تصاعدت في المناطق الخاضعة لـ”قسد”، حدة الممارسات والانتهاكات، جراء غياب سلطة القانون، وحضور سياسة القمع والترهيب ضد القوى العسكري والمدنية المناهضة لسياسة “قسد”، لتظهر على السطح ظواهر فساد في مجالات حياتية عدة، بدأت تأثيراتها السلبية على حياة المدنيين، وسط مخاوف من تفاقمها وامتدادها وتشعبها.
“قسد” وبعد أن اتخذت الفترة الماضية سياسة القمع وإنهاء كل القوى العسكرية داخل جسمها، والتي يمكن أن تكون نداً لها في المستقبل، ومناهضة لسياسيات القوى الكردية المهيمنة عليها، توسعت في هذا النهج، ليشمل مجالات طبية وسياسية واقتصادية، واتخذت الترويع والترهيب وسيلة لإنهاء كل من يقف في وجه المظالم والفساد المستشري تحت أعين التحالف الدولي المساند له.
الأطباء ورغم عددهم القليل وعدم قدرتهم على تغطية الاحتياجات السكانية في مناطق “قسد”، إلا أنهم يتعرضون لضغوط وظروف عمل غير سليمة، تصل إلى حد ممارسة “التشبيح” ضدهم وتهديدهم بالسجن والقتل، بعد أن ارتفعت أصوات بعضهم ضد ما يجري من تجاوزات ضد المدنيين، أدت إلى إهمال طبي واستشراء أمراض وحدوث وفيات، وبمشاركة من بعض القائمين على المنظمات الدولية العاملة في المنطقة.
المدن والقرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة “قسد” في الرقة وريف دير الزور (جزيرة)، يعاني قاطنوها من أوضاع معيشية صعبة وخدمات شبه معدومة، كما تنتشر في تلك المناطق عشرات المخيمات التي تعاني من غياب الخدمات، رغم مرور شهور طويلة على إنشائها، تحت أعين المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
“فرات بوست” وبعد أن نشرت في وقت سابق تقارير عن انتشار أوبئة وأمراض داخل المناطق الخاضعة لـ”قسد” بناء على تقارير طبية حذرت منها، تعرض من كشفها للتهديد والترهيب، ببنما غابت محاسبة الجناة عن الأجندة.
وتفيد التفاصيل في هذا الإطار، أنه عقب ما نشرته “فرات بوست”، وبدلاً من متابعة ما ذكر ومحاسبة الفاعلين، تعرض من قام بتزويدنا بالمعلومات والتقارير للتهديد، ومن ذلك ما قام به أحد أعضاء منظمة “التدخل المبكر” والمعروف باسم أبو أسامة المحيميد (عقيد سابق في قوات نظام الأسد، مدير سابق لمشفى الكسرة في فترة سيطرة تنظيم الدولة)، بالذهاب إلى عيادة الدكتور حسن العمري الذي قدم التقرير الطبي حول مخاطر الصحية للمشكلة المذكورة آنفاً.
وتشير المعلومات التي زودتنا بها مصادر في المنطقة، بأن المحيمد اقتحم عيادة الدكتور منتحلاً صفة “الأمن العام”، متوعداً الطبيب بالسجن في حال لم ينكر صلته بالتقرير الطبي الذي نشرت “فرات بوست” صورة عنه، إضافة إلى إجباره على كتاب تقرير معاكس لما قيل في تقريره الطبي الأول، وأن يذكر أن من دفعه إلى القيام بذلك شخص يدعى عصام العجيل (الصورة المرفقة).
وفي 30 من شهر مايو/ أيار الماضي، سلطت “فرات بوست” الضوء على الفساد المستشري في المنظمات الإنسانية التي تعمل تحت رعاية “قسد”، في المنطقة، وخصوصاً الرقة وريف دير الزور، والتي بدورها تتلقى دعماً من التحالف الدولي.
وتسبب تفاقم أزمة مشكلة المياه الملوثة والمقدمة من قبل منظمة “التدخل المبكر”، بوفيات أطفال وأمراض باطنية أخرى، وكانت لها داعيات في مجال الصحة، جراء الاسهالات المُدمية الناتجة عن المياه الملوثة بسبب نقلها عبر صهاريج كانت تعمل بنقل النفط ومشتقاته سابقاً.
ومتابعة لهذه المشكلة، أفادت معلومات جديدة بأن مستوصف محيميدة بريف دير الزور نشر قائمة جديدة بأسماء المدنيين الذين أصيبوا بالإسهال المدمي جراء تلوث مصادر المياه التي تشرف عليها منظمات دولية (الصورة المرفقة)، وكانت “قسد” ولا زالت تنكر وجودها حتى الآن، رغم تزايد أعداد المصابين ووجود وفيات.
وفيما يتعلق بالحديث عن فساد المنظمات العاملة في مناطق تخضع لـ”قسد”، فإن ما يؤكد ما ذكرناه في تقارير سابقة، ما أفاد به أحد أفراد منظمة “كونسير” الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بأنه تم الاتفاق على تقاسم إصلاح محطات مياه خط الكسرة بين منظمة “كونسير”، ومنظمة “التدخل المبكر”، لكن لم يتم التنفيذ حتى الآن، وهو حال الكثير من المشاريع غير المنفذة رغم رصد الدعم المالي لها، أو تنفذ بشكل جزئي ومخالف لشروط العقود الموضوعة والموقعة.
وفي إطار متصل، قامت منظمة “التدخل المبكر” بالإعلان عن مسابقة توظيف، ليتبين فيما بعد أنها وهمية، لأنه تم انتقاء أشخاص معينين بشكل مسبق.
وما ذكر سابقاً، هو بعض ما حصلت عليها “فرات بوست” من معلومات ووثائق، سيجري تسليط الضوء عليها قريباً.
1 تعليق
ممكن البريد الاكتروني للدكتور العمري