استراتيجية جديدة لـ “تنظيم الدولة” في البادية: تهديدات خفية وتكتيكات بين الانسحاب والتصعيد!

by Anas abdullah

فرات بوست: أخبار | خاص

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، يُظهر “تنظيم الدولة” تحولاً لافتاً في استراتيجيته داخل البادية البادية السورية.

ووفقاً لمصادر خاصة لـ“فرات بوست”، أصدرت قيادة التنظيم توجيهات جديدة لعناصره، تتراوح بين تعليق الهجمات المباشرة ضد الحكومة السورية الحالية وفتح خيارات للعناصر بين البقاء أو الانسحاب، مع تركيز على التصعيد الإعلامي كبديل. فما هي تفاصيل هذه الاستراتيجية، وما دوافعها؟

  • أشارت المصادر إلى أن قيادة التنظيم قررت تعليق كافة العمليات العسكرية والأمنية ضد الحكومة السورية الحالية، بما في ذلك الاغتيالات والتفجيرات، إلا في حال “تصعيد الحكومة ضد التنظيم”.

وبحسب المصدر فإن ملف البادية لم يعد أولوية بالنسبة للتنظيم في الوقت الرهن، حيث يحاول التنظيم الحفاظ على العنصر البشري من عناصره، خاصة مع انتشار حقول الألغام، وزيادة الدوريات الأمنية المحتملة في المستقبل القريب، والتحديات المعيشية في المناطق الصحراوية .

خيارات العناصر: بين الاندماج والهجرة:
وكشفت المصادر أن التنظيم خيّر عناصره بين عدة مسارات، منها:
الانسحاب إلى المدن: مع السماح للعناصر (خاصة الأجانب) بالاندماج في الجتمع السوري بصفة “مهاجرين سابقين كانوا ضمن فصائل إسلامية”، والعمل على إخراج عائلات المقاتلين من مخيمات الاحتجاز، مثل مخيم “الهول”، عبر شبكات تهريب تعتمد على دعم مالي داخلي .
الهجرة إلى دول أخرى: مثل تركيا أو أوروبا باستخدام جوازات سفر مزورة، أو التوجه إلى ليبيا والسودان كمحطات انتقالية، ومن ثم إلى دول إفريقيا التي يتواجد بها التنظيم.

بادية الشامية: من معقل إلى عبء
رغم أن البادية كانت تاريخياً معقلاً رئيسياً لـ”تنظيم الدولة” بسبب مساحاتها الشاسعة وتضاريسها الوعرة، إلا أن القيادة تعتبرها الآن “مصدر خطر” بسبب:

الملاحقة الجوية: خاصة بعد الحديث عن نية الحكومة السورية إنشاء تحالفات إقليمية ودولية لمحاربة التنظيم في البادية السورية.

تغيير الأولويات: إذ يعتبر التنظيم أن هناك مناطق ودول أخرى تخدم قوة التنظيم الحالية أكثر من البادية السورية مثل العراق وأفريقيا.
التصعيد الإعلامي: سلاح بديل
مع تراجع العمليات الميدانية، يعوّل التنظيم على التصعيد الإعلامي لتعويض الفراغ، خاصة بعد تطوير الحكومة السورية لعلاقاتها مع “قسد”، ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع لشخصيات شيعية.

يُظهر “تنظيم الدولة” مرونةً في تكييف استراتيجياته، من حرب العصابات إلى التركيز على البقاء والتصعيد الإعلامي. لكنّ نجاح هذه الخطة يعتمد على عوامل معقدة، منها قدرة العناصر على الاندماج والبقاء في سوريا، وردود فعل القوى الدولية، واستقرار الوضع السوري.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy