإقامة الدورات التدريسية والتدريبة على التمريض والحواسيب، وتفعيل النشاطات في المدارس، وغيرها من نشاطات فصل الصيف.
المركز الثقافي الايراني بدأ نشاطاته الصيفية في دير الزور، والمياذين و حطلة، حيث توجد مراكز في هذه المناطق وتستهدف استقطاب الأهالي والشباب وكسب ودهم وإنشاء حاضنة شعبية لهم، مستغلين الوضع المعيشي السيئ للأهالي، وافقتار هذه المناطق لمراكز تقيم مثل هذه النشاطات وسط إهمال متعمد من نظام الاسد.
ومن آخر النشاطات في البوكمال المركز الثقافي الإيراني بقيادة الحج شادي من بلدة حطلة وبأوامر من الحج ابو رقية الأحوازي المسؤول الثقافي العام، استغل فترة العطلة الصيفية وبدأ بالإعلان عن نشاطاته الثقافية والمهنية، في البوكمال وريفها؛ المركز يقع قرب مشفى الهناء وسط المدينة، بدأ بالإعلان عن قبول التسجيل في دورات مجانية للمرحلة الاعدادية، الصف السابع والثامن والتاسع للذكور والإناث، بموجب دوام صباحي ومسائي، ولمواد معينة مثل الرياضيات والإنكليزي والعربي .. وفي ذات السياق، أعلن المركز عن بدأ الروضات والحضانة للاطفال من سنة 5 حتى 6 سنوات أيضاً، تم البدأ عن دورات مهنية للإناث فقط للمرة الثانية في مجالات التمريض والحاسوب والخياطة والكوافير وأيضاً، بشكل مجاني يوفر المركز باصات مجانية للتنقل، كما أن الدورات مجانية.
- «مركز الأصدقاء وكشافة المهدي»
يعتبر مايسمى مركز الاصدقاء وكشافة المهدي والذي يقع مقره بمدينة دير الزور من أبرز فروع المراكز الثقافية الإيرانية في مجال نشر التشيع واستهداف الأطفال وإقامة معسكرات ثقافية وتدريبية لهم، إضافة إلى زجهم في صفوف العسكرة عبر دورات عسكرية في لبنان، وبالتالي انشاء قاعدة وجيل مقاتل لصالح الميلشيات الايرانية.
يضاف إلى ذلك، إقامة روضات تابعة للمركز الثقافي الإيراني لإعطاء دروس من ضمنها دروس دينية عن المذهب الشيعي. ويعتبر المدعو “فيصل الراشد” أحد أهم المسؤولين عن الكشافة ويضاف له “يحيى عامر المنديل” مسؤول فرقة المسرح في المركز الثقافي الايراني بدير الزور، والذي يشغل منصب المكتب الإعلامي للمركز الثقافي الإيراني؛ في حين يشرف على المكتب الإعلامي العام للحرس الثوري الإيراني المدعو “محمد مرعي الجاسم” ومدير المكتب الإعلامي لما يسمى ديوان العشائر المدعو “عثمان خلف السلامة” من حطلة ويشرف على العلاقات العامة عامر الحسين.
- «مؤسسة جهاد البناء والتغيير الديمفرافي»
في مجال العقارات، تعتبر منظمة جهاد البناء الايرانية الرائد الأول في هذا المجال، من خلال إنشاء وترميم المقرات العسكرية وشراء العقارات عبر شخصيات محلية لصالحها واغراء أصحابها بالمال لقاء تحويل ملكية عقارات لصالح الحرس الثوري الإيراني، وذلك من أجل إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة، وأيضاً شراء عقارات وبناء المشافي والفنادق الإيرانية المخصصة للزوار الشيعة، حيث يوجد عدد كبير من أصحاب المكاتب يعملون سراً لصالح هذه المنظمة ويدعون أنها لصالح مشترين خارج البلاد، في حين أنها تعود لصالح منظمة جهاد البناء الإيرانية.