خاص فرات بوست _ بعد أن اصطدمت آمال وأحلام القوميين الانفصاليين بالواقع الديمغرافي والجغرافي العربي الكبير في المنطقة ، عملوا جاهدين على تلميع صورة الفجيعة التي شعروا بها ، فهم كانوا ومازالوا أقلية ضمن بحر من العشائر العربية المتجذرة والأصيلة في المنطقة الشرقية ، الأمر الذي أرغمهم على بناء العديد من التحالفات مع الفصائل العربية ومكونات المنطقة ، كي يخففوا من حالة الاحتقان الموجودة ، فتمت ولادة مليشيا (قوات سوريا الديمقراطية ) دائمة اللمعان بفضل بوستات ” رياض درار ” العلماني المتأسلم . لكن مليشيا (قسد ) التي بشروا بها جاءت متفقة مع توجهات (وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية YPG ) بمسألة بقاء القرار الأخير بيد القادة الأكراد الانفصاليين .
هذا الهيكل غير المتجانس لمليشيا (قوات سورية الديمقراطية ) فضلا عن الاستبداد بالرأي ، وتهميش العنصر العربي ضمن الفصائل العسكرية الكردية ، جعل العناصر العربية تبحث عن هويتها التي تجد فيها مكانها الحقيقي ، حتى وإن تقاطعت المصالح في العديد من القضايا .
وربما تجسد ذلك في قرار انسحاب (قوات النخبة العربية ) التي تشكلت من قبل (تيار الغد السوري ) الذي يترأسه ” أحمد الجربا ” من جبهات القتال والمساندة مع (قوات سورية الديمقراطية ) بعد خلافات حادة فيما بينهم ، كان أهمها فتح باب التطوع أمام العناصر العربية بشكل كبير وحض العرب على الالتحاق بهذه (القوات العربية )، الأمر الذي جعل قادة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD يتخوفون من حالة عدم التوازن التي ستنشأ ، والتي ستدفع المقاتلين العرب الموجودين ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية (الكردية) الانفصالية ، على الانشقاق ثم الالتحاق بقوات النخبة (العربية ). وقدصرح العديد من الأهالي العرب في الحسكة أن أبناءهم قد تعرضوا للتهديد بالضرب و الاغتيال من قبل قادة YPG إذا مافكروا بالانشقاق عنهم والالتحاق بقوات النخبة (العربية ) بالإضافة إلى أن القادة الأكراد لقوات (قسد) كانوا يدفعون العناصر العربية إلى الخطوط الأمامية في المواجهات مع داعش ، كي يتخلصوا من أكبر عدد من الطرفين ، وهناك الكثير من القتلى العرب في المواجهات الأخيرة مع داعش ، لم تسترد جثثهم لأهلهم ، وإنما دفنوا بمقابر ( YPG ) وتم الاكتفاء بكتابة أسماء حركية كردية على شواهد قبورهم ، بعد طمس أسمائهم العربية بشكل مقصود…
وفي حديث آخر أجرته (فرات بوست ) مع أحد الوجهاء العرب في ريف الحسكة ، الذي رد علينا غاضبا :نحن نعلم أن المقاتلين الأكراد ضمن صفوف وحدات حماية الشعب وقسد هم مرتزقة وانفصاليون ، لكن ” ياخي من قلة الخيل حطينا على الچلاب سروج ”
ولعل هذا المسن قد اختصر الانطباع الذي يشعر به كل عنصر عربي أجبر على التجنيد ضمن مليشيا
(وحدات حماية الشعب) الانفصالية ، أوتحالف مع (قسد ) .
96
المقال السابق