عدت من البلدات التي واجهت الحصار نتيجة لموقعها الذي يشكل أهمية عسكرية لدى قوات النظام بما يؤمن سير عملياتها العسكرية،حيث واجه الأهالي القاطنين ضمن البلدة صعوبات معيشية أنهكتهم على الرغم من توجيه النداءات لمد يد العون لهم والعمل توفر أبسط المتطلبات المعيشية.
تعيش أحياء بلدة محجة إرباكا حياتيا وتخوف من حدوث عمليات ممنهجة يقوم بها نظام الأسد وممارسة التهجير لأبناء محجة.
وبحديث خاص مع أحمد يمان قال لفرات بوست: تقع بلدة محجة في الريف الشمالي لمحافظة درعا وتتبع لها إداريا ويلبغ عدد سكانها ما يقارب 25 ألف نسمة.
واجهت البلدة ظروف الحصار بكل أشكاله إثر قيام نظام الأسد بحصار البلدة بشكل كامل بتاريخ ٢٦/١٢/٢٠١٦ حيث منعت البلدة من جميع المواد المعيشية كما منع دخول جميع المواد الطبية، موضحا بأن الحصار الذي فرض على محجة جاء بعد طلب النظام بقيام الأهالي بمصالحة ورفع علم النظام في البلدة، إلا أن الأهالي رفضت ما طلبه النظام مما شكل طوق حصار كسياسة في التضييق بكل أشكاله.
وتابع مراسلنا : في بداية الحصار كانت هناك بعض المواد المعيشية والأدوية التي تلبي احتياجات أبناء البلدة لكن نتيجة لفترة الحصار الطويلة لم يبقى سوى البسيط من المتطلبات الحياتية التي لا تساعد في المعيشة مشيرا بمنع جميع الأهالي من الدخول والخروج من البلدة مما زاد الأمر سوء ، وبعد فترة من الحصارقامت محجة بتوجيه النداءات والاستغاثات للمنظمات الإنسانية وغيرها لفك الحصار لكنها لم تجد نفعا تلك الاستغاثات وبقي الحال على حاله.
بعد فترة حصار دامت 5 أشهر لم يعد بإمكان البلدة البقاء ضمن طوق ضيق ويمنع عنه كل سبل الحياة، ما أجبر أبناء محجة بالعمل وضع آلية لفك الحصار ودخول المواد الغذائية والدواء وغيرها من متطلبات البلدة.
وفي الصدد قال الناشط اليمان لمراسل فرات بوست: بتاريخ ٢٤أيار دخلت مادة الطحين لأول مرة وسمح للمزارعين فقط بالحصول على مادة الديزل وأشار اليمان أن الدواء في البلدة انعدم تماما خلال الحصار وحتى اللحظة لا يسمح دخول الأدوية إلا بكميات محدودة جدا من خلال مبلغ مالي يتم إعطاؤه لإحدى عناصر الحاجز التابعين للنظام ليسمح بدخول بعض الأدوية.
جاء فك الحصار عن بلدة محجة بعد دفع مبلغ وقدره (٢٥مليون ليرة) لقوات النظام والاتفاق على هدنة، فيما طالب الأهالي بالمقابل عدم دخول قوات النظام إلى داخل البلدة وعدم رفع العلم السوري.
في الآونة الأخيرة باتت مخاوف تتولد لدى البلدة إثر رفض الأهالي طلب النظام برفع العلم داخل البلدة بتاريخ ١٤ تموز يوليو الحالي.
وأشار مراسلنا:حتى اللحظة تسود حالة عدم استقرار في البلدة تخوفا من تشكيل حصار جديد على محجة أو اقتحام النظام وتمكينه، لا سيما بعد تداول أبناء بدخول شرطة روسية إلى البلدة والتمركز فيها نظرا للمواقع العسكرية التي تحيط بها البلدة.
وأكد بأن بلدة محجة لا تزال فارغة تماما من قوات النظام والميليشيات المساندة له ولا تزال البلدة تبذل جهدها في منع دخول النظام.
تكمن أهمية البلدة بالنسبة للنظام والتمسك بها، هو الموقع الجغرافي الهام للبلدة ووقوعها على محاذاة للاتستراد الدولي (الطريق الواصل بين درعا ودمشق) من الجهة الشرقية بالإضافة لمجاورتها للاتستراد القديم بين (دمشق ودرعا) من الجهة الغربية للبلدة، وعمل النظام على هذا التشبت لأسباب عدة منها تحصين المواقع العسكرية للنظام المحيطة بالبلدة وتأمينها الطريق الواصل بين العاصمة ومدينة درعا ولضمان وصول التعزيزات بين المدن المسيطر عليه من قبله.
هذا هو الحال الذي تمر به بلدة محجة التي غابت عن أنظار الكثير ،تخوف من النظام ومتطلبات بغية فرض السيطرة وشروط تهدد استقرار الأهالي.