– الضفّة الثالثة والسبعون
أحمد بغدادي
لا يبدو أن تغيير البيادق على رقعة الشطرنج في القصر الجمهوري عند “آل الأسد” سوف يجدي نفعاً، فالأحجار ذاتها، والمؤخرات تتنقل من منصب إلى آخر، دون فائدة ولا حتى مؤشر يفضي إلى تحسّن الوضع الاقتصادي والسياسي لدى نظام الأسد الاستبدادي.
بعد أن نفقَ وليد المعلم، شرع المجرم بشار بتغيير بعض الشخصيات السمجة، والرخيصة، واستبدلها بذات المناصب، وكأنه ينقل حماراً من “زريبة” إلى إسطبل آخر، ويأمر بأخذ بغل من بغاله وهو “شاعر الأمم المتحدة” بشار الجعفري الأصفهاني إلى الإدارة المركزية التابعة لوزارة الخارجية، التي تصدّر للعالم كلاباً وخنازير، وحميراً بطراز حديث. نعم، كل هذا عبارة عن خوازيق مستحدثة للشعب السوري في الداخل، وكأنه يقول لهم: “إننا الآن نبدأ مسيرة التطوير والحداثة ومواكبة الدول الديمقراطية” – يعني هذا، إما أن الشعب مغفل وتعوّد على “الاستحمار”، أو أن إسطبل الأسد لمّا يزل مليئاً بالحمير ويريد أن يجربها كلها على الشعب، مع تغيير الأبسطة، ليمنح كل حمارٍ سرجَ خيل أصيل، كي يكفّ عن النهيق، ويبدأ بصهيلٍ زائف!
بشار الأسد وزبانيته ما زالوا يتفننون بإذلال الشعب السوري، على كافة الأصعدة، من خلال مراسيم وقرارات خليبية، وبيانات يخالها المرءُ صادرة عن كائنات من العصر الجاهلي، ولم يروا يوماً ما عبر عين الحقيقة أن الناس في سورية وخارجها قاطبةً باتوا يعرفون أن هذا النظام الفاسد والمجرم لن يتنازل لحظة عن عنجهيته حتى تدق عنقه، فلا الحراك السلمي والمظاهرات الشعبية جعلت منه يتحرك خطوة نحو الإصلاح، ولا حتى الدماء التي أهرقت بعد أن قُتلَ مليون سوري وتشردت ملايين الناس في الداخل والخارج، حرّكت لديه ذرة إنسانية! .. لذا .. يجب اقتلاع هذا النظام مع منطومته الاستبدادية، وكافة البغال والخنازير والحمير، الذين يؤيدون مسعاه وأفعاله، حتى لو بخطاب قصير.
ونأتي هنا، بالقول؛ من يقتلع هذا النظام؟
بالتأكيد ليست أمريكا الرأسمالية المحتلة، ولا دول (الاتحاد المسيحي) الأوروبي، فهم على قلبٍ واحد مع القاتل، لأن أنظمة هذه الدول لديها من المجازر التاريخية والمعاصرة بحق شعوب أخرى في الجزائر وإفريقيا وليبيا و .. و.. إلخ، تكفي ليتحسسوا أذنابهم وينظروا إلى القاتل بشار الأسد بعين الرضا، لاستنطاق تاريخهم القذر والاحتلالي، كي ينتشروا كالجراد في سورية، لقضم حصصهم من الجغرافية والثروات، دون أن يراعوا حرمة الدماء، أو يطبّقوا خطاباً واحداً من خطابات الديمقراطية الزائفة لديهم.
أما أنظمة البُعْرَان في الخليج، فلا حول ولا نخوة، ولا حتى شرف! بل هم من ساندوا الطاغية في العلن والخفاء.. مثل السعودية التي صرفت 200 مليون دولار للقاتل بشار الأسد في بداية الثورة بحسب وثائق مسربة، لوأد الحراك، مخافة أن يصل البلل أو البول إلى لحاهم و( سكاسيكهم) الإنكليزية، وهاهم الآن يطبعون مع الصهاينة (إسرائيل)، ويعيدون فتح القنوات الدبلوماسية وسفاراتهم مع نظام الأسد .
– فماذا نقول لمعشر الحمير.. أي قولٍ أثير، أو صفيق، أو يناسب تاريخهم وأفاعيلهم الإجرامية؟
*الثورة السورية فعل مضارع… حتى يسقط الطاغية وأذنابه.