في مثل هذا اليوم (5 أيلول) وقبل 3 سنوات، انتهى حصار “تنظيم الدولة” لأحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، عندما تمكنت قوات الأخيرة من الدخول إليها وإنهاء حصار استمر 3 سنوات شهدت خلالها المدينة معاناة كبيرة لما تبقى من سكانها.
كثير من المدنيين اتوقعوا أن يكون نهاية الحصار نهاية مأساتهم التي اشترك بها التنظيم والنظام بآن معاً، عبر استغلال الأخير قضية الحصار لابتزاز السكان مالياً وتحصيل مبالغ مالية كبيرة لمن يرغب بالمغادرة، ولتحصيل الدعم العسكري والتعاطف الدولي من القوى المحاربة لـ”تنظيم الدولة”، ولترويج كذبة “محاربة الإرهاب”، وكذلك عبر تضخيم أعداد المدنيين بهدف الحصول على مساعدات دولية وأممية نال منها نصيب الأسد، ومنحها لجنوده وضباطه.
ذكرى فك الحصار عن دير الزور التي تحل اليوم، تذكرنا بالهالة الإعلامية الضخمة التي روجها إعلام النظام وإعلام القوى الإقليمية والدولية المؤيدة له آنذاك، ومن خلالها بث أكاذيب صدقها كثير من أبناء المنطقة، وعلى رأسها كذبة أن إنهاء الحصار ومن ثم القضاء على “تنظيم الدولة” فيما بعد، تعني نهاية معاناتهم، وبداية لاستقرار حياتهم، والعيش في حال أفضل.
المدنيون القاطنون اليوم داخل مناطق سيطرة نظام الأسد وميليشيات إيران، يعيشون أسوأ أيام حياتهم مع فقر مدقع، وواقع خدمي سيء، وشبه انهيار للواقع الصحي المتزامن مع تفشي كورونا، ناهيك عن واقع اقتصادي متدهور، وانتشار للبطالة والفساد على نطاق واسع وممنهج.
اليوم أزيلت الغشاوة عن أعين الكثير من السوريين من أبناء المحافظة، ومن بينهم المؤيد للأسد، ممن طبل وزمر مع بداية إعادة النظام سيطرته، ورسم الأحلام الوردية لنفسه والآخرين، والتي اعتقد أن تحقيقها لا يتم إلا على يد الأسد ونظامه، متوهماً أن الحل من خلالهما، رافضاً واقع أنهما المشكلة.