- الضفّة التاسعة والستون
*أحمد بغدادي
لم يخطر في بال الصبي الأهبل، بشار الأسد، يوماً ما أنه سوف يترك علاجه في بريطانيا، الذي أخفي عن الجميع، ويعود إلى سورية بطلبٍ من أبيه الدكتاتور الكبير، حافظ الأسد، عقب مقتل ابنه باسل بحادث سير مفتعل لم يعرف منفذوه عام 1994. وبعد أن اشتد المرض بالأسد الأب، في نهاية التسعينيات، ونال “سرطان الدم” منه، قبل أن يلتفَ حبل المشنقة حول عنقه جزاءً على جرائمه ومجازره البشعة بحق الشعب السوري، أصرّ الأخير على استقدام بشار، ليورثه الحكم، بمساعدة “المجرم” مصطفى طلاس، ومباركة شمطاء البيت الأبيض مادلين أولبرايت!
- طبعاً، هنالك مهزلة تاريخية جرت في “مجلس الدمى السوري” لتعديل الدستور خلال خمس دقائق، وقلب موازين التاريخ في سورية مرة أخرى لصالح هذه العائلة الدكتاتورية!
كان المجرم الصغير “بشار” يعاني من اضطرابات نفسية، تقوده إلى الغضب والخروج عن السيطرة مثل “بغل” صغير فقد إسطبله. وكانت عائلة الأسد التي تحوي في إسطبلها معاقين ذهنياً ومدمني مخدّرات، مثل “مجد” الأخ الأصغر لبشار الذي مات في عام 2009، ومجنون ومجرم وهو ماهر، تتذرع أن بشار يقيم في بريطانيا لدراسة طب العيون!
وهكذا .. عائلة بوصفة أمريكية ماسونية، وعلى مقاس المخططات الإجرامية في “تلمود” الحاخامات!
نعم، عاد البغل الصغير إلى سورية بعد مقتل شقيقه باسل، وفتحت نوافذ الأمل أمام السوريين؛ بأنّ وريث الحكم القسري، سوف يكون “رجلاً تكنولوجياً“، معاصراً، بعيداً كل البُعد عن عقلية وذهنية مخابرات النظام ورجالات البعث الميماوات! لكن، سرعان ما ظهر الوجه الحقيقي لطبيب العيون، وبالتحديد بعد عامي 2004 ــ 2005، عندما عمد إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بطريقة مخابراتية، لا نظير لها. وبدأ بتضييق الخناق على السياسيين المعارضين السوريين، الذين حاولوا تقديم برامج إصلاح سياسية واقتصادية في سورية.
وجعلت أجهزة المخابرات السورية تعتقل وتقتل كل من يحاول التنفس ضد حكم البغل الصغير، أو يقدّم رؤية إصلاحية وبراغماتية تتماشى مع الدول الناهضة، وتنتشل سورية من الحصار الاقتصادي وعزلتها عن العالم بسبب أفاعيل هذه العائلة الخبيثة والنظام الاستبدادي!
بدأت الثورة السورية في عام 2011، وكان الجميع يظنّ أن هناك تفاعلاً من قبل النظام وأركانه مع مطالب الجماهير، إلا أنّ الدموية ذاتها التي أظهرها حافظ الأسد وأخيه رفعت إبان الثمانينيات في محافظة حماه وحلب وإدلب، عادت في حقبة الدكتاتور الصغير، لا بل إنها أخذت منحىً آخرَ، تتمثل في احتلالات خارجية، وعصابات مأجورة لقتل الشعب السوري، وميليشيات طائفية مستقدمة من إيران ولبنان، وشذاذ آفاق.. ورغم كل المجازر، لم يكتفِ البغل الصغير بهذا الخراب! بل استدعى النظام الروسي المجرم عام 2015، وأصبحت رورسيا هي الحاكمة الفعلية في سورية، والرديفة لها هي إيران، ضمن أماكن جغرافيّة محدودة.
وعليه؛ تصيّر البغل الصغير إلى ذيل كلب، ومن ثم حيوان بعهد ترامب، وأخيراً، أضحى مختاراً لحي المهاجرين في دمشق، لا يستطيع حل مشاجرة بين “شبّيح” وآخر، أو حتى انتداب عامل نظافة يمسح البول والبصاق المتراكمين على قبر “أبيه” حافظ في القرداحة!
إن كل هذا الدمار الذي فتك بسوريا، والحريق الذي أشعله هذا الغبي بالشعب السوري، سوف ينتهيان مع زوال هذه العائلة السرطانية، ولن يعود عصرٌ آخر للإجرام.. إنما سوف يبدأ الحريق في غرفة نوم هذا الطاغية، ومن ثم يمتد حتى يأكل أكباد من لاكوا أكباد أطفالنا.. وستكون المحاكم وحبال المشانق في انتظار كل مجرم أمعن بقتل بالسوريين، وعلى رأسهم … البغل الصغير طبيب العيون وزرافة سقف الوطن المتجانس “بشار الأسد”.