- الضفّة الثالثة والأربعون
بقلم: أحمد بغدادي
***
“الإنسان الراضي بقدره لا يعرف الخراب”- لاوتسو/ فيلسوف صيني.
–يبدو أن هذه الحكمة أعلاه لا تنطبق على الشعب السوري، وخاصةً تحت ظل حكم عائلة الأسد المجرمة.. فمن يرضى منّا نحن السوريين بهذا القدر الذي صنعته بريطانيا -الصهيونية العالمية؟ حينما نصّبت أكبر عميل وخائن لديها في الوطن العربي _حافظ الأسد_ على كرسي الحكم في سورية!
يبدو أن هذا القدر الذي يفقس كل يوم مثل بيوض الحشرات وينجب لنا قتلة ولصوص ومجرمين يجثون على صدورنا منذ أكثر من أربعين عاماً ليس إلا قدراً منسوجاً بدهاء ومكر، ولا يجب علينا وضع كل الرزايا والكرب على عاتق القدر الإلهي، فالله لا شأن له بأعمالنا القذرة، فنحن أمامنا الطريق واضحة، لكننا نسير في الاتجاه الخاطئ…
منذ مجيء هذه العائلة المجرمة إلى سدّة الحكم في سورية، ونحن نرزح تحت وطأة التهميش والفقر والتجهيل والإقصاء.. أي الأكثرية من الشعب السوري!
فلقد كانت الكهرباء رفاهية
والتلفاز رفاهية
والهاتف رفاهية إن وجد ..
وعلبة المحارم رفاهية .. وبذخ ودليل على الثراء !
وأبسط مقومات الحياة لدى الشعوب الأخرى والمجاورة، كانت رفاهية عندنا، ونعمة زائدة علينا من قبل نظام الأسد؛ لا وكان هذا النظام يتشدق عن الاشتراكية والحريات وكرامة المواطن السوري في كل ساعة!
وعلى ذلك، مع كل حديث للمجرم حافظ الأسد وخطاب، كانت سورية تتراجع إلى الوراء سنوات، اقتصادياً واجتماعياً، وعلى كافة الأصعدة.. رغم ثرواتها الهائلة وإنتاجها من النفظ والغاز والقمح، فضلاً عن ذلك،الآثار التي نهبها رفعت الأسد وضباط المخابرات والمقربون من آل الأسد!
اليوم، وبعد تسع سنوات من الثورة التي حوّلها هذا النظام المجرم إلى حرب طحنت البشر والحجر، صار الشعب السوري يحلم أن يعيش مثل شعوب إفريقيا، حيث إنه بات من الشعوب التي شارفت على الانقراض لما فعله شخص موتور ، ومعتوه، وخائن، يظن نفسه “رئيساً” يحكم شعباً من أعرق شعوب العالم، تآمر عليه من بعد أبيه، وجلب الغزاة وشذاذ الآفاق والاحتلالات والميليشيات الطائفية إلى سورية كي يقلب الطاولة على من وقف ضده وطالبه بالرحيل لتعود سورية حرّة ودولة ديمقراطية بعيدة كل البعد عن هذا النظام الفاشي والمستبد.
لكن، هيهات، كيف ذلك وهنالك نماذج مثل بثينة شعبان تقول إن الوضع الاقتصادي الآن في عام 2020 أكثر توازناً من قبل عام 2011 ! تلك الشمطاء، ألا تدري أن ثمن حذائها التي ابتاعته من “لندن” باستطاعة بشار الأسد أن يوزعه على عشرين عائلة موالية له تكفيهم لمدة شهرين على الأقل؟!
ومن نافل القول، أن علبة مكياجها (دهاناتها) الفرنسية التي تخبّئ باستخدامها ملامح الأفعى تجاوز ثمنها أيضاً بحسب “رجل أعمال” مقرّب إليها 10 آلاف يورو، أي ما يعادل (رواتب) 80 جندياً يموتون كل يوم فداءً لخصيتي ابن أنيسة و”كرش” وليد المعلم، ومؤخرة فيصل مقداد!
فإن جمعنا كافة أحذية “بثينة شعبان” ومساحيقها التجميلية وكلاسينها الداخلية، ومجوهراتها، وتصريحاتها الرنانة والطنّانة، وقيّمناها مالياً، سوف ينتج لدينا مبلغ على ما نعتقد يكفي أيضاً سلالة كل شخص مؤيد لهذا النظام المجرم لعشرات السنين، بل ويعيشون برفاهية زائدة، ويذهبون إلى السينما ويبتعاون “الكازوز” و “الآيس كريم”… والعلكة.
نعم، قريباً سوف نمحق هذا القدر (عائلة الأسد وأعوانها) ونجرّهم فرداً –قرداً، إلى المحاكم ومن ثم المشانق، كي يتأرجحوا جيداً أمام أطلال قبور الشهداء، والمدن المحطّمة ودماء الأبرياء والمساكين.