خراف بشار الأسد والنعجة أسماء!

by admindiaa

 

  • الضفّة الثامنة والخمسون

 

“الراعي الخائن أسوأ من الذئب على القطيع” – يوهان غوته / أديب ألماني 1749 – 1832

*أحمد بغدادي

***

إن التصدي العنيف الذي قام به بشار الأسد ضد “قانون قيصر” كان نادراً من نوعهِ، حتى إنه ألهمَ الكثيرين من الطغاة والدكتاتوريات حول العالم، وعلى رأسهم زعيم كوريا الشمالية ” كيم جونغ أون – لاين“؛ إذ خرجَ الطاغية بشار الأسد بكل جرأة وقوة معلناً تحدي أمريكا أمام قطيعٍ من الخراف في سهول ريف دمشق، ويقال إنها تابعة لمدينة “بلودان“، طبعاً، هذا فضلاً عن القطيع الصغير الذي يحيط به،  بقيادة النعجة “المهجّنة أسماء الأخرس”. وكما هو معروف، أن لكل امرئٍ من اسمه نصيب، إلا أن “السيدة الأولى” عقيلة “الأهطل” بشار الأسد، أخذت تثغو طيلة عقود، ولم تكن خرساء يوماً، بل إنها ثرثارة أكثر من مجانين بيت الأسد؛ وهي الآن في السهول والتلال، تستنشق رائحة البَعَر، تلك التي تُعتبر من أجود أنواع العطور والبارفانات العالمية، التي تلائمها حقيقةً، بدلاً من عطور “لندن” المستهلكة والقديمة، مثل “كوكو شانيل” أو “شاليمار”.. وهذا ما يناسب الحمار… القائد ، الذي يرافق القطيع!

انتظر مؤيدو رأس النظام خروجه للتقيؤ بخطاب تاريخي حول قانون قيصر والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على نظامه وأزلامه  الفاسدين، وشركائه،  وجميع  من يحاول تمويله في حربه على الشعب السوري الحرّ؛ إلا أن سيادة “الرئيس” لم يخرج لأسباب عديدة، ومنها انشغاله برعي الأغنام والاطمئنان على المراعي التي أفناها الرعي الجائر من قبل جنوده وحيوانات حزب الله اللبناني.

والسبب الآخر، هو أن ابنته “زين الشام” وصلت إلى مرحلة العشق الممنوع؛ حيث إن أحد جنوده (كلابه) لم يستطع إخفاء حبّه لها، فعبّر عنه بطريقة جريئة من خلال تسجيل مقطع مصوّر  يبثّ فيه لواعجه ويبدي إعجابه بها، ويتمنى عبره أيضاً أن يتزوجها ويكمل حياته وإياها للأبد .. للأبد. وفعلاً، ضاع “يزن” للأبد، العاشق المدلّه، وفرضت عليه عقوبات مصيرية، تشبه قانون قيصر، وهو الآن في عهدة أجهزة المخابرات الأسدية يتلقى النصائح والتطمينات، إضافة إلى “سندويشات الشاورما الشهيرة من سلسلة مطاعم “بو علي” للوجبات الجاهزة والسريعة!

 

وبالعودة إلى قانون قيصر وخطاب “سيادة الخسيس” المنتظر، سنرى في الأيام المقبلة، وليست البعيدة، دبكاتٍ شعبيةً في الساحات، وطبول  ومزامير، في عرس  وطني  يهتف باسم القائد الخالد ووريثه،كالعادة، بعد كل قصف إسرائيلي، أو على غرار احتفالات “محور الممانعة والمقاومة”، وعندها، هذا يعني أن بشار الأسد ونظامه انتصرا على الإمبريالية والرأسمالية الأمريكية، ومزّق بشار بنود قانون قيصر كما مزّق المجتمع السوري، وحطّم المدن السورية وساكنيها! .. ولربما، سيدفع الروس بأحد الناطقين باسم موسكو ليبرر غياب “الأسد” عن إسطبله، ويوجّه خطاباً للسوريين الصامدين ضد العقوبات الاقتصادية، وللمجتمع الدولي قائلاً : ” الاقتراب من حمار القطيع خطٌ أحمر، والعبث مع المرياع وليد المعلم يعتبر انتحاراً سياسياً، وإن المصالح الروسية والاستثمارات في سورية ليست مختزلة فقط بالفوسفات والموانئ والقواعد العسكرية، بل إنها تمتد حتى غرفة نوم بشار الأسد وإلى مؤخرته أيضاً.”

 

وعلى ذلك، سيكون بشار الأسد  وقطيعه العائلي  وغيره من أقربائه في مأمن، بعيداً عن مخالب قانون قيصر “اقتصادياً”، فهم لديهم تركة الأب الخالد، عدا عن مليارات الدولارات التي تم نهبها منذ  عقود.. وبهذا، سيتمكّن رئيس القطيع من إخراج قطعان إسطبله، والتنزّه فيما بعد في غابات بريطانيا، أو التزلّج على تلال سيبيريا وبيلاروسيا،  معلناً إداء  وظيفته الأخيرة، وإتمام العقد  الذي وقّع عليه أبوه حافظ الأسد، بكافة بنوده وحذافيره مع العدو الصهيوني، والذي تعتبر أهم شروطه هي تدمير الشعب السوري ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، بالتزامن وبشكل مرحلي مع تدمير البنى التحتية والمدن السورية؛ وهذا ما فعل حقاً.


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy