*فرات بوست: تقارير ومتابعات
قال جراح بريطاني فلسطيني أمضى أسابيع في قطاع غزة خلال الحرب الحالية بين “إسرائيل” وحماس كجزء من فريق طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود إنه أدلى بشهادته أمام وحدة تحقيق بريطانية في جرائم الحرب.
تطوع غسان أبو ستة، وهو جراح تجميل متخصص في طب النزاعات، مع الفرق الطبية في صراعات متعددة في غزة، بدءاً من طالب الطب في أواخر ثمانينيات القرن العشرين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى. كما عمل في مناطق نزاع أخرى، بما في ذلك في العراق وسوريا واليمن.
عبر أبو ستة من مصر إلى غزة في 9 تشرين الأول، بعد يومين من بدء الحرب وبقي في القطاع المحاصر لمدة 43 يوماً، وعمل بشكل رئيسي في مستشفيي الأهلي والشفاء في شمال غزة.
اندلعت الحرب بسبب توغل مميت قادته حماس في 7 تشرين الأول في جنوب “إسرائيل” حيث قتل مقاتلو حماس حوالي 1,200 شخص. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة جوية وبرية عقابية أسفرت عن مقتل أكثر من 17,700 شخص مدني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
غسان أبو ستة وسط فريقه الجراحي في مستشفى الأهلي بمدينة غزة (إكس)
وقال أبو ستة “لوكالة أسوشيتد برس” في مقابلة خلال زيارة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت يوم السبت إن شدة الصراعات الأخرى التي عاشها والحرب في غزة تشبه “الفرق بين الطوفان والتسونامي”. وبصرف النظر عن الأعداد المذهلة للقتلى والجرحى، قال إن النظام الصحي نفسه قد استهدف ودمر في غزة.
قال أبو ستة: “كان أسوأ شيء في البداية هو نفاد “المورفين” والمسكنات القوية المناسبة ثم نفاد أدوية التخدير لاحقاً، مما يعني أنه سيتعين عليك القيام بإجراءات مؤلمة بدون مخدر”.
ملف – فلسطينيون أصيبوا بعد إصابة قافلة من سيارات الإسعاف يتلقون المساعدة في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، 3 تشرين الثاني، 2023. الصورة (رويترز)
وقال إنه عندما عاد إلى المملكة المتحدة، طلبت منه وحدة جرائم الحرب في شرطة العاصمة تقديم أدلة في تحقيق محتمل في جرائم حرب، وفعل ذلك.
- وأصدرت الشرطة دعوة للأشخاص العائدين من إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية الذين “شهدوا أو كانوا ضحايا للإرهاب أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية” للتقدم.
- قال أبو ستة إن الكثير من شهاداته تتعلق بالهجمات على المرافق الصحية.
وكان يعمل في المستشفى الأهلي في شمال غزة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول عندما وقع انفجار مميت في فناء المستشفى الذي أصبح مأوى للنازحين مما أسفر عن مقتل المئات. وقالت السلطات الإسرائيلية إلى جانب وكالات مخابرات أمريكية وفرنسية إن الانفجار نجم عن صاروخ فلسطيني أخطأ في إطلاقه.
وأكدت حماس أنها ضربة إسرائيلية. وقال أبو ستة إن العديد من الإصابات التي رآها كانت أكثر اتساقاً مع الأضرار الناجمة عن “صاروخ هيلفاير” الإسرائيلي الذي قال إنه “يتفكك إلى شظايا معدنية تسبب بتر الأطراف”.
مشاهد للقصف الوحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة ــ وكلات.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية إن نمط الشظايا حول فوهة الارتطام يفتقر إلى النمط النموذجي لصاروخ “هيلفاير” أو غيره من الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل.
وقال أبو ستة إنه أثناء وجوده في غزة عالج أيضاً مرضى مصابين بحروق تتفق مع قصف الفسفور الأبيض، الذي رآه أيضاً أثناء حرب 2009.
تسبب قذائف الفوسفور “حرقاً كيميائياً… ينفجر في الهياكل العميقة للجسم بدلاً من الحرق الحراري، الذي يبدأ من الخارج و [يغطي] مساحة سطح أكبر بكثير “.
الدكتور غسان أبو ستة، جراح تجميل فلسطيني بريطاني متخصص في طب النزاعات، يتحدث مع وكالة أسوشيتد برس في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، 9 كانون الأول/ديسمبر 2023.
زعمت جماعات حقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية ألقت قذائف تحتوي على الفسفور الأبيض على مناطق سكنية مكتظة بالسكان في غزة ولبنان أثناء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وتؤكد إسرائيل أنها تستخدم المواد الحارقة فقط كستار من الدخان وليس لاستهداف المدنيين.
وقال الطبيب إنه يأمل أن يؤدي التحقيق في جرائم الحرب في المملكة المتحدة إلى ملاحقات قضائية محلية أو دولية.
وقال “كريم خان” رئيس المحكمة الجنائية الدولية بعد زيارة للضفة الغربية وإسرائيل الأسبوع الماضي إن التحقيق الذي تجريه المحكمة في جرائم محتملة ارتكبها كل من نشطاء حماس والقوات الإسرائيلية يمثل أولوية لمكتبه.
