- الضفة الحادية والثمانون
*أحمد بغدادي
منذ ظهور ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” – داعش، ودول الغرب على رأسها أمريكا، وأنظمة البعران والروث في الخليج، يلطمون ويزغردون كل يوم، ويثيرون غبار الإعلام بشكل متتالٍ، ويصبّون جلّ اهتماماتهم بفزاعة اخترعتها غرف سوداء “مخابراتية” ولعوامل أخرى سنتطرق إليها. وعليه؛ انقادت شعوب العالم نحو ما أرادته جهات دولية، بمساعدة أنظمة عربية لتصديق أن هذا “البُعبع” الذي تم تضخيمه إعلامياً، وعقدت حوله مؤتمرات وضخّت لمحاربته ملايين الدولارات، وتم إنشاء قواعد عسكرية في بلدان عربية وخاصةً في سورية بذريعته!
كلنا يعرف أن العنفَ ينتج عنه عنف، والانتقام هو صدى الجريمة؛ فما فعلته أمريكا في أفغانستان وبالعراق على وجه التحديد، من مجازر ومقتلة شنيعة بحق العراقيين، دفع الناس لحمل السلاح، باسم المقاومة وطرد المحتل، ولأجل المنافحة عن الأرض والعِرض، وخلال تلك الفترة، استغلت أجهزة مخابرات عالمية مثل الــ” سي آي إيه –CIA” والمخابرات الروسية “كي جي بي-KGB” وغيرهما، غربية وعربية، هذه الخاصرة الرخوة، وجنّدت عملاء داخل صفوف المقاتلين، أو أوفدت مقاتلين بمظاهر “دينية” هم عبارة عن رجالات استخبارات ومحرضين على التطرّف والعنف..
فتحولت تلك المقاومة إلى فصائل، وتشرذمت، وتطبّعت وتلبّست بلبوس الدين، وانخرط الكثيرون في الأعمال التفجيرية (الانتحارية)، وهذا ما زاد من فرص الدول والقوى الكبرى والفاعلة في الشرق الأوسط “لأسلمة الإرهاب“، وهم على يقين أن الإرهاب بلا دين، وإن كانت هذه التهمة ملصقة بالإسلام، فعلينا القول، إذن، إن هناك إرهاباً “مسيحياً” و”يهودياً” و”بوذياً“، طبعاً بالعودة والتذكير بالمجازر التي ارتكبت بحق الأبرياء سابقاً، مثل مجازر “محاكم التفتيش” الإسبانية عام 1478م، حيث قتل باسم الكنيسة أكثر من خمسة ملايين شخص، وغيرها من مجازر “يهودية” بحق الفلسطينيين، لا تُحصى، ومجازر البوذيين بحق مسلمي “بورما في ميانمار“.. وقد نعدّ ولا ننتهي من مجازر وجرائم ضد الإنسانية باسم الدين! لذلك، على الغرب وأمريكا بالخصوص، أن يعترفوا بالإرهاب فقط، وهم أسياده، ومتفقون على تلك الفعلة الحقّة، فالتاريخ لا يزوّر، وما نتج عن “داعش” هو بفعل اضطهاد وعنف، وهنا لا نبرر أفعال داعش، لكن نسلط الضوء على جانب مظلم، من معاناة أناس حاولوا الدفاع عن حيواتهم، فأدخلوا بينهم قيادات مخابراتية أمثال “أبو بكر البغدادي” الذي نشكّ أنه “قتل” أمام الكلب “كونان“، و “أسامة بن لادن“، زعيم القاعدة، الذي واروه في البحر، بمشهد تمثيلي من أفلام “هوليوود“، وثمة قيادات أخرى، انخرطت لتقود “الجهاديين باسم الدين”، كــ “أبي حفص-بنيامين إفرايم” ضابط الموساد الإسرائيلي الذي أصبح إماماً لمسجد في بنغازي الليبية، وقاد أكثر من مئتي مقاتل ضمن تنظيم داعش. لذلك، نعود إلى عنوان المادة، فالأقزام السبعة بعد تعريف جزءٍ مهم من تأسيس تنظيم الدولة، كما يُقال، هم من حكّام العرب الذين انجرّوا وراء هذه الأكذوبة، أو كانوا مساهمين في تخليقها؛ أوّلهم بشار الأسد، الذي جنّد ضبّاطاً ومجرمين وجعل منهم “دواعش”، وهنالك فيديوهات على “اليوتيوب” تبرهن على ما نورده، عدا عن تسريبات أو فضائح نشرها منشقون عن النظام السوري تؤكد أن النظام عمد إلى إنشاء مجاميع جهادية منذ حقبة الثمانينيات، وبعدها كان يرسل فرق جهادية إلى العراق، والسرد يطول.
أما القزم الثاني، فهو ملك الأردن، أو “ابن البريطانية” عبد الله، الذي عمل كخادم للغرب كأبيه، واشتغلت أجهزته المخابراتية على تأسيس فرقاً للموت، كفزاعات للشعب الأردني، ومنها عناصر انضمت لداعش قامت بتفجيرات في الأردن، لترويع الشعب وإجهاض حراكه الذي كان سيلتحق بركب الربيع العربي.
القزم الثالث، هو الملك سلمان، الذي نسميه نحن السوريين بخائن الحرمين، لما فعله مع أسلافه من مؤامرات ومخططات إبليسية لصالح الغرب ضد الشعوب العربية والإسلامية، والتاريخ موجود للعودة على ما فعله “آل سعود”، وخاصةً ما وثّقه “ناصر السعيد” في كتابه “تاريخ آل سعود“.
القزم الرابع والخامس والسادس، هم أبناء الأسرة الحاكمة في ما تسمى “الإمارات العربية المتحدة”، الذين لهم السابقة واليد الطولى في الخيانة والتآمر على الشعوب العربية والإسلامية.
أما القزم السابع، المتغوّل فهو “الخامنئي، الذي اختصّ بدواعش ملاعين، لهم باع في الإجرام، وأغلبهم تم تصديرهم إلى سورية، والعراق، ونحن نعرف ما فعله مشروع “ولاية الفقيه” في لبنان وسوريا والعراق، واليمن.
ختاماً، ثمة أقزام كثيرون، ولا يتسع المجال لذكرهم، فهم الآن مفضوحون، وقد انكشفوا للشعوب العربية، التي سوف تتحرر قريباً من سطوة الاستعمار الوظيفي (الحكام العرب)، وتنطلق زغاريد الحريّة مجدداً، بدلاً من زغاريد البكاء واللطم بسبب فزّاعة مخابراتية اختلقتها كما قلنا أجهزة مخابرات عالمية.