العدالة.. كلبةٌ مسعورة بخمسة أثداء!

by admindiaa

 

“العدالة دون قوة عديمة الجدوى، والقوة دون عدالة استبداد.” – بليز باسكال/ فيزيائي وفيلسوف فرنسي

 

  • الضفّة التاسعة والخمسون

 

*أحمد بغدادي

إن الفيتو المزدوج – الروسي والصيني، الذي رفعَ البارحة في مجلس الأمن، ضد مشروع قرار تمديد العمل بآلية إدخال المساعدات ” الإنسانية” إلى الداخل السوري، ليس إلا إجراماً آخر يضاف إلى جرائم الاحتلال الروسي في سورية، وتأكيداً واضحاً على الاستبداد الصيني الذي وقف إلى جانب نظام الأسد المجرم.

وكأن بالروس والصينيين يرفعون رأس العدالة مقطوعاً أمام المجتمع الدولي، في تحدٍ سافر لكل القيم الإنسانية “إن وجدت” في هذا العالم المزركش بالديمقراطية الزائفة!

ومن سخرية القدر، التي تحيق بنا نحن السوريين، أن المجتمعين كلهم، قاطبةً، متفقون على المقتلة السورية، ولهم صلات مباشرة بإهراق دم الأبرياء على مدار تسع سنوات، جنباً إلى جنب مع المعتوه بشار الأسد ونظامه؛ وليس من الغريب مُطلقاً، أن ننتظر من أنظمة دول تسحق شعوبها وتقمعها أن تناصر قضايا المظلومين، وعليه، فإن ما يسمى “مجلس الأمن الدولي”، نقترح أن يُستبدلَ اسمه بــ ” مجلس العهر الدولي” أو “مجلس الغُبن الدولي”.. هكذا، نعم تليق به كل الصفات السافلة والمسمّيات القذرة؛ فهو مجلسٌ قائم على اضطهاد الشعوب وليس الدفاع عنها، علاوة على تمرير مصالح القتلة، وإصدار بيانات شجب وتنديد “بخارية” تتلاشى بعد دقائق من التوقيع عليها!

 

لأجل هذا .. العدالة لديهم عبارة عن “كلبةٍ جرباءَ بخمسة أثداء متدلية“، وتلك الأثداءُ تُرضع المجرمين والطغاة والقتلة.. وتغذّي الكياناتِ السرطانيةَ في العالم، وخاصةً ضمن الشرق الأوسط.

وتتمثّل دول “الفيتو” ( الأثداء الخمسة) في : روسيا – الصين – بريطانيا – فرنسا – أمريكا؛ أي، أن هذه الدول يحق لها الوقوف ضد أي قرار في مجلس الأمن، حتى لو صوّت جميع الأعضاء عليه بالموافقة!

وبرجوعنا إلى تاريخ هذه الدول، نجد أنها فعلت الأفاعيل بشعوب أخرى، وقتلت الملايين وأبادت حضارات بأكملها تنفيذاً لمطامعها وأجندات شياطين اليهود!

ونستنتج من ذلك، أن إبليسَ ليس له علاقة بكل موبِقات الكرة الأرضية هذه، وخاصةً في دول “الديمقراطية الهلامية”، الغربية، ودول المافيات – المعسكرات الشرقية؛ موسكو وبكين!

ولأجل ذلك، وجدَ مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، للأكاذيب فقط ، واستهلاك الشعارات وتمرير المصالح. فهذه القوى  السياسية والهيئات الحقوقية والأعضاء  والأوصياء والموظفون والمندوبون، جميعهم دون استثناء، عبارة عن ممثّلين مَهَرة، لا يقلّون شأناً عن  ممثلي أفلام “هوليوود“، حيث يتبعون  وصايا المخرج، “مدعي السامية، الصهاينة”، ابتداءً من أوكار البيت الأبيض في واشنطن، حتى الغرف السوداء في “تل أبيب”؛ ولن يكون أي أحد من بينهم ذا شأن ومنصب إلا إذا رضخ لأوامر قادة الصهيونية العالمية!

وأخيراً … نحن السوريين وخاصةً من يتواجد في الداخل، وفي المناطق المحررّة، لسنا بحاجة إلى مساعدات إنسانية وأغطية وشوكولاته سويسرية، بل إننا خرجنا لإزاحة الطغيان واجتثاث الورم الخبيث في سورية “آل الأسد“، ولن تقف مطالبنا عند ذلك، حيث بعد انتزاع الحرية والاستقلال، وتعافي الجسم السوري، سوف يخرج جيلٌ جديد يزحف بكل إرادته نحو فلسطين لتحريرها من السرطان الأكبر (اليهود الصهاينة)، لأننا نعلم حق اليقين أنّ الشعوب العربية المخصيّة التي تقفُ متفرجةً أمام القتل اليومي في سورية، لن تتزحزح إلا بضعة أمتار، بعيداً عن التلفاز، أو غرف النوم كي يحافظوا على النسل الغبي الذي يُعصر كل يوم بقبضة العدالة الغربية!


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy