حصلت “فرات بوست” على معلومات ووثائق وتسجيلات مصورة، تثبت تورط قائد “تجمع أحرار الشرقية”، أبو حاتم شقرا، في العديد من الجرائم ودعم الإرهاب والتجاوزات على مدار السنوات، مع استمراره في إرتكاب المزيد منها في الوقت الحاضر.
كشف حقيقة شقرا، جاء بعد متابعة وتحقيق مستمر من قبل شبكة مراسلين ومصادر في الداخل السوري منذ بداية العام الجاري أي مايقارب الثمانية أشهر، وذلك ضمن سلسلة تحقيقات تدأب “فرات بوست”، على إعدادها، وتتعلق بجرائم وتجاوزات وتجارة الحرب المنفذة من قبل قادة فصائل عسكرية معارضة للنظام، أو شخصيات تقود وتعمل ضمن ميليشيات تابعة لنظام الأسد، وأخرى في صفوف “قسد” ناهيك عن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
أحمد إحسان فياض الهايس، الملقب بـ”أبو حاتم شقرا”، عمل في مرحلة ما قبل الثورة بالفلاحة في قريته الشقرا الواقعة في ريف دير الزور الغربي، وكان أيضاً عامل بناء (طيان إسمنت) في الأردن، لفترة وجيزة.
مع انطلاق الثورة، انخرط شقرا في صفوف “حركة أحرار الشام”، إحدى كبرى الفصائل المعارضة للنظام، ليصبح بعدها قائداً عسكرياً داخلها.
صور للشقرا قبل الثورة عندما كان عامل وصورة ثانية ببداية الحراك المسلح
أثناء ذالك العمل قام بالعديد من التجاوزات منها سلب بعض المدنيين أواني وأغراض منزلية بحجة أنهم موالين للنظام على معبر قرية الجنينة في ريف ديرالزور الغربي وقد تدخل أحد شيوخ البكارة في ذالك والوقت وأعاد الحق لأصحابه وطرد الشقرا من المنطقة.
بعد سيطرة “تنظيم الدولة” على الرقة، طردته الحركة، بسبب العديد من التجاوزات التي قام بها، ومن بينها استئثاره بالسيارات التي كانت تحمل أموال “أحرار الشام”، ووضع الأموال في منزله بقرية المعيشية، ليصبح مصير هذه الأموال مجهولاً إلى يومنا هذا.
وبعد طرده من “أحرار الشام” استقر شقرا داخل مدينة سرمدا في الريف الغربي لإدلب مع عدد من حملة السلاح الذين عمل معهم عقب انطلاق الثورة وحاول مع العديد من الوجهاء والجهات تأمين دعم مادي لدعم مجموعته ، ليتمكن عام 2016 من الحصول على تمويل خليجي بلغت قيمته نحو 500 ألف يورو، وشكل من خلاله “تجمع أحرار الشرقية”، لكن لم تمر بضعة أشهر على عملياته العسكرية ضد قوات نظام الأسد، حتى بدأ الفساد يظهر من داخله وأصبح العديد من القادة المقربين من شقرا أداة ضد المدنيين في المنطقة، وبدأ التجمع بفرض الأتاوات ونهب الأموال، و”ترفيق” التجار.
“تجمع أحرار الشرقية” متهمٌ بانتهاكات كثيرة، منها جرائم قتل بدعوى الانتقام، وجرائم حرب، واعتداءات بحق المدنيين، آخرها كانت موجّهة ضد سكان “مخيم ترحين” بريف حلب في 13 أيار 2019 خلال اقتحام عناصر تابعة لــ”أحرار الشرقية” المخيم وأطلقوا النار بشكل عشوائي بالتزامن مع استهدافه بقذيفة هاون، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، وذلك بذريعة تواجد “خلية نائمة” لـ”تنظيم الدولة”، لكن الرواية الأخرى، من جانب المدنيين هناك، تقول إن سبب الهجوم، رفض أصحاب “حرّاقات النفط” دفع إتاوات لـ”أحرار الشرقية”، الذي يقوم بدوره بفرض مبالغ تصل إلى 300 ألف ليرة عن كل حراّقة شهرياً، وقد تم نفي ذرائع واتهامات الفصيل بتواجد عناصر تابعة للتنظيم في المخيم الفيديو التالي يظهر مناشدة أهالي المخيم من أجل إيقاف إستهداف المخيم من قبل التجمع .
معتقلات.. تعذيب وانتهاكات
سجون “أحرار الشرقية” فاحت منها روائح القتل والتعذيب (الفيديو المرفق) ويؤكد شهود عيان، أن المسؤول عن الانتهاكات وجرائم القتل السريّة، هو “ثابت الهويش” الملقب أبو عبد الرحمن الشرقية، وهو مسؤول الملف الأمني في “تجمع أحرار الشرقية”، والذي يظهر عبر المنصات الإعلامية الفترة الماضية بشكل كبير لإعطاء تصريحات دون العودة لماضيه وفي الفيديو التالي يظهر بعض أساليب التعذيب في سجون أحرار الشرقية.
إضافة إلى الانتهاكات بحق المدنيين وإهانة كرامتهم، أصبحت التجاوزات وحوادث القتل أو الاعتداء من الأمور المعتادة لدى “أحرار الشرقية”، ففي مدينة عفرين، ذكر أحد السكان المحليين الذين تواصل معهم فريق عمل “فرات بوست”، حادثة جرت في شهر يناير/ كانون الثاني 2019“، وأكد في فيها أن بعض عناصر فصيل “الشرقية” أقدموا على طعن ثلاثة شبّان من مهجّري الغوطة الشرقية في شارع “الفيلات” بمدينة عفرين، وأحد الشبان المطعونين دخل في العناية المركزة؛ وذلك يعود لسبب جدالٍ تحوّل إلى مشادة كلامية انتهت بهذه الحادثة المريعة.
ومن التجاوزات التي لاقت تذمراً من سكان المنطقة التي ينتشر فيها “أحرار الشرقية”، تعمد قائدها أبو حاتم شقرا، إسكان أقاربه في مزارع ومنازل فخمة في عفرين، إضافة إلى كسب الاموال من خلال الأتاوات وتجارة المسروقات التي لم تسلم منها معاصر الزيتون والمركبات، والآلات الزراعية ومضخات المياه، ويتم بيعها عادة لتجار مرتبطين بالفصيل، أو عبر وسطاء يعملون في السمسرة، كما هو موثّق في التسجيلين المرفقين للقيادي في “أحرار الشرقية” الملقب بـ”أبي جعفر شقرا – رائد جاسم الهايس” وهو يعرض على أحد التجار “مضخات ومولدات كهربائية ومخارط معامل”؛ موجودة هذه (البضاعة) لديه في مدينة الباب شرقي حلب، وتسجيل ثان يعرض على تاجر آخر شراء المخارط في الباب.
المقطع رقم 1 هو لأبو جعفر شقرا يعرض مسروقات لمدنين للبيع لأحد التجار
المقطع رقم 2 معاصر لزيتون التي استولى عليها التجمع
صور من المقر الامني ومكان تجميع المسورقات التابع لتجمع أحرار الشرقية المعروف بمزرعة الشهابي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي
للإعلام نصيبه أيضاً..!!
عمل أبو حاتم شقرا على تجنيد عدد من الناشطين الإعلاميين لتبيض صورته وصورة فصيله، وفي حوار عتاب دار بين “أبي حاتم” وابن عمه، ضمن المكتب الإعلامي في مدينة الباب حول رشوة الإعلاميين، وندرجه باللهجة العامية كما هو، يقول الثاني:
“ياخيليش أعطيت هذا تبع أورفا مصاري، وقبل سنة كان يسبّك بمجلس القبيلة على الواتس آب؟”.
أبو حاتم يردّ:
“إعلامي كلب يعوّي معنا، أحسن من إعلامي كلب يعوّي علينا”.
وبحسب “فرات بوست” أنّ هذا الإعلامي في أوروفا جنوب تركيا، يقول في المجالس إنه هو الذي يحمل على عاتقه أغلب حملات “أبي حاتم” الإعلامية، وله الفضل في تبييض صورة “الشقرا” وفصيله .
أما الأخر فقد هاجر إلى ألمانيا لفترة وجيزة وبعد تواصل مع الشقرا لمدة أشهر عاد من هناك ليخبر قائد التجميع أن أوربا بلاد كفر ولايستطيع العيش بها ولكنه جلب من تلك البلاد جهازين جوال وكاميرا ولاب توب ولم يدفع من ثمنها أي شيء للحكومة الألمانية.
ناهيك عن عدة معرفات على التليغرام يمتلكها التجمع وتعمل على تشويه صورة كل الشمال السوري بإستثناء تجمع أحرار الشرقية.
صورة رقم 1 لاعلامي ابراهيم الحبش أثناء اصدار كتابه في تركيا
صورة رقم 2 لاعلامي احرار الشرقية حارث رباح في المانيا
هل يمثل الشقرا قبيلة البقارة؟
بعد استطلاع رأي في الداخل السوري والخارج قامت به “فرات بوست” معنون بــ” هل يمثل أبو حاتم شقرا قبيلة البقارة؟”
لم يحصل “الشقرا” إلا على نسبة قليلة، وربما جائت عبر تأييد أقاربه والدائرة الضيقة حوله. والدليل على ذلك، الانشقاقات التي حصلت داخل الفصيل، حيث تجاوزت نسبة 60 في المئة.
وذكر بعض من شملهم الاستطلاع، أنهم عاشوا في مناطق كانت خاضعة لسيطرة “أحرار الشرقية”، وشددوا على أن الفصيل عمل بداية بشكل جيد، وامتاز بعملياته النوعية والضربات القاسية التي وجهها لقوات نظام الأسد، ولعناصر “تنظيم الدولة” والميليشيات الكردية، إلا أن تراجع في سلوكياته، وأخذ ينحو باتجاه معاكس لمبادئه الثورية، وكثرت انتهاكاته وتجاوزاته. يذكر أن أبو حسن شهداء بدر انشق عن أحرار الشرقية بعد قيام أبو حاتم شقرا بمصادرة كل غنائم معركة عفرين على حد قولهم ويحتكم الان الشقرا وأبو حسن شهداء بدر على مبلغ 600 ألف دولار أمريكي عبر لجنة تحكيم لقاء غنائم معركة عفرين.
صورة لشقرا أثناء رفع الكؤوس التي فاز بها في أحد السباقات في مدينة الباب
ومن جانب آخر، ووفق معلومات تمكنت “فرات بوست” من توثيقها من مقربين منه، يمتلك شقرا خيولاً عربية أصيلة تقدر قيمتها بـ 200 ألف دولار أمريكي، عدا عن معاصر الزيتون والمزارع والعقارات وهنا مقطع فيديو يبين بعض الخيول العربية الأصيلة التي ِإشتراها أبو حاتم بمئات ألوف الدولارات.
استثمارات.. ومعابر
لدى “شقرا” شقيقٌ في يعيش”ألمانيا”، افتتح “سوبر ماركت” كبير جداً، ويشاع أنّ مصدر تمويله كان عن طريق “أبوحاتم”، ولكن لم يتسنَ لنا التأكد من صحة ذلك.
وفي إطار آخر، يوصف “شقرا” لدى سكان المناطق التي يعمل بها فصيله بـ”الاخطبوط”، نظراً لتعدد الأعمال التي يقوم بها، وكان آخرها العمل على تأسيس جسم سياسي أسماه “التيار الوطني السوري”، وقد موّل كذلك شبكات إعلامية نتحفظ على ذكر أسمائها، ومن مسؤوليتها: أن (تُعدّدَ مناقبه)، وتدافع عن فصيله وتروج لمناقبه.
ولدى الشقرا كتيبة أمنية قوية مستعدة لقتل أي شخص معارض لهم خلال ساعات أو إلصاق تهمة عميل مع الأكراد بشكل فوري كما يوجد لديه العشرات من الأمنين داخل تركيا مهمتهم ملاحقة أي شخص من أعدائه.
ومما تمكنت الشبكة من توثيقه، قيام شقرا بعمليات تهريب لقيادات وعناصر من “تنظيم الدولة” ومدنيين آخرين مقابل أموالاً طائلة، ومنهم من تم إدخاله إلى تركيا عبر المعابر الرسمية، كما يؤكده تسجيل يظهر امرأة عراقية تلقب بـ”أم علاء” وتطالب فيه بإطلاق سراح أولادها وزوجها المعتقلين في سجون “أحرار الشرقية”، وتذكر في هذا التسجيل، أنها خرجت إلى الأراضي التركية عن طريق أبو حاتم شقرا وبهويات سورية مزورة، مقابل 100 ألف دولار، أجبرت على دفعها بعد تهديدها بتلفيق تهمة الانتماء إلى “تنظيم الدولة” وفي المقطع التالي تظهر المرأة العراقية التي سلبها الشقرا100 ألف دولار وأدخلها تركيا مع عائلتها ببطاقات سورية مزورة.
تهريب عناصر تنظيم الدولة مقابل الأموال .
لدينا العشرات من القصص والإثباتات التي تدين الشقرا بتهريب قياديين من الصف الأول بتنظيم الدولة كاسر الحداوي أحد قيادات التنظيم والمعروف لأهالي ديرالزور والذي ألقي القبض عليه من قبل السلطات التركية كان الشقرا قد هربه بهوية مزورة مقابل 100ألف دولار كذالك ماجد سليمان العيد الملقب أبو فاطمة شنان مسؤل الدورات في القاطع الشمالي لدى تنظيم الدولة بديرالزور قام الشقرا بتهريبه إلى أورفا التركية بعد أن قامت أخته بتحويل مبلغ مالي معين من دولة الكويت ولدينا إثباتات على تلك الحوادث نتحفظ على نشرها في الوقت الحالي.
طموح جديد للشقرا
بعد قيادة تجمع أحرار الشرقية وقيادة التيار الوطني السوري وفارس الشمال السوري قام الشقرا هذا العام بالتقديم على الشهادة الثانوية ونجح بمعدل 89% وهو معدل ممتاز المعلومات الأولية التي وصلت لنا تفيد أن الشقرا يريد أن يسجل بجامعة العلوم السياسية في تركيا ولكن المفاجئة وبعد الرجوع لأرشيف الشقرا الدراسي تبين لنا أنه لايملك شهادة دراسية وأن الشهادة التي سجل على أساسها لفحص الشهادة الثانوية هي شهادة من صنع مكاتب التزوير في مدينة الباب.
أبو حاتم شقرا يرفع الاذان في قرى ريف مدينة عفرين ضمن معركة “غصن الزيتون”
تواجد عناصر تنظيم الدولة في التجمع
والذي لايخفى على كل أبناء الشمال السوري أن هناك العشرات من عناصر تنظيم الدولة أو المتشددين في صفوف تجمع أحرار الشرقية هناك العشرات من التوثيقات لكن سنعرض لكم صورة أحد عناصر الكتيبة الإعلامية لدى الشقرا وهو عبد الله الجعشم أو الملقب محمد الخابوري وهو كبير اعلامين تنظييم الدولة في الرقة أما العناصر فهناك أكثر من 20 شخص أو قيادي موثقين بالأسم وهذا مقطع فيديو يبين عناصر جهاديين لدى الشقرا أثناء توجههم إلى منبج أوائل السنة الحالية.
صورة المدعو عبدالله الجعشم أحد ابرز اعلاميين تنظيم الدولة في محافظة الرقة والملقب بي محمد الخابوري
أعوان في الفساد
لم يكن “أبو حاتم” هو الرجل الوحيد في الفصيل المتهم بقضايا الفساد وتجاوزات “أحرار الشرقية”، ، فأعوانه ورجالاته كثيرون، وخاصةً من أشقائه وأقربائه، الملقبين كلهم بــ” الشقرا”، ومنهم “أبو وليد شقرا والذي يقال أنه وصل بريطانيا مع مبالغ مالية ضخمة عن طريق مدير المكتب السياسي للتجمع – ، أبو جعفر شقرا مسؤول المكتب الاقتصادي”، وهناك أيضاً ثابت الهويش (أبو عبد الرحمن شرقية) المسؤول المباشر عن الملف الأمني داخل “أحرار الشرقية”.
الهويش كان يعمل مهرّباً للأسلحة والدخان قبل اندلاع الثورة؛ ومع تأجّج الحراك في سوريا وتحوله إلى صراع مسلّح، أقام الهويش حاجزاً للسلب على طريق الخرافي السريع، ومدخل دير الزور في عام 2013. وعقب ذلك، عمل مع “جبهة النصرة” في دير الزور، كعضو ضمن خلايا اغتيالات مع أربعة أشخاص آخرين، قاموا بتنفيذ عمليات اغتيال كسبوا عبرها أموالاً طائلة. لتنقلهم “جبهة النصرة” بعد ذلك إلى حقل “كونيكو” بريف دير الزور الشرقي، كي يعملوا بتهريب النفط عام 2014 لغاية سيطرة “تنظيم الدولة” هناك.
عقب سيطرة التنظيم، أخرجهم “مختار بلدة حطلة” بكفالته؛ وغادر “ثابت الهويش” نحو تركيا، وافتتح مقهىً حتى تاريخ 2016، وعاد بعدها إلى “سلقين” في ريف إدلب، كي يبايع “أحرار الشرقية”، ويشارك في الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين.
صورة رقم 1ثابت الهويش الملقلب أبو عبد الرحمن شرقية
صورة رقم 2 رائد جاسم الهايس الملقب أبو جعفر شقرا وابن عم شقرا
صورة رقم 3 أبو وليد شقرا شقيق ابو حاتم شقرا
تهديدات على الملاء
لا أحد يجرأ على معادة الشقرا سواء كان في الداخل السوري أو حتى في تركيا فالشقرا يستطيع الوصول الى الجميع إما بعلاقاته الوسعة أو بأمواله الطائلة التي قد تصل إلى ملايين الدولارات. ونحن في فرات بوست نحب أن نكشف عدة مواضيع فيي هذا التحقيق منها ,
تهديدات مسجلة بالصوت من أبو حاتم شقرا وأبو عبد الرحمن شرقية لفريق فرات بوست نتحفظ على عرضها الأن ولكن نستطييع تقديمها لأي جهة حقوقية.
تهديدات من تجمع أحرار الشرقية بعلاقاته القوية مع الدولة التركية عبر رسائل تهديد من أرقام مجهولة.
ونحن كشبكة إعلامية سنقوم بإرسال كل الوثائق إلى جهات حقوقية في الفترة القادمة بعد إستكمالها.
الفصل الأول تجمع أحرار الشرقية
يتبع…………