كان ولا زال النظام العسكرية يعزف على أوتار قتل المدنيين وتهجيرهم الذين أجبروا على النزوح من بلدهم وقصد أقرب منطقة هربا من نظام أصبح يستخدم كل وسائل الحرب بغية تحقيق مآربه في المنطقة المحررة ومحاولة فاشلة منه في إخماد صوت شعب طالب بحقه ونيل حريته لكن عبارة الأسد الأبد باتت تنفذ بشكل عسكري كبير على المدنيين في قتلهم وتهجيرهم مما اضطرهم للنزوح إلى الأردن وقصد مخيم الزعتري ليجعلوا من تلك الصحراء مقرا بعيدا عن همجية نظام الأسد وملاذ عن شبيحه، فمع تواتر الأحداث انتقل عدد من النازحين السوريين في المخيمات إلى الأردن عبر كفالة يدفعها السوري للدخول إلى الأردن لكن الأحوال انعكست عليه و أصبحت تعترضه.
بعد دخول نسب كبيرة إلى المملكة الأردنية بدأت المشكلات الحياتية تضيق على السوري في الأردن.
العمل بكفالة:
بعد ارتفاع نسب النازحين السوريين في الأردن وكثرة اليد العاملة نسبة للسوريين الباحثين عن عمل أصدرت المملكة الأردنية قرار بمنع العمل لأي سوري حتى يحصل على كفالة تخوله العمل ضمن الأراضي الأردنية، من هذا القرار واجه السوريون مصاعب عديدة في عدم إمكانياتهم العمل حتى يحصلوا على تلك الكفالة، لا سيما أن البدايات الأولى من إصدار القرار شكلت تهميش للسوريين نتيجة الصعوبة في إمكانية استحواذ تلك الكفالة.
وبعد فترة زمنية عملت المملكة الأردنية في تسهيل الحصول على تلك الكفالة، حيث فرضت مبلغ وقدره (35)دينار ليتسنى للسوري تلك الكفالة تسمح له بالعمل وعلى الرغم من فرض ذلك المبلغ إلا أنه شكل ارتياح نسبي لذوي الشباب الباحثين عن العمل في كونها أصبح الحصول عليها سهل ولا يحتاج لفترات زمنية طويلة.
أجور متدنية:
واصل النازح السوري مسيرته في العمل لتأمين لقمة عيشه التي أجبرته بقبول الأجر مهما كان مقابل توفير ولو أبسط مستلزمات الحياة، ولكن على الرغم من الأجر المتدني لم ينفذ من المضايقات التي باتت تحدق به من كل جانب اتجاه بعض العاملين من السكان الأصليين على أنه المسبب في تدني أجور العاملين وبحسب أحد العمال العائدين من الأردن أوضح بأن أصحاب المحلات وجدوا السوري فرصة ثمينة في العمل نظرا للظروف التي يمر بها جراء التهجير الذي وقع به من بلد إلى آخر والبحث بغية الحصول على العمل،
جميع هذه الظروف أوجدت بوابة جديدة لأرباب العمل في توفير الأجور والمضطر للعمل يقبل مهما كان.
استجواب وترحيل
لم تكتفي المشكلات في انخراطها بحياة النازحين وزيادة المتاعب وإنما الإجراءات الأمنية التي أنهكتهم جعلتهم بين مطرقة قصف النظام وسندان الاستدعاءات الأردنية هذه المسألة شكلت النصيب الأكبر من المعاناة والتعب لدى السوريين إثر إقدام الجهاز الأمني في المملكة الأردنية على استدعاء ، النازحين والتحقيق معهم لينتقل إلى جهاز أمني آخر والبقاء على هذا المنوال لمدة مجهولة.
يذكر بأن أحد الأهالي قد قذف من الأردن نتيجة انضمام أحد أقربائه لفصيل إسلامي مما جعل من السلطات الأردنية باسترجاعه إلى الأراضي السورية حفاظا على أمان الأردن(حسب ما ذكر)، وحاليا بات من المستحيل دخول الأهالي في سوريا الى المملكة الأردنية نتيجة لقيام الأخير بمنع أي مدني الاقتراب من الحدود.