*فرات بوست | أخبار ومتابعات
أظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء شاباً يضرب عمالاً لبنانيين وسوريين يعملون في قطف الكرز داخل أرضه في مجدل العاقورة شمال لبنان.
وأظهرت اللقطات المروعة أيضاً أدلة التعذيب على أجسام الشبان، الذين تم تصويرهم وهم يطالبون بالرحمة.
قالت عائلات الرجال المعتدى عليهم من القرى المجاورة التي تعاني من الفقر إن صاحب العمل اتهم العمال بسرقة المال وساعة يد ونظارات شمسية بعد أربعة أيام من العمل معه حتى يتمكن من الإفلات من دفع أجورهم.
ويزعم أن صاحب العمل اتصل بأصدقائه الذين أجبروا العمال على خلع ملابسهم، ووضعوا البطاطس في أفواههم وضربوهم بأسلاك كهربائية، ثم صوروا الاعتداء.
وأعرب الكثيرون عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان وحقوق العمال واللاجئين السوريين. وطالب نشطاء قوات الأمن بإجراء تحقيق سريع لمحاسبة المشاركين.
أغلق الأهالي طريق العبدة بالقرب من مركز الشرطة، مستنكرين الهجوم على أبنائهم ومطالبين باعتقال الجناة.
وأكد مسؤولون في المنطقة أن العمال الذين تعرضوا للتعذيب في مقاطع الفيديو كانوا شبان من البلدة وسوريين يعملون في قضاء جبيل.
بعد انتشار الفيديوهات، قالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إن ” شخصاً في مركز شرطة العاقورة ادعى يوم الاثنين أن عدداً من عماله سرقوا مبلغا قدره 100 مليون ليرة لبنانية، وتم نقل القضية إلى الشرطة القضائية. بعد تداول مقاطع الفيديو الخاصة بالتعذيب، بدأت قوى الأمن الداخلي تحقيقاً وأصدرت أمراً بإحضار الشخص المعني للإدلاء بشهادته.”
وقال رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان النائب ميشال موسى: “إن ممارسات التعذيب البغيضة تتطلب إدانة مطلقة. ونطالب باعتقال مرتكبي هذه الأفعال التي تنتهك القوانين والأعراف الإنسانية وتسيء إلى كرامة الناس.”
وقال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في تغريدة على تويتر: “ما رأيناه في مجدل عاقورة ضد شعب عكار والإخوة السوريين يشبه أعمال تنظيم الدولة.”
ودعا الحريري السلطات إلى ” اتخاذ إجراءات فورية حتى يصبح مرتكب هذا العمل الخسيس مثالاً لأولئك الذين يسمحون لأنفسهم بمهاجمة كرامة الناس وتعذيب الآخرين بوحشية. ونعرب عن تقديرنا للجهود التي يبذلها شعب المنطقتين من أجل التزام الهدوء.”
وكشف بيان صادر عن القوات اللبنانية أن الجاني مرتبط بـ”حزب الله“. وأدانت القوات اللبنانية أفعاله وقالت إن عضويته علقت إلى حين الانتهاء من التحقيقات الرسمية.
- وقالت القوات اللبنانية “نرفض أن تكون لنا صلة بهذا العمل الفردي غير المقبول”.
وأدان مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس في بيان “الاعتداء على أهالي منطقة تعتبر واحة أمن وسلام وتعايش بين مختلف الطوائف. لقد جاءوا إلى منطقة مجدل عاقورة لكسب لقمة العيش، معتقدين أنهم أبناء بلد واحد”.